حورات خاصة

خبير روسي لـ”ستيب”.. روسيا تستعد للانتخابات الرئاسية السورية 2021 وتغيير مسار الحل في سوريا

في الـ 18 من ديسمبر عام 2015، أقرّ مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2254، والذي كان توثيقاً وتوضيحاً لمسار الحل في سوريا وتأكيداً على بيان جنيف، وحدد الفترة الزمنية لتطبيقه بـ 18 شهراً.

طريق الحل في سوريا لا يزال بعيداً

أول أمس مرّت الذكرى الخامسة على تشريع القرار 2254، أي 60 شهراً منذ إقراره حتى اليوم دون وجود أي بادرة للبدء بتطبيقه بعد، سوى تلك التي تدور من مفاوضات اللجنة الدستورية، وهي خارج سياق القرار.

ومن جهته يتجه النظام السوري إلى العمل على إطلاق “رصاصة الرحمة” على الجهود الدولة التي تسير ببطء نحو تغيير وانتقال سياسي يحقق مطلب الشعب السوري الذي عانا من مأساة الحرب على مدى 10 سنوات، وذلك بإجراء انتخابات رئاسية معروفة النتيجة، تهيّئ لاستمرار الصراع بدون نهاية محتملة.

لا خيار سوى دعم العملية السياسية

وللحديث عن موقف روسيا الذي مازال ضبابياً نوعاً ما من إجراء هذه الانتخابات، التقت وكالة ستيب الإخبارية مع المحلل السياسي والخبير في شؤون الشرق الأوسط بمجلس الشؤون الدولية الروسي، أليكسي كليبنيكوف.

يقول كليبنيكوف: ” ليس أمام روسيا خيار آخر سوى دعم العملية السياسية على الرغم من عدم إحراز تقدم”، في إشارة لمباحثات اللجنة السورية والتي وصلت إلى جولتها الخامسة.

ويتحدث عن أن “موسكو” لا تحتاج إلى إيجاد حل سياسي لإثبات نجاحها في تسوية الصراع، ومع ذلك لا يتوقع حلاً سريعاً نظرًا لوجود الكثير من العقبات على الطريق، حسب وصفه.

ويشير إلى أن العقبات الحالية بوجه الحل السياسي تتمثل بعدم مرونة كل من “الحكومة السورية” والمعارضة، ووجود الدعم التركي والغربي للمعارضة أيضاً، بالوقت الذي يرى بأن “موسكو” تحتاج إلى استمرار العملية السياسية لإبقاء جميع أطراف الصراع منخرطين بها ولإظهار الالتزام بالحوار.

الأسد سيلين مع العقوبات عاجلاً أم آجلاً

وبالوقت الذي تحاول روسيا إبداء مرونة بالعملية السياسية، تتجه الولايات المتحدة إلى ممارسة الضغط الاقتصادي على النظام السوري للتنازل وقبول الحل السياسي، ويرى الخبير الروسي أن ذلك الوضع في سوريا (وكذلك في لبنان) لا يعطي آفاقاً إيجابية للمستقبل.

إلا أنه يؤكد بأن على دمشق أن تكون أكثر مرونة فيما يتعلق بالمصالحة الداخلية السورية التي تتطلب إصلاحات وتنازلات سياسية واقتصادية معينة، لافتاً إلى أنه بغض النظر عن ضغوط العقوبات الأمريكية، فسيتعين على دمشق تقديم تنازلات وإظهار المرونة المطلوبة عاجلاً أم آجلاً.

ويقول: “الموارد الاقتصادية والمالية الروسية المقدمة كمساعدة لا تزال شحيحة، ولن تساعد كثيراً، بالوقت الذي ترتفع كميّة مطالب الشعب السوري اقتصادياً بالداخل”.

لماذا تبني روسيا مصالحها على “الأسد”؟

وعلى الرغم من أن الدلائل تشير بأن سوريا تتجه للانهيار الاقتصادي والسياسي في ظل استمرار وجود “بشار الأسد”، فما الذي يدفع روسيا إلى التحالف مع دولة تتجه للفشل، وبناء مصالحها على شخص حتميّة وجوده الزوال.

وفي معرض ردّه على السؤال يقول كليبنيكوف: “صرح بوتين ومسؤولون روس آخرون مرات عديدة أن سياسة موسكو تجاه سوريا لا تتمحور حول شخصية بشار الأسد، بل تدور حول الدولة السورية”.

ويتابع: “بالنسبة لروسيا، الأسد مجرد تجسيد للنظام الذي لا يوجد لديه حتى الآن بديل”، ويؤكد أن سياسة روسيا في سوريا تتمحور حول السعي وراء مصالحها التي لا يمكن تأمينها في الوقت الحالي إلا في ظل نظام الدولة القائم مع وجود الأسد في القمة.

ويشير إلى أن القلق الوحيد لموسكو هو وجود نظام حكم في سوريا لا يحترم ويؤمن مصالحها في البلاد.

الانتخابات الرئاسية السورية 2021

وفي ظل هذه المعطيات فإن روسيا قد تبدي دعماً لإجراء الانتخابات القادمة في سوريا، والتي سيجد الأسد كالعادة طريقه سهلاً لإضفاء شرعية على حكمه بدعم الروس والحلفاء، رغم معارضة الغرب.

وحول ذلك يتحدث الخبير الروسي بأن روسيا فعلياً تستعد لانتخابات 2021 الرئاسية في سوريا وتعتقد أن الأسد سيعاد انتخابه، ويبيّن بأنه يجري التعامل مع الانتخابات المقبلة من موسكو على أنها طريقة لإعادة إضفاء الشرعية على الأسد في سوريا والتي قد يكون لها تأثير إيجابي على سلوكه في الصراع وسياساته تجاه المعارضة والأكراد.

روسيا لن تعيد الإعمار وحدها

وبالحديث عن المصالح الروسية التي تمكنت من خلالها روسيا الحصول على عقود اقتصادية كبيرة في سوريا تشير إلى أن الشركات الروسية لها أولوية إعادة الإعمار في البلاد في ظل النظام الحالي، فإن المعوق الوحيد قد يكون وجود استقرار سياسي للبدء بذلك.

لكن الخبير الروسي يشير إلى أن روسيا لا تملك الأموال المطلوبة لتصبح مساهمًا رئيسيًا في إعادة إعمار سوريا، حيث أن القدرات الروسية محدودة للغاية إلى جانب أن سوريا ليست مكانًا جذابًا للغاية للشركات الروسية (لأسباب أمنية واقتصادية وسياسية) باستثناء الشركات الحكومية أو التابعة للدولة، حسب وصفه.

روسيا ستجد حلاً لمخاوف الوجود الإيراني

الوجود الإيراني يقلق العالم وخصوصاً دول الجوار، ولا سيما أن الولايات المتحدة أكدت بأن الوجود الإيراني في سوريا يعد أكبر العقبات في طريق اعترافها بانتخابات الأسد وتخفيف العقوبات عن حكومته.

وحول ذلك يرى كليبنيكوف أن إيران قوة إقليمية موجودة في سوريا بشكل شرعي ولا تستطيع روسيا إجبارها على مغادرة البلاد، رغم أن موسكو تتفهم جميع مخاطر وخلفيات الوجود الإيراني في سوريا لأنه يعيق التقدم على العديد من الجبهات، بما في ذلك الاقتصادية والعقوبات السياسية.

ويقول: “في نفس الوقت، بدون إيران سيكون من المستحيل تأمين الدولة السورية واستقرار الوضع، إلا أن روسيا ستحاول إيجاد حل يعالج كل هذه المخاوف ويأخذ في الاعتبار مصالحها طويلة الأجل”.

اقرأ أيضاً : مشروعية قرار الكونغرس الأمريكي حول الانتخابات الرئاسية في سوريا ومصير الأسد

الحل الدائم للصراع السوري

ويبيّن أن موسكو ليست الفاعل الوحيد في الصراع الذي يمكنها بمفردها إنهاءه، حيث أن أحد تعقيدات الحرب السورية هو عدد الأطراف الخارجية المشاركة التي تدعم الأطراف المختلفة.

ويختم بأنه من الصعب على روسيا العمل وإيجاد حل دائم للصراع، فهي بحاجة إلى التنسيق والنظر في مصالح ومخاوف إيران وتركيا وإسرائيل والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وغيرها.

ويوضّح حديث الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي، المقرّب من الحكومة الروسية، بأن روسيا تتجه لإعطاء شرعية لرئيس النظام السوري، من خلال السماح بإجراء انتخابات رئاسية، فوزه محسوم فيها، نظراً لاستمرار حكم قواته العسكرية ونظامه الأمني في البلاد، إلى جانب الاستمرار بالسير في المفاوضات السياسية مع المعارضة والتي قد تمتد لسنوات أخرى إذما بقيت على ذات المنوال بدون وجود خرق جديد أو مفاجآت ما تعطي شيئاً من الأمل لحل القضية السورية تماماً.

خبير روسي لـ"ستيب".. روسيا تستعد للانتخابات الرئاسية السورية 2021 وتغيير مسار الحل في سوريا
خبير روسي لـ”ستيب”.. روسيا تستعد للانتخابات الرئاسية السورية 2021 وتغيير مسار الحل في سوريا

اقرأ أيضاً : خاص|| خبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي يكشف الرؤية الروسية حول الوجود الإيراني في سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى