"الاعتراف بالجوازات المنتهية الصلاحية ... أصبح واقعا في تركيا"

منذ أن بدأت الثورة المباركة أخذ ينصحني الناس بأن أخرج جواز سفر لي و أنساه عسى أن يفدني بالمستقبل لكن رفضت رفضا باتا قائلا بأني لن أترك بلدي وسأبقى بها و لن أدفع مليما واحدا للنظام لأنه سوف يسقط ماديا فقد كانت هناك اشاعات بأنه سيسقط وأنه لن يمتلك المال لإعطاء الرواتب يومها ... مضت الشهور والسنين واحتجت للسفر لتركيا بحكم اقامتي ببلدة ملتهبة واقيمت فيها معركة ونزحوا أهلي لتركيا و كانت عيالي معهم .. حينها اضطررت للذهاب لتركيا و انجاب أول طفل لي هناك منذ قريب السنتين فبدأت الذهاب والعودة بالتهريب وجربت جيب الطرقات ونمت بالبساتين وتعاركت مع المهربين و تلاسنت مع الجندرما و و وحدث معي القصص الكثيرة .. لكن كل فترة تضييق علي أكثر فأكثر فقمت بتزويره للجواز وتجريبه على المعبر فقاموا بوضع اشارة عليه وعدم ختمه ... ومع الوقت رأيت مزورا آخر قال لي بأنه سوف يزيل الإشارة ويجدده لي بلصيقة أصلية مقابل 700 دولار أميركي و وقتها كان لا خيار لي فقد اضطررت كثيرا للذهاب وطرق التهريب تكلف المال الكثير فوافقت وبعد فترة تم تزويره ولكن لم يتم ختمه فقد كشف ؟؟!!! وتم تقليعي من على المعبر فعدت إلى بلدي مكسور الخاطر وحدثت مشكلة مع المزور وأخذ جوازي لفترة أشهر وبعد فترة بوساطات وغيرها فأعاده لي ولم يلبث أن أعاده حتى خرجت الحكومة التركية مشكورة بقرار الاعتراف بالجوازات المنتهية ... كم كان قرارا رائعا جدا و يسيرا .. فأحضرت اليوم الجواز و قدّمته للموظف التركي على المعبر ففحصه وحتمه لي .. لم تسعني الدنيا فرحا عندما ختمه لي ... الشكر لله تعالى ومن ثم الحكومة التركية على قرار خدمة به الشعب السوري .. قرارا لم تستطع الحكومة المؤقتة وجميع معارضي الخارج أن يحققوا ولو جزءا منه للشعب السوري ... و راتب أصغر موظف بالحكومة المؤقتة الائتلاف الوطني هو 3000 الاف دولار باستطاعتهم شراء جواز سفر نظامي خارج من أي أدراه هجرة في سورية ويسافروا أنّا شاءوا...