أخبار العالمسلايد رئيسي

الدولار أقوى “ملاذ آمن”.. اليورو ينهار وخطوة قادمة “تخيف” أوروبا

أصبح الدولار هو أكثر “ملاذٍ آمن” بين العملات، في ظل مخاوف النمو العالمي، بينما اليورو ينهار نتيجة الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعيشها “القارة العجوز”، وتساوت قيمة الدولار الأمريكي مع اليورو لأول مرّة منذ عقود، فيما تحدثت مصادر عن خطوة قادمة للبنك الفيدرالي الأمريكي يمكن أن تعزز مكاسب الدولار وانهيار اليورو.

اليورو ينهار

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن ريكاردو إيفانجليستا، محلل أول في شركة ActivTrades للوساطة المالية، قوله: إن ارتفاع الدولار الأمريكي أمام نظرائه من العملات خلال معاملات أمس، جاء بعد صدور تقرير الوظائف الأمريكي يوم الجمعة الذي جاء أفضل من المتوقع، مما خفف من مخاوف اقتراب ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، الذي من شأنه أن يحد من قدرة بنك الاحتياطي الفيدرالي على رفع سعر الفائدة.

وأوضح الخبير الاقتصادي أن الفيدرالي الأمريكي بصدد رفع سعر الفائدة مجدداً بنسبة 0.75 نقطة أساس في اجتماعه المقبل، ما يفتح المجال أمام المزيد من المكاسب للدولار، وذلك مع صدور بيانات التضخم المنتظرة يوم الأربعاء التي قد تصل لأعلى نسبة لها في أربعة عقود.

وتشير المعلومات إلى أن ركود اقتصادي يمكن أن يصيب القارة الأوروبية، إذ يبدو أن أزمة الطاقة الحالية لن ترى حلاً في المستقبل القريب.

ويضيف: يجد البنك المركزي الأوروبي قدراته محدودة فيما يتعلق برفع سعر الفائدة، وهو ما يؤثّر سلباً في مستقبل اليورو، ما يجعل سقوطه أمام الدولار مسألة وقت ليس إلا.

وذكرت الصحيفة أن الدولار استقر قرب أعلى مستوى له منذ نحو 20 عاماً، ما جعل المشترين الأجانب يبتعدون عن الذهب، فيما انخفض الذهب لرابع أسبوع على التوالي يوم الجمعة، متضرراً من صعود الدولار والمراهنات على الزيادات الحادة في أسعار الفائدة التي تكتسب قوة بعد بيانات الوظائف الأميركية القوية.

اقرأ أيضاً|| اقتصاد أوروبا يتهاوى.. اليورو يهبط لما دون الدولار لأول مرة بالتاريخ

ما المتوقع؟

تتحدث وسائل إعلام أنه من المحتمل أن يحدث تأثيرًا مهمًا على الاستثمار وأسواق المال والعملات في العالم نتيجة تساوي أقوى عملتين بالعالم.

وتذكر تقارير أن البنوك المركزية في العالم تسعى إلى السيطرة على التضخم والذي يعني ارتفاع الأسعار عن طريق رفع أسعار الفائدة، حيث يعقد كل بنك مركزي بالعالم 8 اجتماعات في العام لتحديد سعر الفائدة.

وكان البنك المركزي الأمريكي رفع الفائدة 3 مرات حتى الآن في 2022 بنسبة 1.5% لتسجل الفائدة على الدولار 1.75% مما أعطى مزيدًا من القوة للعملة الأمريكية وسط توقعات باستمرار سياسة رفع أسعار الفائدة إلى مستوى 4% حتى نهاية العام المقبل.

إلى جانب ذلك فإن الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة في التأثير السلبي على اقتصاديات دول أوروبا نظرًا لأن الدول الأوروبية تستورد 40% من الطاقة من روسيا، وجاء ارتفاع التضخم في أوروبا لأكثر من 8% في بعض الدول بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء وتأخر البنك المركزى الأوروبي في رفع أسعار الفائدة ليؤدي إلى تراجع اليورو.

ولا يزال من الصعب تحديد “القاع” الذي من الممكن أن يصل إليه اليورو أمام الدولار، لكن هناك محللون توقعوا أن العملة الموحدة قد تنخفض إلى 90 سنتاً أمريكياً إذا صعّدت روسيا الأزمة من خلال حجب المزيد من إمدادات الغاز عن أوروبا.

ويتجه المركزي الأوروبي لرفع الفائدة في يوليو الجاري، لكن هناك شكوك حول المدة التي يمكنهم تحملها مع أسعار فائدة مرتفعة، حيث أن رفع أسعار الفائدة أصعب بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي من البنوك المركزية الأخرى، وذلك لأن تكاليف الاقتراض لدول منطقة اليورو المثقلة بالديون تخاطر بالخروج عن نطاق السيطرة إذا بدأ المستثمرون في التشكيك في قدرتهم على تحمل أعباء الديون.

الدولار يعزز مكاسبه

وأوضحت مواقع اقتصادية أن الدولار “القوي” لم يهزم فقط اليورو، ولكنه ارتفع أيضاً أمام الين الياباني لأعلى مستوى منذ 24 عاماً، وذلك بعد أن عززت مخاوف النمو العالمي الدولار كملاذ آمن على نطاق أوسع.

وتشير التوقعات إلى أنه ومع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا والأزمات الاقتصادية بأوروبا فإن الدولار سيستفيد من وضعه كملاذ، مما يعني أنه مع استمرار الحرب وتفاقم التداعيات، يستمر اليورو في الانزلاق.

اقرأ أيضاً|| مع انهيار الاقتصاد الأوروبي.. دولة جديدة تنضم لمنطقة اليورو

وارتفع الدولار إلى أعلى مستوى له منذ 24 عاماً مقابل الين الياباني، خلال تعاملات أمس الإثنين، بعد أن أشارت النتائج التي حققها التحالف المحافظ الحاكم في اليابان إلى عدم وجود تغيير في السياسات النقدية المتساهلة.

وارتفع الدولار إلى 137.28 ين في التعاملات الصباحية، وهو أعلى مستوى له منذ أواخر عام 1998، ثم قلص الدولار هذه المكاسب بشكل طفيف وارتفع 0.6 في المائة إلى 136.93.

ماذا يعني التكافؤ؟

كانت المرة الأولى التي انخفض فيها اليورو إلى مستوى التكافؤ مع الدولار في ديسمبر 1999، قبل أن يمر عام على إنشائه، وهو ما كان يعتبر ضربة “لفخر” الأوروبيين، الذين رأوا العملة الموحدة مشروعاً سياسياً مهماً ومنافساً للدولار “المهيمن”.

ورغم ذلك يعتبر اليورو أحد العملات الرئيسية في العالم للمعاملات والاحتياطيات، وعلى الرغم من أن تحقيق التكافؤ لا يزال رمزياً. بالنسبة للأسواق المالية، يتوقع متداولو العملات حدوث اضطراب حول مستوى (1 دولار = 1 يورو)، بالنظر إلى أن رهانات الخيارات بمليارات اليورو مرتبطة بهذا الخط الكبير.

الدولار أقوى "ملاذ آمن".. اليورو ينهار وخطوة قادمة "تخيف" أوروبا
الدولار أقوى “ملاذ آمن”.. اليورو ينهار وخطوة قادمة “تخيف” أوروبا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى