الشأن السوري

اكتمال مراكز مراقبة الدول في إدلب، فما مساعي تركيا المقبلة؟

أعلن رئيس إدارة العمليات التابعة لهيئة الأركان العامة الروسية، الفريق أول سيرغي رودسكوي، أنّ الوضع في منطقة خفض التصعيد في “إدلب” يعود تدريجياً إلى مجراه الطبيعي مع الانتهاء من تركيب مراكز المراقبة على طول الخط الفاصل بين قوّات المعارضة وقوّات النظام.

وقال رودسكوي، في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء: إنّ “الجانب الروسي، في المجموع نصب عشرة مراكز مراقبة وتركيا 12 مركزاً للمراقبة وإيران سبعة مراكز، كما تم إنشاء اتصال ثابت بين المراكز، وتنظيم تبادل مستمر للمعلومات حول الوضع وانتهاكات النظام من أجل وقف الأعمال العدائية، ويتم اتخاذ تدابير لكبحها وتسوية حالات النزاع حيث يقوم عسكريو البلدان الضامنة لاتفاقات أستانة (روسيا وإيران وتركيا) بأداء مهامهم”. مضيفاً: أنّه “تم خلق جميع الشروط حالياً لإحياء سوريا كدولة واحدة غير قابلة للتجزئة، ولكن من الضروري بذل جهود ليس فقط لروسيا، بل أعضاء آخرين في المجتمع الدولي”.

وقال مصدر عسكري (رفض الكشف عن اسمه) لوكالة “ستيب الإخبارية” إنّ النقطيتين الأخيرتين التركيتين في ريف إدلب لم تلقَ استحسان “روسيا وايران” وخاصّة أنّ النقطتين في “الزيتونة” شمال اللاذقية و”اشتبرق” غرب إدلب تُطلّان على مناطق استراتيجية حساسة، فيما توقفت الحرب في إدلب لأنّ نقاط المراقبة التركية شكّلت إطاراً حول الشمال السوري والمعارضة تعتبره درع لها في وجه التقدّم البرّي لقوّات النظام والميليشيات الإيرانية.

ومن جهة أخرى، أضاف: أنّ تركيا تحاول بعد أستانة 9 أن تجد الحلول التي تؤدي إلى حلّ “هيئة تحرير الشام” (النصرة سابقاً) حتى لا تدخل بصدام مباشر مع روسيا في إدلب حيث تتخذ روسيا النصرة ذريعة لها بشنّ الحملات العسكريّة، بالإضافة إلى سعيها لتشكيل معارضة موحّدة في إدلب على غرار درع الفرات لتصبح قوّات المعارضة مرهونة التحرّك بالتعليمات التركية، وهذا الأمر تخشاه بعض الفصائل في الشمال لأنّه لا تزال لديها رغبة في محاربة النظام وفي حال وصلت تركيا إلى مبتغاها بالتوحيد فلن يكون هناك أمل بذلك، وعلى المستوى الدولي ستكون ورقة قوى لتركيا على غرار الفيلق الخامس الذي أسسته روسيا، والذي يضم كلّ من حمل السلاح خارج نطاق الجيش السوري.

يُذكر أنّ الجيش التركي أقام آخر نقطة في “إدلب” في 17 / أيار الجاري، في قرية “زيتونة” شمال اللاذقية، بينما نشر ست نقاط في ريف حلب “جبل سمعان وصلوة وجبل الشيخ عقيل والراشدين” غرباً، و“تلة العيس” جنوباً، وفي منطقة الزيارة في جبل “عندان” شمالاً، وثلاث نقاط في ريف إدلب “تل الطوقان والصرمان” شرقاً و”جبل اشتبرق” بريف جسر الشغور غرباً، ونقطتين في ريف حماة “مورك” شمالاً وشير مغار بجبل شحشبو غرباً. ويُشار إلى أنّ كلّ نقطة تركية يُقابلها في الجانب الآخر نقطة روسيّة في ذات مكان الانتشار.

DSC00166

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى