حورات خاصة

محلل كردي يكشف لـ”ستيب” الهدف الحقيقي لأمريكا في عقد اتفاقية السلام بين الأكراد والأتراك في سوريا

قال المحلل الاستراتيجي والسياسي الكردي، إبراهيم كابان، وأحد المقربين من الإدارة الذاتية الكردية في حوارٍ خاص مع وكالة “ستيب الإخبارية” في إطار ما يتعلق باتفاقية السلام التي أعلنها ترامب قبل أيام بين الطرفين التركي والكردي، والتصعيد العسكري مؤخراً شرق الفرات: “إنَّ الاستمرار في الحروب العبثية التي ينتهجها الطرف التركي لن يجدي لها مكاسب حقيقية، لأن الظروف الدولية التي تتطور بحكم المصالح فرضت أجندتها على مجريات الأحداث داخل سوريا”.

وأضاف في سياقٍ متصل: “وما هو واضح من التصرفات التركية حتى اللحظة هو تنفيذ عملية تدمير الشمال السوري وتهجير سكانها الكرد والعرب، وتوطين هذه المنطقة بالمجموعات المتطرفة والمعارضة بعد إخراجهم باتفاق مع الطرف الروسي والإيراني والنظام السوري، وما يتضح إن الهدف التركي ترّكز على تدمير ما تمّ تحقيقه خلال السنوات الثمانية الماضية على يد الأكراد ومكونات شمال وشرق سوريا”.

الأطماع التركية واضحة

وتابع كابان القول: “وتلك السياسة التركية لم تعكس إلا مزيداً من التوترات والإشكاليات والاشتباكات اليومية، واستخدام المعارضة السورية بعد توليفها وفق معايير الأمن القومي التركي، ولحماية المصالح التركية، والأطماع التركية في المنطقة باتت واضحة من خلال استخدام ملف اللاجئين السوريين لإبتزاز الاتحاد الأوروبي من أجل شرعنة وجودها في الشمال السوري وبنفس السياق الحصول على المال”.

و بحسب كابان فإن التحركات التركية في اتفاقياتها مع روسيا والإيرانيين والنظام السوري “أوضح حقيقة سمسرة تركيا على حساب القضية السورية، وما آلت إليه من إعادة تسلط النظام واستمراريته باستخدام آلة القتل بحق معارضيه، إلى جانب اللعب التركي على حبلين في آنٍ واحد مع حلف الناتو والروس، وشكل ذلك تصورات كثيرة لدى جميع الأطراف إن النظام التركي أصبح مزعزعاً للاستقرار في المنطقة، ومهدداً حقيقياً لمصالح حلف الناتو والاتحاد الأوروبي والوجود الأمريكي ومصالحها الاستراتيجية، لا سيما بعد التقارب التركي الروسي”.

الإدارة الذاتية بوابة أمريكية في جذب تركيا وبناء مصالح اقتصادية

وأكد المحلل الكردي أن “الخيار الأمريكي أتضح أكثر مع التخبط التركي، إذن العودة التركية إلى حاضنة الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة للتصرفات الروسية في سحب البساط من تحت أقدام النظام التركي في سوريا، فتحت المجال أكثر أمام الأمريكيين في جذب تركيا من خلال بناء مصالح اقتصادية مشتركة تكون بوابتها مناطق الإدارة الذاتية”.

اقرأ أيضًا: حوار لـ”ستيب” مع الباحث خليل المقداد حول مصير إدلب في ظل التفاهمات الروسية -التركية

تقارب تركي كردي

وأردف القول: “إنَّ طرق العنف والتهديد والاجتياح التي نفذ بعضها النظام التركي لم يجدِّ نفعاً، لذا كان يستوجب على الإدارة الأمريكية دفع الطرفين الكردي والتركي إلى تقارب مصلحي، ومحاولة تهيئة ظروف الحوار والتقارب بين الطرفين”.

وأشار إلى أن التقارب المفترض والحوار الممكن هو “الهدف الأمريكي القادم لإنهاء التوتر بين الكرد والأتراك”.

التحرك صوب شرق الفرات

وفي سياقٍ آخر متصل، قال كابان: “هدف النظام التركي في الشمال السوري ليس لدعم المعارضة والمجموعات المسلحة أو الاشتباك مع النظام والروس، وإنما يكون هذا التحرك العسكري الجديد في سياق الضغط على قوات سوريا الديمقراطية لأجل التراجع لصالح النظام السوري، وما حصل في إدلب والاتفاقيات التركية مع النظام السوري برعاية روسية لتهدئة الظروف الحربية في إدلب، كان الغرض منها توجيه الأتراك قدرات مجموعات المعارضة إلى شرق الفرات وإلهائها في حروب عبثية مع قوات سوريا الديمقراطية”.

التصعيد العسكري

وحول تجدد الاشتباكات شرق الفرات، أوضح المحلل الكردي: “باعتبار النظام موجود هناك فإن الاشتباكات المتجددة في المنطقة هي نتيجة طبيعية لخلق ظروف جديدة على الأرض، ويحصل ذلك برعاية روسية، لأن المجال الجوي المفتوح للطائرات التركية في سماء منطقتي رأس العين وتل أبيض يقابله ذلك منع النظام من استخدام الطائرات الحربية للرّد على الطرف التركي”.

وتابع “أنا أعتقد أن الروس والنظام السوري والإيرانيين سيحاولون إفشال أي حلول قد تطرحها أمريكا في التقارب بين قوات سوريا الديمقراطية والأتراك”.

تبادل الأسرى

وفيما يتعلق باتفاق تبادل الأسرى بين كل من “قسد” والقوات التركية، نفى كابان أي اتفاق من هذا القبيل، مؤكداً عدم وجود أي تواصل رسمي للحظة بين الجانبين الكردي والتركي حول الاتفاقية التي أعلنها ترامب.

اقرأ أيضًا: المتحدث باسم مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية بسوريا لـ”ستيب”: الحساب اقترب والفيتو الروسي لم يعد مجديًا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى