صحيفة أمريكية تكشف عن انسحاب لحزب الله من سوريا بسبب توقف التمويل
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لها أول أمس السبت، عن تقليص التمويل من إيران نتيجة للعقوبات الأمريكية ما أجبر ميليشيا “حزب الله اللبناني” على اتخاذ سلسلة إجراءات تقشف، بما فيها سحب جزء ملموس من مقاتليها من سوريا.
تسريح عدد من العناصر
قال موظف في أحد المؤسسات الإدارية لـ”حزب الله”: إنَّ “عددًا من المقاتلين في الحزب تم تسريحهم لإجازة غير مدفوعة أو نقلهم إلى قوَّات الاحتياط، والعديد منهم تم سحبهم من سوريا حيث لعبوا دورًا مهمًا في القتال إلى جانب الحكومة”.
وذكر مصدر آخر داخل “حزب الله” للصحيفة، أنَّ قناة “المنار” التابعة للحزب، اضطرت إلى إغلاق بعض برامجها وإقالة موظفيها، علاوةً على تقليص النفقات على برامج تزويد المقاتلين والموظفين وعوائلهم بالأدوية والأغذية مجانًا.
وأشار مصدر ثالث، إلى أنَّ المقاتلين والمسؤولين الذين لم يتم تسريحهم أو تحويلهم إلى الاحتياط لا يزالون يتلقون رواتبهم بالكامل، إلا أنَّه جرى إلغاء امتيازاتهم على الغذاء والوقود والنقل.
فيما تزال عوائل مقاتلي الحزب الذين قتلوا في المعارك ضد إسرائيل أو في سوريا تحصل على التعويضات المالية بالكامل.
واعترف مسؤول رفيع المستوى في “حزب الله” طلب عدم الكشف عن اسمه للصحيفة، بأنَّ “العقوبات الأمريكية أضرت بالتمويل من إيران ودفعت الحزب إلى تقليص نفقاته، لكن العقوبات في نهاية المطاف جزء من حرب، ونعتزم التصدي لها في هذا السياق”.
وشدد المسؤول على أنَّ العقوبات لم تؤثر على وضع “حزب الله” في المنطقة وقدراته القتالية، فصادرات الأسلحة من إيران مستمرة، ودور الحزب في العراق وسوريا ما يزال قائمًا.
وفي محاولة لسد الفجوة أطلق “حزب الله” حملة واسعة لجمع التبرعات من مؤيديه تحت شعار “التبرعات تمنع وقوع الكارثة”، وذلك تلبيَّةً لنداء “الجهاد بالمال” الذي جاء في مارس/آذار الماضي على لسان الأمين العام للحزب “حسن نصر الله”.
وذكرت الصحيفة، أنّه تم القضاء على عشرة مليارات دولار من الإيرادات الإيرانية منذ نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، ما تسبب في بؤس كبير لحياة العديد من الفقراء الإيرانيين، فضلًا عن أزمة في الإنفاق الحكومي.
المصدر: (وكالات)
