مقال رأي

البابا بين احتواء إيران واحتواء الفقراء

كانت زيارة البابا السريعة إلى العراق، قد حملت مضامين كثيرة، لكن للأسف بالنسبة للكثير من “ملح الأرض” من المواطنين اعتبروا أنفسهم خارج الزيارة البابوية، فقد كانت بمجملها محاولة لاحتواء إيران وإعلاء كلمة “شيعة العراق” على إيران، وتأكيده أن “السُنّة” خارج الحسابات الدولية والدينية إلا بشقها الإثني أي زيارته إلى كردستان العراق.

 

 كان الناس ينتظرون من البابا لمسته الحنونة على تراب العراق الحزين، ليؤكد أن “الرب” ينظر بعين الحزن وحتى الغضب على الفساد، وعلى الفقر، وعلى الجهل وأنها من أدوات الشيطان…

 

 كان الناس بمجمل أديانهم بالعراق ينتظرون أن تعرج قدماه إلى مخيمات اللجوء بأرضهم التي تعجّ بهم وليس من دول أخرى !،… تعرج قدماه إلى الأحياء الفقيرة، لعلّ ساسة العراق يتداركوا الأمر فيفعلوا شيء ولو على مستوى الصرف الصحي… أن تنحرف سيارة البابوية إلى المشافي ويمسح بالزيت المقدس مرضى المشافي ويقول أن المشافي هي “زيت الرب” لشفاء الناس.

 

 أن يرتاح قليلاً لشرب “استكانة شاي” بالبرلمان ويدخل “جاهة” بين أعضاء مجلس شعارهم العراق وفعلهم استباحة العراق ونهبه! .

أن يفرط حبّات مسبحته ويزرعها زيتون بجرح العراق ليقول ويذكّر أن الرب سيستمر بالنظر إلى العراق وإلى قادة العراق كيف يرعون زيتونه… لا أن يعطيها لأمير حرب ينادي بحرب لا علاقة للعراق بها منذ ١٤٠٠ عام، مغلقاً بذلك باب العدالة، ناكسأً كفتي الميزان، معطي شرعية للقتلة، والذين حتى القانون الدولي الوضعي جرّمهم؟

 

والآن يُعلن البابا عن زيارة إلى لبنان الذي يفترسه القتلة حملة المسبحة المقدسة بخطابهم العنصري… ببلدٍ كل شارعٍ فيه هو دولة!.

 فهل يتدارك البابا وكلنا أمل بذلك ولا يعطي لخطاب “عون وباسيل وحزب الله” الشرعية بانتهاك لبنان واللاجئين السوريين، ويوبخهم ويقاطعهم..

إن “الرب” ينتظر إنصاف المظلومين وليس نصر الأسد أو “الله” لا يهم اسمهم… فهل يبتعد البابا عن سياسة فرنسا باحتواء إيران بالمنطقة ويحتوينا نحن الفقراء المحتاجين إليه والله.

البابا بين احتواء إيران واحتواء الفقراء - يونس الكريم
البابا بين احتواء إيران واحتواء الفقراء – يونس الكريم

شاهد أيضاً: البابا فرنسيس يحقق حلماً حرمه صدام حسين على الفاتيكان..ما قصة الحج لمهد النبي إبراهيم!؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى