الشأن السوري

بظروف غامضة.. وفاة أبرز ضباط النظام السوري السابقين في حلب والمشهور بقصص تعذيبه (صور)

نعت صفحات محلية موالية للنظام السوري، يوم أمس الخميس، وفاة أبرز ضباط النظام في مدينة حلب، المدعو عمر حميدة، الذي توفي مساء الأربعاء، في ظل ظروف غامضة.

وكان حميدة قد شغل منصب رئيس فرع أمن الدولة التابع للنظام في مدينة حلب لنحو ما يقارب 20 عاماً في عهد حافظ الأسد، واشتهر في قصص تعذيبه للمعتقلين، وولائه لآل الأسد.

– وفاة أبرز ضباط النظام السوري بحلب

ونشرت صفحة “قبيلة وعشيرة النعيم في سورية” الموالية للنظام على موقع “فيس بوك” منشورٍ قالت فيه: “تنعي قبيلة السادة النعيم في سورية والوطن العربي والعالم أبنها البار وأحد أهم رموزها سيادة العميد الركن عمر حميدة الذي وافته المنية هذا اليوم في محافظة حلب الشهباء الساعة الثانية والنصف عصراً”.

وأضافت الصفحة في منشورها: “يصلى عليه في جامع الروضة غداً بعد صلاة الظهر ومن ثم سيوراى الثرى في مقبرة الصالحين في مدينة حلب التي ولد فيها وترعرع بها وهو رمز للوفاء بتاريخ حلب وريفها وأحد أهم رجال صمودها في وجه المتآمرين عليها في ثمانينات القرن الماضي”، حسب وصفهم.

– جرائم حميدة في حلب

ووفقاً لما تناقله ناشطون سوريون، فإن أهالي حلب يصفون حميدة، بأنه أسوء ثالث شخصية استلمت زمام المبادرة الأمنية في مدينتهم، بعد اللواء مصطفى التاجر واللواء حسن خلوف بسبب قتلهم لآلاف المدنيين وتلذذهم بتعذيب المعتقلين واغتصاب النساء في ذلك الوقت.

واشتهر “حميدة” بتعذيب المعتقلين في فرع أمن الدولة وقطع أعضاء من أجسامهم بعد تكبيلهم بقصد نزع اعترافاتهم، وذلك خلال انتفاضة السوريين الأولى ضد حكم نظام الراحل حافظ الأسد في فترة الثمانينات من القرن المنصرم.

ومن أشهر قصص جرائمه تعذيب المعتقلة الحلبية “فدوى أول” التي قام بقطع لسانها بعد تعريتها من ملابسها وتعليقها بالسقف من يديها المكبلتين ثم أمر باحضار أخيها من منزله ليشاهد عملية اغتصابها.

وعلق عدد من الناشطين السوريين من أبناء مدينة حلب عبر مواقع التواصل الاجتماعي على خبر وفاة “حميدة”، حيث كتب المهندس هشام نجار : “اعتقل عشرات النخب العلمية”.

واستذكر النجار، قصته مع الضابط حميدة أثناء إضراب عام أعلنته نقابة المهندسين في حلب أثناء احتجاجات الثمانينات.

اللواء عمر حميدة الذي نفق اليوم
قصة من تاريخه الأسود في اعوام الثمانينات .
اقذر الناس من كان ابن مدينتك او قريتك وارتضى…

تم النشر بواسطة ‏‎Hisham Najjar‎‏ في الأربعاء، ٢٠ يناير ٢٠٢١

وقال النجار كشاهد على الحدث: “عندما أعلنت نقابة المهندسين الإضراب العام واجتمع مئات المهندسين أمام النقابة وفي حديقتها، أنذرنا حميدة بفض الإضراب بالقوة فرفضنا ترك أمكنتنا فالمطالب واضحة وعليهم مناقشتها معنا”.

وتابع نجار، قوله: “فما كان من حميدة إلا أن جهز سيارة بعنصري مخابرات وبقنبلة يدوية مرت مسرعة أمامنا فرموا القنبلة من نافذة السيارة إلى داخل حديقة النقابة وانفجرت فجرحت العشرات”. 

ويضيف نجار، “عندما قابلناه في مكتبه قال لنا مدير مكتبه انتظروا خمس دقائق لينهي سيادته صلاة الظهر ( شوفوا الحقارة والوساخة والتمثيل على الخالق قبل المخلوق ) ثم أدخلونا لمكتبه بينما وضع سجادة الصلاة على أحد الكراسي بأناقة”.

وأكد بأن حميدة اعتقل عقب الاجتماع العشرات من منتسبي النقابات العلمية من مهندسين وأطباء ومحامين وصيادلة ومعلمين.

اقرأ أيضاً : محاولة اغتيال وزير للنظام السوري بدرعا سبقها ضبّاط وعسكريين وسط انفلات أمني كبير

فيما كتبت الناشطة الحلبية المهندسة المعمارية، ريم القدسي، حول خبر وفاة العميد “حميدة” منشوراً على صفحتها الشخصية على “فيس بوك”، قالت فيه:  “مات عمر حميدة، هاد الاسم الذي يعرفه كل حلبي، هاد الاسم يلي كان يرجف كل حلبي هلعاً بسماعه بالثمانينات، اللواء ورئيس أمن الدولة في حلب لعقود عديدة ومديدة”.

وأضافت قائلةً: “عمر حميدة يلي بسجونه عذب وقتل طلاب وشبان حلب بحجة الإخوان، عمر حميدة يلي اعتقل وعذب واغتصب بنات لحتى يضطروا إخوتهم الشباب يسلموا حالهم ويلي قرأ رواية خمس دقائق وحسب بيعرف أنا شو ع بحكي.. عمر حميدة يلي كان موقف حلب ع رجل وحدة بالثمانينات”.

وتابعت السيدة القدسي بالقول: “حرامي حلب حتى أملاك اليهود ما خلت من إيده واستثمرها لحسابه وحساب ابنه الفاشل، عمر حميدة ابن عشاير وبس تسرّح ضل مختبئ ببيته متل الصعلوك ومحاط بالحراس الشخصيين لأنه مهدد بالثأر من عيلة بري”.

والجدير ذكره أن الغريب في الأمر، هو أن الفترة الأخيرة، شهدت تزايدًا كبيرًا في ارتفاع وفيات ضباط النظام السوري معظمهم من المتواجدين على لوائح الإجرام ممن ارتكبوا المجازر بحق المتظاهرين والمعتقلين خلال فترة الثورة السورية، في حين لم يهتم النظام لخبر وفاتهم، وأرجع أسباب وفاتهم إما بسبب فيروس كورونا، أو بحوادث سير مفاجئة.

اقرأ أيضاً : صدفة أو مُدبّرة.. مع بداية العام الجديد النظام السوري ينعي 5 من كبار ضبّاطه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى