حورات خاصة

محلل سياسي يكشف لـ “ستيب” استراتيجية أمريكا بالتعامل مع الملف السوري.. ومدى جديتها بإيجاد الحل

صعّدت الولايات المتحدة الأمريكية من تصريحاتها حول الملف السوري خلال اليومين الماضيين، حيث أعلن وزير خارجيتها، مايك بومبيو، بأنَّ النظام السوري مسؤول بشكل واضح عن هجمات بالأسلحة الكيماوية طالت مواقع تحت سيطرة فصائل المعارضة بريف اللاذقية، فيما فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات على مؤسسة و3 أفراد و5 سفن روسية لضلوعها في توريد وقود الطائرات للنظام السوري، وللحديث عن منحى وتفاصيل الاستراتيجية الأمريكية بالتعامل مع الوضع السوري، حاورت وكالة “ستيب الإخبارية” المحلل السياسي، نصر عبد الرزاق الفروان، وأخبرنا بالآتي:

-هل يعد التصعيد الأمريكي بادرة للتدخل الفعلي بالملف السوري وحله؟

الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك خطة استراتيجية في سوريا، وتنفذها بنجاح وبدون أية عوائق، وما يميز هذه الاستراتيجية انها لا تستعجل حل المسألة السورية، حيث لوحظ في الأشهر الأخيرة تراجع كبير في البحث الجدي عن حل سياسي للوضع السوري من ناحية الولايات المتحدة، حيث أنَّها لا يمكن أن تبحث عن حل سياسي لا يحقق لها مصالحها.

لذا عملت الولايات المتحدة على تحويل سوريا إلى ساحة للصراع الإقليمي والدولي، لعدة أسباب تتعلق بتقليص نفوذ إيران والتجاذب الأميركي الروسي، ما يعني أنَّ الولايات المتحدة تعمل على استثمار الوضع في سوريا للضغط على إيران وروسيا بهدف تغيير سلوك النظام الإيراني، أو حتى العمل على انهياره وإغراق روسيا بمستنقع الحرب على “الإرهاب”.

-هل الاستراتيجية الأمريكية معلنة، أم يتم العمل بها بشكل سري؟

يمكننا استشفاف الاستراتيجية الأمريكية من خلال الخطة التي تضمنتها وثيقة رفعها 400 عضو من أصل 535 في مجلس النواب والشيوخ الأمريكي للرئيس، دونالد ترامب، في شهر مايو/أيار الماضي، حيث بينت الخطة مدى تراجع الاهتمام بالشأن الداخلي السوري، ولم تأت على ذكر القرار 2254 أو الحل السياسي للوضع السوري أبدًا.

كما ورد في هذه الوثيقة نقطة مهمة وذات دلالات، وهي كما وردت “التنسيق الأمريكي-الأوروبي في فرض عقوبات على النظام السوري ومؤسسات حكومته وشخصيات مقربة منه، بهدف تغيير مزاج الشارع السوري، وتحقيق خرق في استحقاق عام 2021 الانتخابي”.

-ما علاقة ملف الهجمات الكيماوية والتصريحات حولها بخطة النواب الأمريكيين؟

ورد بند آخر في الوثيقة ذاته يقول ” من الواجب استمرار استخدام ملف الكيماوي كذريعة لتبرير أي عمل عسكري أمريكي أو غربي، واعتبار الكلور سلاحًا كيماويًا”، لذا نرى التصعيد بالتصريحات حول هذه النقطة بين الحين والآخر.

-أعلنت أطراف أستانا خلال الأسبوعين الماضيين عن نجاحها بتشكيل اللجنة الدستورية، هل ترى أمريكا هذه اللجنة كبداية للحل؟

أمريكا كما ذكرت، لا يهمها إحراز أي تقدم بالعملية السياسية، وبالنسبة للجنة الدستورية، فإنها تعي تمامًا أنَّ هذه اللجنة لن تحقق أي إنجاز، وسيكون مصيرها الفشل، وهنا استذكر ما قاله وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، في بداية المفاوضات مع المعارضة “سنغرقهم في التفاصيل”، لذا اعتقد أنَّ اللجنة في حال تشكلت، فسيستمر عملها إلى ما بعد العام 2021، أي بعد الانتخابات الرئاسية القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى