أمريكا تعلن عن خطوة اقتصادية تتعلق بالصين.. وبكين تهدد: “ستؤثر بشدة” على العلاقات
أعلن البيت الأبيض اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستزيد الرسوم الجمركية على واردات بقيمة 18 مليار دولار من الصين، مستهدفة قطاعات استراتيجية مثل السيارات الكهربائية والبطاريات والصلب والمعادن المهمة، في خطوة أثارت غضب بكين.
– أمريكا تعلن عن خطوة اقتصادية تتعلق بالصين
ويأتي القرار في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس جو بايدن لإعادة منافسته عام 2020 مع منافسه الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات نوفمبر، حيث انتقد المسؤولون سجل ترامب في التجارة عندما أصدروا هذا الإعلان.
وقال البيت الأبيض: إنه من المقرر أن يتضاعف معدل التعريفة الجمركية على المركبات الكهربائية 4 مرات ليصل إلى 100 في المائة هذا العام، بينما سيرتفع معدل التعريفة الجمركية على أشباه الموصلات من 25 في المائة إلى 50 في المائة بحلول العام المقبل.
وأضاف في بيان: أن هذا الإجراء يهدف إلى تشجيع الصين على “القضاء على ممارساتها التجارية غير العادلة فيما يتعلق بنقل التكنولوجيا والملكية الفكرية والابتكار”.
ويأتي ذلك بعد مراجعة الرسوم الجمركية المفروضة خلال الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، والتي فرض خلالها الرئيس ترامب رسومًا على سلع بقيمة 300 مليار دولار من الصين.
وكان ما يسمى تحقيق المادة 301 هو الأداة الأساسية التي استخدمتها إدارة ترامب لتبرير التعريفات الجمركية، ويتعين على الممثل التجاري الأمريكي النظر في تأثير الرسوم بعد 4 سنوات.
وتم اتخاذ إجراءات يوم الثلاثاء، أيضًا بموجب المادة 301 من قانون التجارة.
وبعيدًا عن السيارات الكهربائية وأشباه الموصلات، تعمل واشنطن على مضاعفة الرسوم الجمركية على بعض منتجات الصلب والألمنيوم 3 مرات تقريبًا، وعلى بطاريات الليثيوم أيون الكهربائية وأجزاء البطاريات.
وسوف يرتفع معدل الرسوم الجمركية على الجرافيت الطبيعي وبعض المعادن الهامة الأخرى من صفر إلى 25 في المائة، كما سيتضاعف التعريفة على الخلايا الشمسية من 25 في المائة إلى 50 في المائة.
وتعليقاً على الخبر، قال مسؤول أمريكي كبير طلب عدم الكشف عن هويته: إن بعض الزيادات في الرسوم الجمركية، مثل بطاريات الليثيوم أيون غير المخصصة للسيارات الكهربائية، تدخل حيز التنفيذ في وقت لاحق للسماح بفترة انتقالية بينما تقوم البلاد ببناء إنتاجها المحلي من البطاريات.
– تعليق الصين
في المقابل، حذرت بكين اليوم الثلاثاء، من أن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على واردات صينية بقيمة 18 مليار دولار “ستؤثر بشدة” على العلاقات بين البلدين.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان “سيؤثر هذا بشدة على مناخ التعاون الثنائي”.
ودعت بكين الولايات المتحدة إلى “تصحيح تصرفاتها الخاطئة على الفور وإلغاء الإجراءات الجمركية الإضافية ضد الصين”.
فيما قالت وزارة الخارجية الصينية: إنها “تعارض زيادة الرسوم الجمركية من جانب واحد في انتهاك لقواعد منظمة التجارة العالمية” عندما سئلت عن التقارير المتعلقة بالإجراءات الجديدة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين، اليوم الثلاثاء، إن الصين “ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة”.
وتؤثر التحركات الأخيرة على كلا المنتجين المستهدفين بالفعل بتعريفات ترامب الجمركية، إلى جانب المنتجات الإضافية.
وقالت المستشارة الاقتصادية الوطنية لايل برينارد: إن الرسوم ستضمن عدم تقويض الاستثمارات في الوظائف، التي حفزتها سياسات بايدن، بسبب “الصادرات الصينية ذات الأسعار المنخفضة”.
وضخت إدارة بايدن تمويلا ضخما في مجالات مثل تصنيع أشباه الموصلات والأبحاث، إلى جانب الجهود المبذولة لتعزيز الاستثمارات الخضراء.
لكن برينارد اتهمت بكين بتعزيز نموها “على حساب الآخرين”، حيث قالت: “نتيجة للممارسات غير العادلة، فإن القدرة التصنيعية المتوقعة للصين في مجال الطاقة الشمسية تزيد عن ضعف توقعات الطلب العالمي على المدى القريب”.
كما استهدفت برينارد إدارة ترامب، قائلةً: إنها “فشلت في متابعة” الاستثمارات، وضمان امتثال الصين لاتفاق يمثل هدنة في الحرب التجارية.
وقالت: إن ما يسمى باتفاقية المرحلة الأولى “لم تف بوعودها بزيادة الصادرات إلى الصين من الولايات المتحدة، أو خلق وظائف تصنيع هنا في أمريكا، أو إنهاء ممارسات الصين غير العادلة”.
من جانبه، قال بول تريولو، الشريك في الصين في مجموعة ألبرايت ستونبريدج، إن زيادة الرسوم الجمركية على المركبات الكهربائية الصينية ستكون بمثابة “ضربة استباقية” بالنظر إلى أنه يتم استيراد عدد قليل من هذه السيارات.
ومن المتوقع أن يكون تأثير تعريفات المركبات الكهربائية وحدها في حده الأدنى.
وقال لوكالة فرانس برس: “إنها في الحقيقة إشارة إلى شركات صناعة السيارات الأمريكية بأن إدارة بايدن تحمي الصناعة من السيارات الكهربائية الصينية”.
لكنه قال: إن التعريفات التي تغطي بطاريات السيارات الكهربائية وسلاسل التوريد ستكون “مشكلة أكبر بكثير، بسبب هيمنة الشركات الصينية في مجال البطاريات الجاهزة والمعادن المهمة عبر مجال توريد البطاريات”.
وأضاف: أنه من المرجح أن تنتقم بكين من خلال زيادة الرسوم الجمركية، لكنه لا يتوقع أن تؤدي الرسوم الأمريكية وحدها إلى زعزعة الاستقرار الحالي في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
ومن المرجح أن تنتقم بكين بقوة إذا اتخذت واشنطن إجراءات يُنظر إليها على أنها تقمع الشركات الصينية، مثل فرض المزيد من القيود التجارية على شركات أشباه الموصلات.
وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين للصحفيين يوم الاثنين، عندما سئلت عن الرسوم الجمركية المحتملة: “آمل أن يروا أن الإجراءات التي نتخذها مستهدفة”.
وأضافت في بيان أن قضايا مثل الطاقة الفائضة “لن يتم حلها في يوم واحد”، وأنها ستواصل معالجة المخاوف بشكل مباشر مع نظرائها الصينيين.
اقرأ أيضاً:
))زلزال في إثيوبيا وتحذير من طوفان قد يغرق دولة عربية
