أخبار العالم العربي

“الخرافات والمقابر” أداة كهنة الحوثي لترسيخ الطائفية في اليمن وفرض السيطرة على الأتباع

 

يعمل الحوثيون على إضعاف عقول أتباعهم لدفعها للاستسلام أمام الخرافات، انطلاقاً من إرث ثقافي وديني مزيف، يهدف في النهاية لبناء شخصية المقاتل الخانع المنقاد إلى ميليشيا الحوثي، والمطلوب منه الموت من أجل أن يعيش قادة المليشيات.

 

خرافات كهنة الحوثي

 

وأوضحت وسائل إعلام أن زرع هذه الخرافات لا يقتصر على المراجع الدينية، وهم كهنة بأثواب رجال دين، بمن فيهم محمد عبدالعظيم الحوثي، لكنها تمتد إلى المقاتلين غير المتعلمين وحتى كبار القادة الحوثيين والعناصر ذوي المؤهلات التعليمية العليا.

وكان قد انتشر فيديو لمحمد عبدالعظيم الحوثي مؤخراً، علق عليه البرلماني اليمني، عبدالرحمن صالح معزب قائلاً إن: ” مليشيات الحوثي ترسخ بالفعل عودة الخرافة إلى بعض مناطق اليمن كما يعود الجرب إلى الجسد”.

وأضاف أن الداعية الحوثي “أتى ليلقن الموتى كيف يجيبون على منكر ونكير”، ويزعم أن إتباع حكم خرافة ولاية الإمامة السلالية إلى يوم القيامة، تنجي من العذاب، ما يعكس توظيف الأيديولوجية الدينية سياسيا.

ووصف معزب، وهو رئيس الكتلة البرلمانية للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية، مرجعية المليشيات الدينية محمد عبدالعظيم الحوثي، بـ”الكاهن”، مدللا بقصة قديمة من زمن الخرافات عندما كانت النسوة تقدم القرابين لعلاج أبنائها من الأمراض بما فيه ذبح الحيوانات للكهنة.

اقرأ أيضاً:

التحالف يشنّ هجوماً عنيفاً على أهداف عسكرية تابعة لميليشيا الحوثي بصنعاء

وتشكل الخرافة أحد أسلحة مليشيات الحوثي التي تختطف مؤسسات الدولة وترفض تحمل أدنى مسؤولية تجاه السكان الرهائن، من أجل تحويل مناطق سيطرتها إلى بيئات للتدجين والموت معتمدة على خبراء نفسيين واجتماعيين من إيران ولبنان، وفقا لخبراء يمنيين.

حيث يعتمد الحوثيون في حربهم باليمن على الخرافة كجزء أصيل من استراتيجية ترسيخ المشروع الطائفي والعنصري، إذ توظف المقابر والخرافات سياسيا.

فرغم أن الموت حقيقة كبرى، إلا أن المراجع الدينية لجماعة الحوثي، حولت الموت ومقابر القتلى، إلى أوكار لتكريس الخرافة وثقافة الموت في عقول الأحياء، بهدف ترسيخ المشروع الطائفي المتطرف.

وسعيا لتثبيت الخرافة وثقافة الموت في أذهان الأتباع، تضع مليشيات الحوثي برنامج زيارات أسبوعية لمقابر قتلاها لكل أتباعها الملتحقين حديثا، تحت شعارات “الدورات الثقافية” و”المراكز الصيفية” وغيرها من العناوين التي توظفها لتجنيد المقاتلين.

اقرأ أيضاً:

سفير اليمن لدى اليونسكو يكشف الخطر الحقيقي في البلاد وكيف استغل الحوثيون اتفاقاً لتفجير الحرب

وذكرت وسائل إعلام أن الداعية محمد عبد العظيم الحوثي، ظهر في مقبرة وهو يطلب من جموع تحيطه اسم المتوفى ثم يتمتم بكلمات خارج سياق الدعاء والقرآن بزعم أنها تجنبه العذاب، بما فيه التشبث بـ”الإمامة إلى يوم القيامة”، وهي خرافة الولاية التي لطالما سعت المليشيات لتكريسها بين الأحياء.

ومحمد عبدالعظيم هو إحدى المرجعيات المنحدرة من أسرة زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، ويملك مدرسة دينية في صعدة ومئات الأتباع الذين ينظرون له كرجل علم وصاحب كرامات، ويحاول الانقلابيون تقديمه للإعلام كمعارض لمشروع الحوثي وإيران.

اقرأ أيضاً:

بالفيديو|| لحظات تحبس الأنفاس.. شابٌ يمني يتدلى داخل فوهة بركان مُلتهب

وأشارت وسائل الإعلام إلى أن محمد عبدالعظيم الحوثي يطمح للزعامة، وجوهر خلافة مع عبدالملك الحوثي هو اعتقاده أنه الأحق بزعامة المليشيات الانقلابية، ويعد من كبار المرجعيات التي تسعى لتكريس خرافة الولاية للسلالة الحوثية في اليمن.

 

ترسيخ البدع والخرافات

 

ولا تعد بدع محمد عبدالعظيم الحوثي ظاهرة فردية في مناطق المليشيات، لكنها خرافات يسعى الحوثيون لجعلها نمط حياة عبر المرجعيات الدينية المنضوية تحت مظلة عائلة الحوثي أو الموالية لها، مثل ناصر اليماني مدعي ما يعرف بـ”المهداوية”، ويشتهر بأنه “الأكثر نسجا للأباطيل”.

وبصفة عامة، تسعى الأيديولوجية الحوثية لترسيخ البدع وخرافة الولاية رغم المنافسة وصراع الإخوة وأبناء العمومة على الزعامة، وفق مراقبين.

فمن “كرامات” القتلى ورائحة قبورهم إلى تجميل المقابر وتزينها بالبناء والصور وعبارات التبجيل إلى حشد الأتباع وزعم تلقين الموتى لتجنب العذاب، باتت مقابر أنصار الحوثي بقاع خضراء للتدجين والخرافات التي لم يألفها اليمنيون ولا تتفق مع جلال الموت.

ويذكر أن مليشيات الحوثي تخصص مناسبة سنوية خاصة تسميها “يوم الشهيد” وتتضمن أخذ أبناء القتيل وكذلك الأتباع المجندين لزيارة المقابر المزينة، بزعم امتلاك صرعاها الكرامات، وأن رائحة العطور تفوح من قبورهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى