فرنسا تدرس إمكانية مد كييف بمنظومة مامبا بعد باتريوت الأمريكي

تدرس فرنسا إمكانية تزويد أوكرانيا بمنظومة مامبا الإيطالية-الفرنسية للدفاع الجوي، وهي أنظمة عالية المستوى تُعادل أنظمة “باتريوت” الأمريكية،  في اتجاه يُنذر بتصعيد خلال ما تبقى من الشتاء، خاصة بعد رفض روسيا هدنة لرأس السنة، حيث أمطرت العاصمة كييف وعدة مدن أوكرانية صباح الخميس، بأكثر من 120 صاروخاً.

وفي حديث لإذاعة RTL، قال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، إن بلاده تدرس إمكانية تزويد أوكرانيا بأنظمة Mamba للدفاع الجوي.

وأضاف “ندرس هذا الموضوع حالياً مع الجانب الإيطالي. لا يزال من السابق لأوانه قول أي شيء حتى الآن. تُعتبر منظومة مامبا – أعلى مستوى من الحماية، وهي تعادل منظومة باتريوت الأمريكية”.

وأشار الوزير الفرنسي إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون طلب منّا دراسة إمكانية هذا التوريد، لكننا بحاجة إلى هذه الأنظمة لحماية أراضي فرنسا، على سبيل المثال، خلال الألعاب الأولمبية القادمة. من السابق لأوانه قول أي شيء”.

كما أوضح ليكورنو أن المفاوضات جارية بشأن توريد رادارات GM200 متوسطة المدى إلى أوكرانيا.

وقال، “يجب أن نمنح أوكرانيا الوسائل القانونية لحماية نفسها من الهجمات الجوية. ليس وسائل الهجوم، بل وسائل الدفاع. يمكنهم القيام بذلك باستخدام صواريخ الدفاع الجوي Crotale متوسطة المدى التي تم تسليمها مؤخراً، وكذلك أنظمة Mistral قصيرة المدى المحمولة على الكتف”.

ونوه الوزير بأنه تم حل كل المسائل المذكورة أعلاه، خلال زيارته إلى كييف يوم أمس.

ونفى ليكورنو المزاعم القائلة بأن المساعدة العسكرية لأوكرانيا تضعف دفاعات فرنسا، قائلاً إن “أهم مصالح فرنسا محمية بقدراتنا النووية”.

وبينما ترى كييف أن إمدادها بأنظمة دفاع جوي يحدّ من تهديد الطيران والصواريخ الروسية، ترفض موسكو تلك الخطوة بشدة وتعدّها تدخلاً مباشراً في الحرب من قبل حلفاء أوكرانيا، وأكدت ذلك بعد إعلان واشنطن تزويد كييف بمنظومات باتريوت للدفاع الجوي الأسبوع الماضي.

تُعادل باتريوت

من المعروف عن منظومة مامبا أنها تعادل منظومة باتريوت الأمريكية من حيث القدرات، إذ تمتاز بمرونة في الحركة وسهلة النقل والتنقل.

دخلت مامبا الخدمة الفعلية عام 2012 لدى فرنسا، وبعد عام واحد دخلت الخدمة في إيطاليا. من خلال التجارب دمّرت “مامبا” صاروخ بالستي عالي السرعة أطلق من طائرة حربية.

يتألف النظام من ثمانية فوهات صواريخ جاهزة للإطلاق، بمدى يصل إلى 100 كم للطائرات، و35 كم للصواريخ البالستية، كما يمكنه اعتراض الأهداف وهي بارتفاع 25 كم.

وزن الرأس الحربي للصاروخ 15 كغ مكون من مواد شديدة الانفجار. كما أن المنظومة مجهزة بعربة للقيادة والتحكم ورادار مسح إلكتروني 360 درجة Arabel يبلغ مدى كشفه 600 كم.

يمكن للمنظومة تتبع 100 هدف جوي والتعامل الناري مع 10 أهداف بنفس الوقت.

شاهد أيضاً: بيلاروسيا تعلن سقوط صاروخ أوكراني في أراضيها وتنشر صورة 

روسيا ترفض هدنة

وصباح اليوم، أمطرت القوات الروسية العاصمة كييف وعدة مدن أوكرانية بأكثر من 120 صاروخاً. وكان الكرملين أنذر أن ما من هدنة لرأس السنة على الميدان في أوكرانيا.

وكتب سلاح الجو الأوكراني على مواقع التواصل الاجتماعي، “يهاجم العدوّ أوكرانيا على عدة جبهات، مع صواريخ كروز تُطلق من طائرات وسفن”.

وأكد رئيس الإدارة العسكرية في كييف سيرغي بوبكو، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية تمكنت من إسقاط كلّ الصواريخ الروسية الستة عشر التي استهدفت العاصمة.

وأوضح مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيلو بودولياك على “تويتر” أن “أكثر من 120 صاروخاً أطلق لتدمير البنى التحتية المدنية الأساسية وقتل مدنيين بأعداد كبيرة”، من دون تقديم حصيلة للضحايا المحتملين.

ومن مبررات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للهجوم المستمر على أوكرانيا منذ أكثر من 10 أشهر، والذي تسبب بخسائر كبيرة، أن الغرب كان يستغل أوكرانيا لتهديد روسيا.