ألمانيا تقدم أول استراتيجية للأمن القومي في تاريخها

كشف المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم الأربعاء، عن استراتيجية للأمن القومي الألماني، التي تركز على مواجهة التهديدات الخارجية المحتملة في السنوات المقبلة، وخاصة من روسيا والصين. 

أول استراتيجية للأمن القومي بتاريخ ألمانيا

وقال شولتس في مؤتمر صحافي إن الاستراتيجية تعكس “التغيرات الكبيرة” التي تشهدها العالم، وتهدف إلى “حماية مصالحنا وقيمنا” في ظل تزايد التنافس والتوترات بين القوى الكبرى. 

وأضاف أن ألمانيا تعتبر روسيا “أكبر تهديد جدي” للنظام الدولي وأوروبا، وأنها تحاول “زعزعة مجتمعاتنا وإضعاف الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)”، مؤكدًا على ضرورة “التصدي لها بحزم”. 

وفيما يتعلق بالصين، قال شولتس إنها “تشكل ضغطًا متزايدًا على الاستقرار الإقليمي” في منطقة المحيطين، وأنها “تتعارض مع مصالحنا وقيمنا” في مجالات مثل حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون. 

وأشار إلى أن ألمانيا تسعى إلى “الحفاظ على قنوات الحوار” مع بكين، لكنها ترفض “الخضوع للضغوط” أو “التخلي عن مبادئنا”. 

وتضمنت الاستراتيجية، التي استغرق إعدادها نحو ستة أشهر، عدة تدابير لتعزيز قدرات ألمانيا في مجالات مثل الدفاع والطاقة والسيبرانية والبيئة. 

وأكد شولتس على التزام ألمانيا بالإنفاق 2% من ناتجها المحلي على الدفاع بحلول عام 2024، وفقًا لمعايير حلف الناتو. 

كما أعلن عن إنشاء وكالة فيدرالية جديدة للتصدي للهجمات السيبرانية الخطيرة، وإطلاق خطة لضمان أمن إمدادات الطاقة في ظل التغير المناخي. 

استراتيجية شاملة

وقال شولتس إن هذه هي “أول استراتيجية شاملة للأمن القومي في تاريخ ألمانيا”، وأنها تعبر عن “رؤية واضحة” لدور ألمانيا في العالم. 

وأضاف أن الاستراتيجية تعكس أيضًا “التعاون الوثيق” بين الأحزاب الثلاثة التي تشكل ائتلافه الحاكم، وهي الحزب الديمقراطي الاجتماعي والحزب الديمقراطي الحر والحزب الأخضر. 

وأوضح أن الاستراتيجية ستكون “مرجعًا مهمًا” لسياسة ألمانيا في المستقبل، وأنه سيسعى إلى “التشاور مع شركائنا وحلفائنا” حولها. 

وختم قائلا: “نحن نعيش في عصر يتنامى فيه تعدد الأقطاب والتنافس، ولكن أيضًا في عصر يتطلب المزيد من التعاون والتضامن. نحن نريد أن نكون جزءًا من حلول هذه التحديات”.

والأمن القومي هو مفهوم يتعلق بحماية الدولة وشعبها ومصالحها من التهديدات الداخلية والخارجية، ويشمل الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية. بينما ألمانيا هي أكبر اقتصاد في أوروبا ورابع اقتصاد في العالم، وهي عضو رئيسي في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتلعب دورًا مؤثرًا في الشؤون الدولية.