هكذا يقول لسان حال السوريين ، وعلى وجه الخصوص ثوارهم ، بل هكذا تقول شوارع سورية حين تحتضن أنقاض المباني وأشلاء البشر ، ليهب من بقي على قيد الحياة من أبنائها يزيل من الأنقاض والأشلاء ما لكل حجر منه قصة ، ولكل شلو ٍ منه في القلب غصة . لكأنهم يقولون دائماً لكل من يفارقهم ؛ لأجلك لن نسمح للحياة أن تتوقف . تلك قصة ابتدعها السوريون ، حين ابتدعوا " الجنائز العرائسية " فهم يتحلقون حول شهيدهم لا ليبكوه ولكن ليقولوا له سنمضي في طريق حريتنا ، وقودنا دماؤكم . إن كان هذا حال السوريين في جنائزهم ، فما بالنا بأعراسهم .. فلا صوت الرصاص يثنيهم ،ولا دوي المدافع يرهبهم ، ولا هدير الطائرات ينال من فرحتهم ، ولا حتى الموت يوقفهم .. ماهر سليمان وهو احد الوجوه الإعلامية المعروفة في ريف درعا ، شهده الناس وتابعوه مصوراً ميدانياً ، ومراسلاً صحفياً من قلب محافظة درعا " مهد الثورة " لم يثنيه إخلاصه وتفانيه في العمل الإعلامي عن حلمه في الاستقرار والدخول في قفص الزوجية .
فمن درعا إلى القنيطره إلى نوى إلى تسيل ، طائر حر يحمل في يديه كاميرا وبضع حفنات من الأمل ،. اليوم هو يحملها في يديه مهراً يضعه في شمال خطيبته ، ويقبل يمينها ، معلناً يوم زواجه وفرحته ، من بين أنقاض المباني وأشلاء أحلام من ودعهم وودعوه . هي قصة السوريين المتجددة ، قصة أفراحهم وأحلامهم و آمالهم وآلامهم . لم تبدأ بماهر ، ولن تنتهي عند ماهر . ولكنها ستستمر إلى أن يعود قاسيون ناصية دمشق الغراء ملكاً لكل السوريين . عندها فقط سيكون للفرحة الكبرى في قلب ماهر ، وفي قلب كل ماهر سوري طعماً لا يعرفه من لم يعرف كيف تولد الفرحة من صميم الألم . بالخير واليمن والأبناء والبركة