منوع

الكافيار الأخضر…نبتة الولفيا بديل ثوري عن البروتينات الحيوانية والأسرع نمواً على سطح الأرض

اكتشفت عدة فرق علمية أسرار نبتة الولفيا السحرية عبر دراسة حمضها النووي وإمكاناتها الغذائية الواعدة، نظراً لخصائصها المغذية، تعدُّ الولفيا جزءاً من النظام الغذائي للعديد من شعوب جنوب شرق آسيا (شترستوك).

نبتة الولفيا الكافيار الأخضر

وتعدُّ نبتة الولفيا أصغر نبات مزهر والأسرع نموا، وللكشف عن أسرار هذه النبتة قام باحثون بتحليل حمضها النووي، وفي تقرير نشرته مجلة “نوفيل أوبسرفاتور الفرنسية، قال جون بول فريتز إن فريقا دوليا من العلماء كشف
(L’OBS)
عن أسرار هذه النبتة بعد دراسة شريطها الوراثي، مؤكدين أن نتائج البحث توفر بيانات مهمة لمجال الزراعة في عالم يشهد أزمة مناخية.

اقرأ أيضاً:بقدرات يمتلكها البشر… نباتات المفترس “صائد الذباب” تدهش العلماء بقدراتها الفريدة

الأسرع نمواً على وجه الأرض

وتعتبر الولفيا من النباتات المائية التي يشار إليها عادة باسم طحلب البط، وتنمو في المياه الراكدة.

ومن بين أنواعها

 

 (Wolffia angusta)

وهي أصغر نبات مزهر على وجه الأرض، في حين تعتبر ولفيا ميكروسكوبيا الأسرع نموا على الإطلاق.

(Wolffia microscopica)

وتتميز هذه النباتات الصغيرة بشكلها البيضاوي وحجمها الذي لا يتعدى رأس الدبوس، ولا تحتوي على جذور أو سيقان أو أوراق فعلية. ومع ذلك، يمكنها إنتاج أزهار تتفتح في الجزء العلوي منها، وتتكون من السداة (عضو التذكير في الزهرة) والمدقة (العضو الأنثوي).

وهذه ليست طريقة تكاثرها الرئيسية، نظرا لأنها تتكاثر بشكل أساسي عن طريق إنتاج نباتات أخرى تنمو عليها لتنفصل عنها فيما بعد، وهنا تكمن سرعة النمو. وتشير التقديرات إلى أن نبتة الولفيا الواحدة قادرة على إنتاج نبتة أخرى كل 30 أو 36 ساعة.

ويؤكد اختصاصي حبوب اللقاح الدكتور واين شيو أنه “في ظل الظروف المثالية، يمكن لنبتة ولفيا واحدة أن تنتج مجموعة نباتات بحجم الأرض في غضون 4 أشهر تقريبا من خلال التكاثر اللاجنسي”.

اقرأ أيضاً:القمح المبرعم ثورة في عالم الغذاء .. فوائده الكثيرة وأسرار استنباته

مغذية مثل فول الصويا

ونظرا لما تتمتع به من خصائص مغذية، فإن الولفيا تعد جزءاً من النظام الغذائي للعديد من شعوب دول جنوب شرق آسيا، بما في ذلك لاوس وبورما وتايلند. وتنمو هذه النبتة في المياه العذبة في جميع القارات، باستثناء القارة القطبية الجنوبية، مما يجعلها موردا متاحا في العديد من المناطق.

وأثبتت نتائج مسح شامل أجراه فريق كلاوس أبنروث من جامعة يينا
(University of Jena) الألمانية نُشر في مجلة “فرونتيرز إن كيميستري” العلمية. (Frontiers in Chemistry) الصفات الغذائية لنبتة الولفيا

وتعتبر الولفيا من النباتات الغنية بالحديد والبوتاسيوم، غير أنها تحتوي على نسبة ضئيلة من الصوديوم، مع وجود آثار لبعض المعادن المفيدة الأخرى مثل الزنك والمنغنيز. كما تحتوي على مستويات عالية من الكاروتينات وافيتامين إي
(E)

مصادر بديلة للبروتين الحيواني

وبدأ سيريل هيس وميلاني بينجيلي، وهما طالبان في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ (ETH Zurich) زراعة هذه النبتة الشهيرة بهدف تذوق ما أسموه “الكافيار الأخضر”، إذ يمكن أن تصبح الولفيا طعاماً خارقاً للأشخاص النباتيين بالنظر للعناصر الغذائية التي توفرها.

وطوّر الطالبان حوضا مائيا يسمح بزراعة الولفيا، وتمكنا من إنتاج ما يصل إلى 1.5 كيلوغرام من النباتات يوميا. ومع ذلك، يتعين عليهم تأمين الحوض خاصة ضد الأمراض القادرة على تلويث النباتات، والحصول على موافقة سلطات الاتحاد الأوروبي قبل تسويق هذا الطعام الجديد، إذ يبحث العديد من العلماء عن مصادر بديلة للبروتين الحيواني قد تبدو الولفيا حلاً مناسباً.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى