مرفأ بيروت يحتوي على مواد شديدة الخطورة.. وشركة ألمانية تتدخل
كشفت وسائل إعلام لبنانية وعالمية الخميس عن توقيع لبنان، عقداً مع إحدى الشركات الألمانية بقيمة 3,6 مليون دولار للتخلّص من “مواد خطرة قابلة للاشتعال” وذلك بعد اكتشاف تخزينها في مرفأ بيروت الذي هزه انفجار مروع قبل أكثر من ثلاثة أشهر.
مرفأ بيروت مهدد
وأفاد الوزير المستقيلة حكومته حسان دياب لوكالة فرانس برس، الخميس، بأن الشركة الألمانية “ليفت كومبي”، بدأت بعد توقيع العقد في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، العمل لإزالة ونقل وإتلاف 49 مستوعباً يحتوون على مواد “شديدة الخطورة” مخزنة في محطة المستوعبات في باحة المرفأ، وفق ما أوضح مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب لفرانس برس.
ووضعت المستوعبات المذكورة منذ العام 2009 تحت إشراف المديرية العامة للجمارك التي كان يقع على عاتقها التخلّص منها.
وتم تسليط الضوء على وجودها بعد شهر تقريباً من انفجار 4 آب/أغسطس الذي عزته السلطات الى تفجير كميات ضخمة من نترات الأمونيوم وأودى بحياة أكثر من مئتي شخص وأوقع آلاف الجرحى ودمّر أحياء في بيروت.
شبح الدمار لا زال يطارد بيروت
وأوضح رئيس مجلس الإدارة المدير العام للمرفأ بالتكليف باسم القيسي للوكالة الفرنسية “لو اشتعلت المواد الموزعة في قلب المرفأ لتدمرت بيروت”، واصفاً توقيع العقد بأنه “خطوة استباقية”.
ومنذ العاشر من أيلول/سبتمبر، يتبادل المعنيون من رئاسة الحكومة والوزارات المختصة والأجهزة العسكرية المراسلات والتقارير الخاصة حول المواد الموجودة.
ووفق ما خلص إليه تقرير أعدته المديرية العامة للأمن العام فإنّ المستوعبات “تحتوي على مواد أسيدية خطرة قابلة للاشتعال وسريعة التفاعل مع مرور الزمن”.
وبعد أن أدركت الحكومة اللبنانية “عدم إمكانية” الجيش على إتلافها، وأن لا قدرة للمرفأ على معالجتها إذ “تحتاج إلى خبرات وتقنيات غير متوفرة محلياً”، رفعت وزارة الأشغال العقد الذي اقترحه القيسي مع الشركة الألمانية.
وبحسب مكتب دياب، فإن المراسلات التي جرت في هذا الإطار أفادت بأن الشركة كانت موجودة في مرفأ بيروت للتفاوض مع رجل أعمال غرقت إحدى بواخره لإزالة الزيوت المتسربة منها ورفعها.
اقرأ أيضاً : ملفات عدة يثيرها انفجار بيروت .. اتهام حزب الله وإسرائيل .. وقلق دولي على تراث المدينة العريق
حيثيات العقد الموقع
وينص العقد على إعادة تحميل المواد الخطرة في مستوعبات خاصة جديدة تتحمل حرارة عالية ونقلها إلى خارج لبنان.
وتبلغ قيمة العقد 3,6 مليون دولار، تسدّد إدارة المرفأ مليونين منها فيما تتحمل الشركة 1,6 مليون دولار، وفق مكتب دياب والقيسي.
وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية التي نشرت تقريراً مفصلاً عن توقيع العقد في عددها الخميس قد أثارت تساؤلات حول سبب توقيع العقد مع الشركة الألمانية دون سواها.
وأضافت الصحيفة “لماذا لم يتم الإعداد لمناقصة أو استدراج عروض.. لا سيما أن الدولة اللبنانية لا تحتمل ترف إهدار ولو سنت إضافي؟”، وفقا لأحد التساؤلات التي طرحتها.
