اخبار العالم العربي

فيديو مسرب لـ وزير عراقي وهو يؤدي القسم يثير ضجة.. ومطالبات بفتح تحقيق

لم يكد العراق يستفيق من ضجيج التسريبات الأولى التي طالت العديد من السياسيين، حتى نشر الصحافي العراقي علي فاضل تسريباً جديداً بالصوت والصورة لـ وزير عراقي سابق وهو يؤدي القسم بالولاء لرئيس حزبه بإدارة الوزارة، ما أثار موجة انتقادات واسعة في البلاد.

فيديو مسرب لـ وزير عراقي يثير ضجة في البلاد

نشر الصحافي العراقي، مساء أمس الجمعة، مقطع فيديو ظهر فيه وزير الصناعة السابق صالح الجبوري، وهو يؤدي القسم واضعاً يده على المصحف، ويقسم بأنه “بعد أن يباشر مهامه كوزير للصناعة سيكون ولاؤه المطلق لرئيس حزبه، وأن يقوم بتنفيذ توجيهاته حرفياً بإدارة الوزارة وبكل إخلاص، مع الالتزام بكل الشروط والتعليمات التي تم الاتفاق عليها مسبقاً”، قال إنه “في حال المخالفة سيتحمل كافة المسؤوليات المترتبة على ذلك”.

وبحسب الدستور فإن نص القسم يقول فيه الوزير: “أقسم بالله العلي العظيم أن أؤدي مهماتي ومسؤولياتي القانونية بتفانٍ وإخلاص وأن أحافظ على استقلال العراق وسيادته، وأرعى مصالح شعبه وأسهر على سلامة أرضه وسمائه ومياهه وثرواته ونظامه الديمقراطي الاتحادي وأن أعمل على صيانة الحريات العامة والخاصة واستقلال القضاء وألتزم بتطبيق التشريعات بأمانة وحياد، والله على ما أقول شهيد”، وهو ما خالفه الوزير السابق بحسب التسريب.

وصالح الجبوري أحد أعضاء حزب الجماهير الوطنية، وقد تولى وزارة الصناعة في أكتوبر/ تشرين 2018 وحتى مايو/ أيار 2020، في حكومة عادل عبد المهدي، التي أقيلت نتيجة التظاهرات الشعبية التي عمّت العراق في السنتين السابقتين، احتجاجاً على الفساد.

انتقادات لـ وزير عراقي سابق

ولاقى مقطع الفيديو المصور بعد نشره بوقت قصير ردود فعل غاضبة واستياء على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات للجهات المختصة بفتح تحقيق بذلك الأمر والتحرك للقضاء على ما يسمى بـ”بيع المناصب”.

النائب ماجد شنكالي، قال تعليقاً على الفيديو المسرب: “الفساد في العراق أصبح منظومة وثقافة سائدة تعتبر فيها الوزارات ودوائر الدولة ومناصبها مشاريع تجارية لأصحابها، من الكتل والأحزاب، وإن بعض الوزراء والمسؤولين، سواء اقسموا على الكتاب (المصحف) أو لم يقسموا فسيكونون في خدمة الملاچ (مالك كتلتهم أو حزبهم)، لذلك لا تستغربوا من أي تسريب تشاهدونه أو فساد تسمعون به”.

من جانبه، علق النائب هوشيار عبد الله: “حتى نكون موضوعیین فیما یخص تحویل الوزارة الی دکان سیاسي، فإن هذا المرض لا یشمل شخصاً أو حزباً أو طائفة، کل الوزارات من قبل الأحزاب بشكل أو بآخر وبلا استثناء تدار کملك شخصي أو حزبي، لماذا؟”، مضيفاً “النظام السیاسي بعد 2003 بدأ بمشارکة الكل، وفساد الكل بمعیة الكل. نظام فاشل وساقط بكل معنى الكلمة”.

وكان علي فاضل الذي يقيم في الولايات المتحدة والمناهض للنظام السياسي في العراق ما بعد 2003، قد بدأ قبل نحو شهرين بنشر سلسلة من التسريبات الصوتية المزعومة لرئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ظهر من خلالها يتحدث عن صناعة الميليشيات والتخطيط لشن حرب أهلية تبدأ من ضرب مدينة النجف.

فيديو مسرب لـ وزير عراقي
فيديو مسرب لـ وزير عراقي وهو يؤدي القسم يثير ضجة.. ومطالبات بفتح تحقيق

شاهد|| تسريب جديد لـ المالكي.. هاجم السيستاني والحلبوسي ووصف الشيعة بـ”الأرذال”

الصدر يدعو العراقيين لانتظار الخطوة المقبلة

وتأتي هذه التسريبات في وقت يعيش العراق بأزمةٍ سياسية، ترفض الأطراف المعارضة الجلوس على طاولة الحوار، وتزامناً مع مسيرات مليونية يدعو إليها زعيم التيار الصدري بعد فشله في إقناعها بالتوصل إلى حل.

وفي وقتٍ سابق من اليوم، دعا زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر في تغريدة على حسابه في تويتر اليوم السبت، جميع العراقيين إلى انتظار الخطوات المقبلة، بعد أن رفضت دعوات تياره لإجراء حوار علني بين جميع الفرقاء السياسيين في العراق.

إلى ذلك، شدد على أنه لن يجالس الفاسدين ومن يريد قتله، في إشارة إلى منضوين ضمن “الإطار التنسيقي”، من بينهم نوري المالكي خصم الصدر اللدود.

على صعيدٍ متصل, دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى تظاهرة مليونية في جميع المحافظات بالعراق.

كما أشار إلى أنه لن يجري أبداً “حواراً سرياً جديداً بعد ذلك”، ربما في إشارة إلى المساعي التي جرت خلال الأيام الماضية للتوصل إلى حل وسط أو تسوية بين التيار الصدري والإطار، اللذين تصاعد بينهما التوتر على خلفية تسمية رئيس جديد للوزراء، أو إلى جلسة الحوار التي عقد الربعاء الماضي بدعوة رئيس الحكومة مصطفى الكازمي، وقاطعها الصدر.

كذلك، قال الزعيم الصدري: “قدمنا مقترحاً للأمم المتحدة لجلسة حوار علنية مع الفرقاء السياسيين إلا أن أحداً لم يتجاوب”، موضحاً أنه قدم تنازلات كثيرة من أجل الشعب العراقي والسلم الأهلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى