الجيشان بـ”مواقف قتالية”.. حدود طاجيكستان وقرغيزستان تشتعل باشتباكات وقصف

اشتعلت حدود طاجيكستان وقرغيزستان باشتباك مسلّح، فجر اليوم الأربعاء، وسط محاولة تهدئة ونزع فتيل الصراع “التاريخي” بين البلدين على الحدود.

اشتباكات على حدود طاجيكستان وقرغيزستان

وأعلن جهاز الأمن القومي القرغيزستاني، صباح اليوم، حصول تبادل لإطلاق النار على الحدود بين عناصر حرس الحدود القيرغيزستاني والطاجيكستاني.

ولفت المتحدث باسم الأمن القومي القرغيزستاني، إلى أنه “وقع اشتباك مسلح على الحدود بين قرغيزستان وطاجيكستان وتحديداً في بولاك باشي في منطقة باتكين”.

وأشار إلى أن “حرس حدود البلدين اتخذت مواقع قتالية وتجاهل حرس الحدود الطاجيكستاني المطالب القانونية للجانب القرغيزستاني بمغادرة الإقليم”.

وأكد أنه “رداً على ذلك استخدم حرس الحدود التابع لجهاز الأمن القومي في قرغيزستان الأسلحة الرشاشة وبدأ تبادل إطلاق النار بين الجانبين”، بينما ردت قوات طاجيكستان بالقصف بقذائف الهاون.

وبعد ساعات ذكرت سلطات منطقة باتكين في قرغيزستان أن الاشتباكات المسلحة بين الجانبين توقفت والمنطقة هادئة نسبياً، وسط ترقّب لما قد تؤول إليه الأمور.

كما أعلن رئيس منطقة صغد في طاجيكستان، رجببوي أحمدزودا، أن ممثلي السلطات الحدودية في البلدين على تواصل مستمر ويعملون على حل القضايا العالقة.

ومن جانبها نقلت وكالة ريا نوفوستي، عن حرس حدود طاجيكستان، أنه أعلن مقتل أحد عناصره في اشتباكات مع القوات القرغيزية.

نزاع تاريخي

تتجدد بشكل شبه دوري الصراعات على طول الحدود الفاصلة بين كل من طاجيكستان وقرغيزستان الدولتين السوفييتيتين السابقتين اللتين تقعان في آسيا الوسطي، وذلك نظراً لعدم وجود حدود سياسية فاصلة ومحددة تفصل بين البلدين.

وبحسب تقارير غربية فإن الصراع ما أن يهدأ إلا وسرعان ما يتجدد حتى أصبح يشكل حالة مزمنة، الأمر الذي يزيد من احتمالات اشتعال الوضع في أي لحظة.

وتقول وسائل إعلام غربية أن التوترات تأتي خاصة مع وجود حالة من عدم الاستقرار في المنطقة بشكل عام، بالإضافة أن بعض الأطراف الخارجية تعمل على إزكاء ذلك النزاع، حيث تري أن ذلك يخدم مصالحها ويكون ذريعة لتدخلها بشكل أكبر في المنطقة.

وبحسب ما تشير مصادر فإن البلدين يتقاسمان حدوداً مشتركة يبلغ طولها 971 كيلو متراً، أكثر من ثلث هذه الحدود متنازع عليها.

مواضيع ذات صلة|| آسيا الوسطى أمام تغيّر وشيك.. تقرير يكشف سر زيارة بوتين لأفقر دولة في آسيا
 

أسباب الخلاف بين طاجيكستان وقيركستان

ويرجع السبب في ذلك إلى تداخل المجتمعات السكانية في هذه المناطق الحدودية وارتباطها مع بعضها بروابط وعلاقات اجتماعية يصعب على حكومتي البلدين وضع حدود تفصل تلك التجمعات السكانية عن بعضها.

ولكن رغم ذلك تتجدد النزاعات والصراعات في تلك المناطق الحدوية عادةً بسبب المياه، حيث تقل كميات المياه خلال الفترة من شهر أبريل وحتى شهر يوليو من كل عام. 

يتم التفاوض بين البلدين منذ عام 2002 في إطار اللجنة الحكومية الدولية لترسيم الحدود بين البلدين، حيث تم عقد أكثر من 170 اجتماعاً علي مدار عشرين عاماً، أسفرت عن تسوية 68.4% من الخط الحدودي، وقد تمت الموافقة على تلك التسوية بالفعل من قبل البلدين.

تجدد القتال

العام الماضي، أسفرت الاشتباكات التي وقعت بالقرب من كوك تاش بمقاطعة ليليك في 28 أبريل 2021 عن سقوط أربعة ضحايا وعشرات الجرحي، وفي اليوم التالي، قُتل ما لا يقل عن 41 شخصًا من الجانبين، منهم 33 شخصاً، وإصابة 163 شخصاً آخر من العسكريين والمدنيين من قيرغيزستان، بينما أعلنت طاجيكستان عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 90 آخرين، كما تم إجلاء ما يقرب من 10 آلاف شخص.

وهذا العام اندلعت اشتباكات مماثلة في شهر يناير، وتبادل الطرفان القصف المدفعي وسقط خلالها قتلى وجرحى بين عسكريي الجيشين.

ورغم أن قادة البلدين الجارين يعملون على تهدئة أي نوع مسلح يشتعل بأسرع وقت لمنع الانزلاق لمواجهة أكبر، إلا أنّ التحديات بينهم قائمة ومستمرة، ويمكن لتراكمها أن يكون فتيل حرب جديدة.

شاهد أيضاً|| حربٌ بسبب المياه والماعز والبقر.. آخر ما ينقص العالم صراع طاجيكستان وقرغيزستان