مسابقة خطوة 2014

تحت الحصار أطفال الغوطة يصنعون الحياة

اسم المتسابق / ة : لونا الشامي
ملاحظة : المقالة المشاركة بالمسابقة لا تمثل رأي الوكالة بل تعبر عن رأي المتسابق فقط دون ان تتبنى الوكالة اية افكار او اراءا شخصية مذكورة ضمن المقالة

عامين كاملين مرا على الحصار الخانق الذي يفرضه النظام السوري على الغوطة الشرقية فقدت فيهما كل مقومات الحياة و دمرت البنى الفوقية و التحتية بفعل القصف و الدمار فأحالت الحياة فيها كفاحا مستمرا في سبيل لقمة العيش
أطفال الغوطة هم الأكثر تأثرا بالحصار الذي ترك آثارا واضحة على أجسادهم الغضة و عقولهم البريئة و يواجهون صعوبات كبيرة في التعايش مع الوضع الجديد الذي أفرزه الحصار و القصف المستمر من قبل طائرات النظام على مدن و بلدات الغوطة الشرقية
الجوع و المرض و الخوف من طائرات النظام و البرد و فقدان المعيل و الموت ، القائمة تطول و تطول …حولت حياة الأطفال إلى رحلة شقاء و كفاح في سبيل الحصول على أبسط مقومات الحياة أو ما قد يشعرهم بحياة طبيعية تشبه الحياة التي يعيشها بقية الأطفال في العالم
حسام اثناعشر عاما استشهد والده في غارة جوية شنها طيران النظام على سقبا يعمل في جمع الحطب و بيعه لأطعام والدته و أخوته الصغار بعد عودته من المدرسة التي يصر حسام على متابعة الدوام فيها رغم تراجعه بسبب عمله بعد الظهر و يقول بأنه سيتعلم و يدخل الجامعة و يصبح طبيب يعالج المرضى .
أياد عشرة أعوام من دوما فقد ذراعه اليمنى من الكتف بسبب شظية من قنبلة ألقتها طائرات النظام على المدينة ، تعلم أياد الكتابة بذراعه اليسرى و اعتاد استخدامها في كل شيئ و يحافظ على درجاته كاملة في الصف الرابع الابتدائي فضلا عن إبداعه في الرياضيات و ولعه بإجراء العمليات الحسابية الأمر الذي أذهل مدرسيه و جعله محببا أليهم
محمد سبعة أعوام يوصل أخته الصغيرة كل يوم إلى المدرسة ثم يقف متفرجا بحسرة على الأطفال يدخلون إلى المدرسة و يعود باكيا إلى أمه يرجوها تسجليه في المدرسة ، رغم فقدانه لحاسة السمع أصر محمد على الذهاب إلى المدرسة التي أكدت بدورها أنها ستستوعب حالة محمد و توليه عناية خاصة ، و لكن محمد صدم مدرسته و والدته بولعه بالمدرسة و سرعة فهمه و استيعابه و متابعته لما تقوله المدرسة من خلال قراءة الشفاه و سرعة تعلمه للأحرف و الأرقام و حرصه على الدوام فاستحق التكريم في المدرسة و إعجاب مدرسته رغم شغبه في الصف .
ثلاثة أعوام مرت على الحصار نسي فيها أطفال الغوطة الشرقية طفولتهم و طعم الكثير من المأكولات و شكلها ,
علي من زبدين ثلاثة أعوام وقف مستغربا ينظر إلى بيضة يراها للمرة الأولى في حياته و لا يعرف ما هي أو كيف تؤكل
رغم الحصار و الجوع و المرض يواصل أطفال الغوطة الشرقية حياتهم و يصنعون مستقبلهم بأجساد و عقول أنهكها الحصار حيث سجلت المدارس في الغوطة الشرقية ما يقارب 20 ألف طالب خلال العام الدراسي الحالي في المدارس الحكومية التابعة لوزارة التربية السورية بالإضافة إلى عدد من المدارس التابعة للإئتلاف الوطني المعارض

lona

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى