الشأن السوري

حياة المسعف “عليوي” في خطر ومطالب للخاطفين بالإفراج عنه

أدان فريق “منسقو الاستجابة” العامل في الشمال السوري، اختطاف أحد العاملين الإنسانيين في منظّمة “Syria Charity” المسعف “علاء عليوي” أثناء قيامه بواجبه الإنساني من قبل عناصر تابعة لأحد الفصائل العسكريّة في ريف إدلب الجنوبي، قبل عشرين يومًا والمطالبة بدفع فديّة مالية لإطلاق سراحه.

وطالب الفريق في بيان له الليلة الماضية، الجهة العسكريّة التي تتبع لها تلك العناصر لإطلاق سراحه بشكل فوري ومحاسبة الفاعلين على التصرّفات الغير مسؤولة بحقّ العاملين الإنسانيين، وحمّل الجهة العسكريّة المسؤوليّة الكاملة عن سلامة المختطف. وأكد أنّ هذه التصرّفات الغير المسؤولة تُسبّب بحرمان العديد من السكان من الخدمات التي تقدّمها المنظّمات الإنسانيّة في تلك المناطق والتي تُعاني بالأصل من ضعف عمليات الاستجابة الإنسانيّة.

وبدروه، أفاد الإعلامي “عمر عليوي” ابن خال المخطوف “علاء” لوكالة “ستيب الإخباريّة” بأنَّ الخاطفين أعطوهم مُهلة مدتها ستة أيام تنتهي في 12 تشرين الأول / أكتوبر الجاري تقضي بقتل المخطوف إن لم يدفع ذووه المبلغ المطلوب، وقدره 200 ألف دولار أمريكي. مشيرًا إلى أنَّهم إلى الآن لم يستطيعوا إكمال المبلغ المطلوب، والمنظّمة التي يعمل معها لم تساعدهم بالمبلغ، ولم تقبل بتفاوض الخاطفين كون عملها إنساني، واكتفت بتعليق عملها في المنطقة وطالبت في بيان الأربعاء الفائت، المجموعة الخاطفة بالإفراج عنه بأسرع وقت.

وقال “عمر”: إنَّ “علاء خُطفَ بتاريخ 18 أيلول / سبتمبر الفائت، عبر سيّارتين هوندا يستقلّها خمسة مسلّحين ملثّمين أثناء وجوده في مطعم “صهيان” جنوب إدلب، وهو يوزّع رواتب للأيتام كونه يعمل مدير مكتب حماة لمنظّمة “سيريا شيرتي” الفرنسيّة، وبعدها حاول الخاطفون الضغط على الأهل والمنظّمة من خلال إرسال صور تُظهر تعذيبه بشكل عنيف لدفع الفديّة، وذلك من خلال هاتفه دون سماع أصوات العصابة.

وأوضح “عليوي” أنَّ جميع الدلائل والخيوط التي توصّلوا إليها تُشير إلى أنَّ الخاطفين هم عناصر تابعين لكتيبة “عمر فارس” التابعة لـ “حركة أحرار الشام”، وقبل اختطافه بيومين كان عناصر عمر فارس يسهرون معه، وتحدّث معهم عن عمل المنظّمة، وأفاد شهود كثر بأنَّ “ابن عم عمر فارس هو من قام بعملية الاختطاف وهو مُحتمي بعشيرة الموالي كونه ابن شقيق شيخ العشيرة، وينحدر من بلدة تحتايا بريف إدلب”.

وفي سياق متصل، وجَّهت ابنة المسعف المُختطَف علاء، رسالةً مؤثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى الخاطفين قالت فيها: “أنا زينب عمري 8 سنين مُهجَّرة من مدينة حلب لريف إدلب الجنوبي .. بحب البابا كتير… بابا اسمو علاء عليوي، تصوّب مرتين وهو عم يسعف المصابين في حلب.. المجرمين خطفو بابا من 19 يوم، وبدهن 200 ألف دولار، بس أنا ما معي غير هدول الحلق الدهب إلي اشترالي ياهن بابا هدية تفوقي بالمدرسة… بتاخدوهن وبترجعولي بابا ؟!”.

يُذكر أنَّ عمليات الخطف والابتزاز المالي التي انتشرت مؤخرًا طالت العديد من الكوادر الطبيّة والإنسانيّة بالإضافة إلى الاعتداء على المراكز والنقاط الطبية في مناطق الشمال السوري، مما أدى إلى انسحاب عدد من الكوادر الطبيّة من تلك المناطق وتوقف بعض المراكز عن العمل وتعليق عملها.

 

IMG 08102018 172236 0

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى