منوع

علم الفراسة الذي تفوق به العرب.. وأهم الدراسات العلمية التي حاولت سبر أغواره

 

علم الفراسة هو من العلوم العريقة التي تعرف من خلاله أخلاق الناس الباطنة من النظر إلى سماتهم الظاهرة كالألوان والأشكال والأعضاء، أو هي الاستدلال الشكل الظاهر على الخلق الباطن، وفي الغرب يسمون هذا العلم بـ “Physiognomy” وهو اسم يوناني الأصل مركب من لفظين معناهما “قياس الطبيعة أو قاعدتها”، والمراد به هنا الاستدلال على قوى الإنسان وأخلاقه من النظر إلى ظواهر جسمه.

 

علم الفراسة

ويعتبر علم الفراسة فنٌّ وموهبة قراءة الشخصية بالاعتماد على ملامح الوجه والقوام الجسدي، ويتدرج أيضاً ضمن مظهر آخر يتخذه هذا العلم على نطاق واسع، ويتمثّل بقراءة مستقبل الفرد بالاعتماد على سماته ومظهره بشكل عام، أما بخصوص هذا المظهر الأخير، فأعتقد بأنه لا يتجاوز حدود التوقّع المنطقي الذي يمكن لأي شخص إنجازه حيث أنه من السهل علينا التنبؤ للشخص سيّء التصرّف بالفشل في حياته العملية.

 

ويُعد علم فراسة الدماغ Phrenology الذي هو فنِّ قراءة الجمجمة، وكذلك علم قراءة الكفّ palmistry فروع أساسية من علم الفراسة.

 

إنّ لعلم الفراسة أصول قديمة جداً، وكان له مكانة عالية عند الإغريق بحيث يعتمد عليه وبشكل كبير في عملية تقييم جودة شخصية المرء بالاعتماد على ملامحه الخارجية وبالاعتماد عليها يحددون إن كان يستحق تبوّء المراتب الحكومية العليا.

 

 وكذلك في الصين القديمة حيث كان لا يمكن قبول الشخص للعمل في البلاط الإمبراطوري قبل تشريح شخصيته ومعرفة مستوى أخلاقياته وغيرها من شروط عمل، وكل ذلك من خلال علم الفراسة الذي كانوا يتقنوه جيداً في حينها.

اقرأ أيضاً:

ماذا تعرف عن علم الراديسثيزيا واستخدام الباندول الكاشف في تحليل الشخصية إليك أسهل الطرق

وقد اعتقد القدماء أيضاً بأنّه يمكن مقارنة الإنسان بالحيوان عبر نواحي كثيرة من ملامحه، وبناء عليه يمكن تحديد نوعية الشخص وجودته، فبعضهم يعطي انطباع النبل بسبب هيئته المشابهة لهيئة الأسد، ومنهم من يعطي انطباع الدنيوية لاتخاذه هيئة الخنزير، وآخرون همجيون بطبيعتهم فتتشابه هيئتهم مع أنوع معيّنة من البهائم وهكذا.

الدراسات العلمية

ونال هذا الفرع اهتمام أحد العلماء البارزين في القرن السادس عشر هو “جيوفاني باتيستا ديلا بورتا” والذي تعامل وللمرّة الأولى مع هذا الموضوع بشكل موضوعي وبأسلوب علمي صرف.

 

وبعد قرنٍ ونيّف من ظهور عمل “ديلا بورتا”، قدم القسّ السويسري ” جوهان كاسبر لافاتر” أطروحة حول علم الفراسة، وقام الأديب الشهير “غوته” ، وهو صديق له بكتابة أحد مقاطع ذلك الكتاب.

 

كان “لافاتر” شاعراً ومتصوفاً ولكنه بنفس الوقت كان رجل عملي جداً. وقد توفي باكراً نتيجةٍ لرصاصة سبّبت له جرحاً بالغاً أطلقها عليه جندي فرنسي، وذلك عندما تعرّضت مدينته الأم “زوريخ” للاجتياح من قبل جيوش “ماسينا” أحد جنرالات نابليون.

 

ورغم أنّ “لافاتر” لم يكن عالماً ولم يفقه شيئاً عن علم التشريح، لكن عمله كان قيّماً وكان معتمداً على ملاحظاته الشخصية، ومن خلال هذا العمل أضاف إلى هذا العلم العريق الكثير من المفاهيم الجديدة المناسبة لذلك العصر، بالإضافة إلى المئات من الصور الإيضاحية لأنواع الوجوه والسمات والملامح.

اقرأ أيضاً:

الفلك والأحجار الكريمة.. تعرف على الحجر الذي يتوافق معك

وفي عام 1781 ظهرت دراسات عالم التشريح الهولندي “بيتر كامبر” الذي حاول أن يظهر ارتقاء ملامح الإنسان من القردة والحيوانات الأخرى.

 

وفي ذلك العصر الذي برز خلاله “لافاتر” و”كامبر”، كان يسود موجة فكرية تسبق ظهور أفكار التطوّر (داروين) بقليل، كان بعض المفكرين مقتنعين تماماً بالتطوّر التدريجي للحياة، من مستوى بدائي متوحّش إلى مستوى سامي رفيع، واستخدموا علم الفراسة لإثبات هذه النظرية، وقد تطوّر علم الفراسة في ذلك العصر بالاعتماد على هذه الأفكار التي حكمت عقول الباحثين بهذا المجال.

 

أما العالم الاسكتلندي “تشارلز بيل” فقد قرّب بين علم الفراسة ومجال الفيزيولوجيا (علم وظائف الأعضاء) عام 1806 مبيّناً الترابط بين التعبير عن العواطف وحركة العضلات المرافقة لذلك.

 

وكذلك قام الطبيب الفرنسي “غوليوم دوتشين” باستحداث تعابير على وجوه أشخاص وذلك عبر تحفيز عضلات خاصة عن طريق تيار كهربائي (1862) وبهذا حصل على تعابير مختلفة للفرح والألم وغيرها.

اقرأ أيضاً:

بالفيديو|| سيدة لبنانية تصنع الاكسسوارات والحليّ من حليب الأمهات الطبيعي

وقد استفاد “تشارلز داروين” كثيراً من عمل “دوتشين” ، وظهر هذا واضحاً في كتابه “التعبير عن المشاعر في كل من الإنسان والحيوان” ، الذي نشر عام 1872 مع العلم أن “داروين” لم يكن مهتماً بعلم الفراسة كثيراً ولكنّه اهتمّ بموضوع تطوّر التعبير عن المشاعر، وقد قضى سنوات في دراسة التعابير بأسلوب دقيق وهادف حيث وضع قوانين معينة والتي تعتبر مهمة في مجال المبادئ العلمية لعلم الفراسة العصرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى