اخبار العالم

سريلانكا تعلن “انهيار” اقتصادها بالكامل.. وخبير اقتصادي يتوقع الأسوأ

بعد شهور من نقص الغذاء والوقود والكهرباء، أعلن رئيس وزراء سريلانكا رانيل ويكرمسينغ، اليوم الأربعاء، أن اقتصاد البلاد المثقل بالديون “انهار”، فيما توقع خبير اقتصادي أن تسير دول أخرى على خطى كولمبو وتعلن “إفلاسها”.

سريلانكا تعلن انهيار اقتصادها

وقال ويكرمسينغ للبرلمان السريلانكي إنَّ الدولة “تواجه وضعاً أكثر خطورة، يتجاوز مجرد النقص في الوقود والغاز والكهرباء والطعام. لقد انهار اقتصادنا بالكامل”.

وأضاف: “سريلانكا غير قادرة على شراء الوقود المستورد، حتى مقابل النقد، بسبب الديون الثقيلة المستحقة على شركة البترول”، متابعاً “الحكومة أضاعت فرصة لتغيير الوضع ونشهد الآن بوادر سقوط محتمل إلى الحضيض”.

سريلانكا تعلن "انهيار" اقتصادها بالكامل.. وخبير اقتصادي يتوقع الأسوأ
سريلانكا تعلن “انهيار” اقتصادها بالكامل.. وخبير اقتصادي يتوقع الأسوأ

ويكرمسينغ -وهو أيضاً وزير المالية المكلف بتحقيق الاستقرار في الاقتصاد- قال إنَّ حكومته تسعى للحصول على مساعدة مالية من دول من بينها الصين والهند واليابان والولايات المتحدة، متابعاً “نحن بحاجة إلى دعم الهند واليابان والصين الذين كانوا حلفاء تاريخيين”.

وأردف: “إننا نخطط لعقد مؤتمر للمانحين بمشاركة هذه البلدان لإيجاد حلول لأزمة سريلانكا”، مضيفاً “سنطلب المساعدة من الولايات المتحدة”.

يذكر أن الهند عرضت بالفعل دعمها للدولة، حيث زودتها بنحو 3 مليارات دولار (2.45 مليار جنيه إسترليني) من المساعدة.

وسيصل وفد من الهند إلى سريلانكا، يوم الخميس، لإجراء مزيد من المحادثات، بينما سيعقد فريق من الولايات المتحدة اجتماعاً مع المسؤولين السريلانكيين، الأسبوع المقبل.

هل سريلانكا أمام مجاعة؟

تعليقاً على إعلان سريلانكا “انهيار” اقتصادها، قال الخبير الاقتصادي ومدير التخطيط الاستراتيجي محمد بصو لوكالة ستيب الإخبارية: “في الأسابيع الأخيرة تصاعدت وتيرة التصريحات السياسية والاقتصادية عن أزمة ركود تضخمي من قبل رؤساء دول وحكومات غربية، وأيضاً من قبل وسائل إعلام اقتصادية عالمية حول خطورة الأوضاع الاقتصادية في العالم إما تلميحاً أو بشكل واضح”.

وأضاف: “لن تخطئ العين اليوم تصريحات رئيس وزراء سريلانكا معلناً انهيار اقتصاد بلاده وعدم قدرتها على تغطية تكاليف المواد الأساسية للحياة، مما قد يؤدي إلى مجاعة كبرى لديهم”.

بصو واصل حديثه لستيب: “رغم معرفة الجميع بأن سريلانكا ليست ذات ناتج قومي كبير وبأن اقتصادها يعتبر صغيراً، وهو حال العديد من دول العالم، التي لن تتمكن بتقديري من تجاوز أو مقاومة آثار أزمات اقتصادية كالركود التضخمي، فإن ارتفاع سعر الدولار بدوره يؤدي لرفع كلف وأسعار البضائع المستوردة والتي تُباع بالعملات المحلية في معظم الدول، وكذلك ارتفاع أسعار النفط من جهةٍ أخرى يحفز التوجه نحو معدلات تضخم تاريخية لن تتحملها غالبية الاقتصاديات في العالم.

هذا عدا عن إشكالية تعطل معظم سلاسل الإمداد العالمية واختلال الأمن الغذائي العالمي بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا”.

لم يشهد العالم منذ ثمانينيات القرن الماضي تزامن كل هذه الأزمات بوقتٍ واحد، حيث خرجت بزخم شديد فوراً بعد بدء الخروج من جائحة كوفيد، يقولها الخبير الاقتصادي.

وتابع: “أتوقع أن تتبع سريلانكا عدد من الدول بإعلان انهيار اقتصادياتها وهو ما يعني «الإفلاس»، مما سيكون له عواقب عالمية لا تحمد عقباها إن لم تتمكن الولايات المتحدة والدول الكبرى من كبح جماح التضخم وخفض أسعار النفط في وقتٍ قريب”.

سريلانكا تعلن نفاد الوقود

ومنتصف الشهر الماضي، أعلن رئيس وزراء سريلانكا، نفاد الوقود لدى البلاد لعدم تمكن السلطات من تسديد ثمن واردات أساسية، وذلك في خطاب للأمة ألقاه الاثنين.

وقال: “نفد البترول.. في الوقت الحالي لدينا مخزونات من البترول تكفي ليوم فقط”.

كما حذر من أن بلاده التي أعلنت تخلفها عن سداد ديونها الخارجية قد تواجه المزيد من الصعوبات في الأشهر القادمة.

وسريلانكا، البالغ تعداد سكانها 22 مليون نسمة، تتسم أزمتها العميقة في الغذاء والوقود وانقطاع التيار الكهربائي وتضخم متسارع وديون هائلة، في أسوأ ركود منذ استقلالها عام 1948.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى