واشنطن تُقرر سحب مقاتليها من سوريا، فما هي استراتيجيّتها الجديدة بالشرق الأوسط

قررّت الولايات المتحدة الأمريكية، بشكل مفاجئ، سحب قوّاتها المنتشرة في مناطق شمال شرق سوريا، وبحسب ما نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكيّة، أنَّ الجيش الأميركي مستعد لسحب قوّاته من سوريا ، وذلك بحسب ما أفاد مطلعون على الملف، معتبرة أنها خطوة تعكس انعكاسًا مفاجئًا للاستراتيجية العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط.

وأوضحت، أنَّ “مسؤولين أميريكيين أبلغوا شركائهم في شمال شرق سوريا، بخططهم لبدء انسحاب فوري للقوّات الأمريكية من المنطقة التي يحاولون فيها إنهاء الحملة ضدّ تنظيم الدولة”، كما قال مسؤول أمريكي “البنتاغون لديه أمر لنقل القوّات من سوريا في أسرع وقت ممكن”.

ويأتي ذلك عقب الاتصال الذي جرى بين الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ونظيره التركي “رجب طيب أردوغان“، الذي هدّد بشنّ هجومٍ على شركاء أميركا، من الميليشيات الكردية، في سوريا.

وتسعى واشنطن للقضاء على فلول تنظيم الدولة، المنتشرين في مناطق شمال شرق سوريا، عبر قوّاتها المنتشرة في المناطق الشمالية الشرقية للبلاد، فيما تخشى أنقرة تمدّد وجود هذه القوّات ووصولها إلى الحدود التركية ـ السورية.

واعتبرت الصحيفة أنَّ “الولايات المتحدة سعت إلى التوفيق بين هدفين وهما التماشي مع تركيا حول إرادتها بسحب العناصر من الميليشيات الكردية، وبناء إستراتيجية تدعو إلى بقاء القوات الأمريكية في سوريا كرادع لطموحات إيران العسكرية”، مشيرًة إلى أنه ليس لدى الجيش الأمريكي أي سلطة لمحاربة إيران في سوريا.

وأنَّ أكثر ما استطاعت فعله واشنطن هو “حشر تنظيم الدولة في منطقة صغيرة من الأراضي السورية على طول الحدود العراقية، حيث يقدر الجيش الأمريكي أن نحو 2000 مقاتل تمكنوا من صد الهزيمة الكاملة لأشهر”، حيث أعلن البينتاغون في وقت سابق أنَّ تنظيم الدولة بات يسيطر على مساحة أقل من 2٪ من الأراضي ككل.

يُذكر أنه قبل أيام، صرّح الرئيس التركي “أردوغان” نيّته بدء معركة شرق الفرات “فجأة وعلى حين غرّة”، كما أكّد للرئيس الأمريكي ترامب ضرورة انسحاب الإرهابيين، الميليشيات الكردية، إلى شرقي الفرات، وقال “تلقينا ردودًا إيجابيّةً منه بشأن إطلاق عملياتنا العسكريّة شرقي الفرات، وفي حال لم تنسحب الميليشيات الكرديّة من هذه المنطقة، فسوف ندفعهم نحن إلى الانسحاب، لأنَّهم مصدر إزعاج بالنسبة لنا، وجيشنا سيُمشط الأراضي السوريّة شبرًا شبرًا حتى يدحر آخر إرهابي، ففي أيَّ لحظة قد ننقض على الإرهابيين هناك”.