لمواصلة تحقيق مصالحها.. روسيا تعلن أن بشار الأسد “رئيساً شرعياً” لسوريا
قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دمتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، إن الكرملين يعتبر بشار الأسد رئيسًا شرعيًا لسوريا.
يأتي إعلان الكرملين في وقت تعتزم فيه حكومة النظام السوري إجراء انتخابات رئاسية جديدة، ستكون غالبًا نتيجتها معروفة، وسط رفض دولي لترشيح الأسد من جديد.
وأضاف بيسكوف في تصريحات صحفية، “اعتقادنا أن الأسد رئيس شرعي لسوريا ونعمل جاهدين لتحفيز العمل على وضع الدستور السوري ودفع التسوية السورية في مسارها السياسي بشكل عام”.
ودعا بيسكوف الدول العربية والغرب إلى الابتعاد عن “سياسة عزل سوريا” واستئناف الحوار مع النظام السوري.
وأكد المتحدث الروسي، وجود صعوبات في عملية تشكيل اللجنة الدستورية في سوريا، مضيفًا “هناك خلافات بين روسيا وتركيا بشأن سوريا لكن التعاون مستمر في شمال سوريا”.
جهود روسية لتعويم الأسد
وتكثف روسيا جهودها الدبلوماسية في هذه الفترة، محاولة جهد استطاعتها إثبات نجاحها في تسوية الصراع عبر تعويم الأسد، أخذة في الاعتبار مصالحها طويلة الأجل التي حققتها في سوريا خلال السنوات الأخيرة، منذ تدخلها بقوتها العسكرية لمساندة النظام السوري بعدما شارف على السقوط.
ويقول الباحث السياسي والخبير في شؤون الشرق الأوسط بمجلس الشؤون الدولية الروسي، أليكسي كليبنيكوف، في حديث لوكالة “ستيب”، إنه “ليس أمام روسيا خيار آخر سوى دعم العملية السياسية على الرغم من عدم إحراز تقدم في مباحثات اللجنة الدستورية والتي وصلت إلى جولتها الخامسة”.
ويشير إلى أن العقبات الحالية بوجه الحل السياسي تتمثل بعدم مرونة كل من حكومة النظام السوري، والمعارضة، ووجود الدعم التركي والغربي للمعارضة أيضًا، بالوقت الذي يرى بأن موسكو تحتاج إلى استمرار العملية السياسية لإبقاء جميع أطراف الصراع منخرطين بها ولإظهار الالتزام بالحوار.
ومنذ أيام قليلة أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جولة إلى دولٍ عربية، كانت آخرها في قطر، حيث ألتقى نظيراه القطري والتركي، وأطلقت من الدوحة “عملية تشاورية جديدة بشأن سوريا” ستكون هذه العملية موازية لـ “مسار أستانا”، تهدف إلى الوصول لحلٍ سياسي دائم في سوريا.
اقرأ أيضاً : خبير روسي لـ”ستيب”.. روسيا تستعد للانتخابات الرئاسية السورية 2021 وتغيير مسار الحل في سوريا
روسيا تعتمد على بشار الأسد
يأتي إعلان الكرملين اليوم بعد تساؤلات عن موقف روسيا “الضبابي” حول إجراء النظام السوري للانتخابات الرئاسية المقبلة، لتحسم الجدل حول هذا الأمر، مؤكدة بإعلانها هذا أنها لن تستطيع تأمين مصالحها في الوقت الحالي إلا في ظل النظام القائم حاليًا مع وجود الأسد في القمة.
وروسيا رغم كل هذه المزاعم بالسعي للحل السلمي، إلا أنها مسؤولة بالدرجة الأولى عن عرقلة عملية السلام، فهي استخدمت حق الفيتو 16 مرة في مجلس الأمن، لمنع أي قرار يخص الجوانب السياسية أو العسكرية أو الإنسانية في سوريا.
كما استخدمت الفيتو لمنع إدانة استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا وخاصة السلاح الكيماوي، وهي من تعيق الحل السياسي على الساحة الدولية، ويشاركها في ذلك أيضًا النظام السوري وإيران.
وبالعودة لشرعية الانتخابات السورية، التي تتجاهل فيها روسيا مسار مفاوضات اللجنة الدستورية، أكد وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة أن دولهم “لن تتخلى عن الشعب السوري” وتدعو إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية التي يعتزم النظام السوري تنظيمها.
