الصحة

القمح المبرعم ثورة في عالم الغذاء .. فوائده الكثيرة وأسرار استنباته

يُعتبر القمح المبرعم من أكثر المواد الغذائية التي أحدثت ثورة كبيرة في مجال التغذية والطب البديل، وقد استُخدم منذ زمن طويل كدواء لعديد من الأمراض، كما عاد ليستخدم حديثاً كغذاء هام جداً، ويساعد في الوقاية من العديد من الأمراض.

طريقة عمل القمح المبرعم

عندما تتعرض حبة القمح للرطوبة ينشأ أنزيم، ألفا أميلاس، الذي يعمل على تفكيك النشاء الموجود في حبة القمح بصيغة مشبعة، إلى سكريات بسيطة وبالتالي يتحول البروتين المعقد إلى بروتين بسيط بشكل أحماض أمينية سهلة الهضم.

كما تنشأ أنزيمات أخرى تحول هذه المركبات إلى فيتامينات وعناصر غذائية أخرى وهنا تطرأ تغيرات هامة على حبة القمح حيث تتضاعف كميات فيتامينات B من 3 إلى 12 ضعف . كما تتضاعف كمية فيتامين E ثلاثة أضعاف وينشأ فيتامين C بنسبة عالية والذي لا يتواجد في حبة القمح الجافة .

ومن جهة أخرى تنشأ أحماض أمينية حية لها تأثير هام جداً على تجديد خلايا الإنسان كما تتولد أنزيمات حية لها أثر إيجابي كبير على الجهاز الهضمي للإنسان ولا ننسى أيضاً الأملاح المعدنية المتواجدة في حبة القمح .

وفي هذه المرحلة من نمو حبة القمح تكون هذه العناصر الغذائية بقيمتها العظمى . ولكي تصل إلى الشخص بكامل فوائدها يجب أن يتم تبريدها إلى درجة حرارة 4 . وعند درجة الحرارة هذه يصبح نمو النبات أبطأ مايمكن مما يبقي هذه الحبوب حية وهكذا نحافظ على كامل الفوائد الغذائية لها ويجب ألا يزيد تخزين هذه الحبوب عن سبعة أيام .

إن حبوب القمح المبرعمة هي مصدر حيوي وطازج للبروتين والأنزيمات والفيتامينات والمعادن كما أثبتت الدراسات العلمية الحديثة نظراً لأهميتها في نظامنا الغذائي الصحي .

فهي طعام بسيط سهل الهضم يحتوي على قيمة بيولوجية عالية . كما أن لهذه البراعم أثر كبير على جسم الإنسان لاحتوائها على تركيز عالٍ للبروتين والعناصر الغذائية الأساسية والتي لايمكن للإنسان الاستغناء عنها أبداً .

طريقة استنبات حبوب القمح 

– تغسل حبوب القمح جيداً وتعقم ثم تنقع في ماء نظيف.

– تصفى الحبوب من الماء .

– تعاد هذه العملية عدة مرات كل ست ساعات مع مراعاة تأمين التهوية الجيدة وضوء الشمس .

– يجب أن يكون طول الجذور بين 1 إلى 10 مم لكي تكون حبة القمح في أعلى مستوى غذائي لها.

– وفي حال ازدادت استطالة الجذور عن ذلك فإن القيمة الغذائية تبدأ بالإنخفاض بسبب أن حبة القمح تستهلك تلك العناصر الغذائية لإنشاء النبات.

– في حال ظهور العفن على المستبت تنقع الحبوب بماء فاتر بدرجة حرارة +40 لمدة خمسة دقائق ثم تغسل بماء فاتر أوبارد.

– إن تعرض الحبوب المبرعمة إلى درجة حرارة تزيد عن 50 يسبب بدء إتلاف الأنزيمات الحية . لذلك يفضل تناولها نيئة أو مجففة ومطحونة بالنسبة للذين لا يستطيعون مضغها .

الأهمية الغذائية للقمح المبرعم

إن هذه الحبة الصغيرة المباركة لها فوائد جمة في التغذية اليومية وفي الوقاية وعلاج كثير من الأمراض لأنها ترفع من مناعة الجسم وتساعد على التخلص من الآثار الخطيرة للتلوث البيئي المحيط بنا وتقدم لنا العناصر الغذائية اللازمة لزيادة القدرة الدفاعية تجاه الأمراض .

إن ما تحتويه كمية قليلة من هذا المستنبت من فيتامينات وبروتين وأنزيمات ومعادن وأحماض أمينية لا نستطيع أن نحصل عليها إلا بكميات كبيرة من الأطعمة الأخرى التي تحتوي عليها .

كما يجب الإنتباه إلى أن أي مصدر غذائي طازج آخر من الخضار والفواكه هو نبات ميت وقيمته الغذائية تنخفض مع مرور الزمن من تحضير وشحن إلى أماكن مبيع الجملة ثم شحن إلى أماكن مبيع المستهلك وهذا يتطلب 24 ساعة على الأقل وقد يصل الزمن إلى عدة أيام حسب أماكن الزراعة مما يتسبب بتلف عناصر غذائية كثيرة .

أما الحبوب المستنبتة فهي تبقى مادة حية حتى لحظة دخولها جهازنا الهضمي.

إقرأ أيضا : أكثر الفوائد غرابة “إطالة العمر”.. ما لا تعرفه عن فوائد الفلفل الحار المبهرة

الفيتامينات في القمح المبرعم

فيتامين E

واحد من العناصر الغذائية التي تتميز بكونها ذات أثر معاكس و  مضادات الأكسدة ,  وذلك لقدرته على تعويض التلف الذي يحدث بسبب الشحوم المتعددة غير المشبعة ومواد شحمية أخرى.

كما أن له القدرة على تخفيض معدل الإصابة بأمراض القلب خاصة عند النساء . ويزيد من النشاط الرجولي . ويساعد على تنشيط الدورة الدموية وإزالة الجلطة في الشريان الاكليلي ويعالج دوالي الأوردة وكذلك يفيد في إزالة التجاعيد وآثار الترهل ومعالجة العقم .

ولا ننسى أن هذا الفيتامين والذي سمي بصانع المعجزات يتضاعف في حبوب القمح 300% في عملية الاستنبات .

فيتامين B1

وهو موجود بنسبة عالية في القمح المستنبت ويلعب دور المفتاح في عملية التحويل الغذائي لتوليد الطاقة اللازمة لجسم الإنسان ويساعد على هضم الكربوهيدرات . كما أنه أساسي جداً لوظائف الجملة العصبية وعضلات القلب ويقوي الذاكرة ويعطي للبشرة والجلد حيوية ونشاطاً ويوازن الشهية للطعام.

فيتامين B2

هذا الفيتامين موجود بنسبة مقبولة في اللبن والبيض والخضار الطازجة واللحوم , ولكنه يتضاعف من 13 إلى 54 ملغم في القمح المستنبت بشكل عام.

فيتامين B3

يساعد على تخفيض نسبة الكولسترول في الدم ويقوم بحماية الجهاز العصبي ويساعد على هضم البروتين والسكريات والدهون ويخفض من ضغط الدم العالي.

فيتامين C

وهو ضروري جداً لصحة اللثة والأسنان والعظام ويساعد على شفاء الجروح وآثار الندب وكسور العظام وكذلك يقي من مرض الاسقربوط والرشوحات ويساعد على امتصاص الحديد كما أنه يعطي مناعة لجسم الانسان تجاه السرطانات الناتجة عن تدخين التبغ وتناول اللحوم بكثرة.

حمض الفوليك

لم يتم اكتشاف الرابط المباشر بين حمض الفوليك ومرض الزهايمر إلا أنه لوحظ بشكل عام أن هذا المرض مرتبط دوماً مع انخفاض نسبة حمض الفوليك بالدم، علماً أن هذا الفيتامين يدمر فوراً عند الطبخ، وبما أن براعم القمح تبقى مادة حية حتى دخول الحهاز الهضمي للإنسان فهي من أكثر المواد غنى بحمض الفوليك.

إقرأ أيضاً : فوائد شرب الماء بشكل منتظم .. وتأثيره على الكلى والبشرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى