مقال رأي

‏‫الاعتذار للشعب .. خيرٌ لكم من السياسة !

بقلم: خالد الحماد

حاورت الجزيرة نت أول مسؤول سياسي لهيئة تحرير الشام،هيئة تحرير الشام «النصرة سابقاً» ،فرع القاعدة في الشام والتي كانت في يوم من الأيام تأتمر بأوامر أبي بكر البغدادي ثم انشقت لاحقا عن التنظيم لخلافات سلطوية ،واكتفت بأن تكون فرعا لتنظيم القاعدة وعلى اتصال مباشر مع الأمير «أيمن الظواهري» ،ثم اقتضت المصلحة وبمباركة من الظواهري على الانفصال صورياً عن التنظيم الأم لتكون هيئة..

ومهما تبدل الاسم ،وتغير الجلباب ،وان استُبدل اللباس الأفغاني بالافرنجي ..تبقى ذاكرة السوريين مفعمة ونشطة بكل إنجازات « النصرة»، لأن الذاكرة مخضبةبالدماء ،ملوثة بالفتاوى الشاذّة «التكفيرية»..مهددة بالقتل وبالقضاء على أكثر من عشرين فصيلا من الجيش الحر ..

وكيف لذاكرة السوريين الحزينة أن تُمسح وهي ثكلى بفقد فلذات الأكباد على أيدي «السياسيين الجُدد»؟! لا يهمني المسؤول السياسي الذي استنفرت «الجزيرة » لتلميعه،لأنه هو ذاته ضحية لأيدي وأفكار خارجية ،ولضحايا القاعدة سجلٌ كبير ،يمتد من قلب الثمانينات إلى يومنا هذا ..آثاره منقوشة من أفغانستان مرورا بالعراق وصولا إلى سوريا …

والكثير الكثير من الإنجازات الدموية واللوثات الفكرية المنتشرة فيأرجاء المعمورة ..!! يا سادة ..الشعب لا يريدكم أن تكونوا ساسة، فمن اعتادت يده على إدارة المقصلة لن يسعفه عقله بأن يكون سياسيا مُحنّكا ،بل سيكون لابس ثوب زور !

أليست السياسة هي التعامل مع الدول ..وألم تكن هذه الدول في الأمس «علمانية» كافرة ؟! ألم تقتلوا السوريين لأنهم تعاملوا مع تلك الدول؟! لن تتعلموا ..ولن تكونوا سوى أداة سواء في القتل أو السياسة،ولكن قبل أن تخوضوا في السياسة لكم مني نصيحة ..اعتذروا من الشعب واستأذنوا منهم وقولوالهم : نود أن نكون ممثلين عن أبنائكم الذين اقتلعنا رؤوسهم ،فإن أذنوا لكم ..فامضوا على بركة الله في القتل السياسي !

ملاحظة : وكالة ستيب نيوز لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة

12

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى