منوعسلايد رئيسي

ما هو اسم امك.. جدل يثيره عيد الأم حول صحة الإفصاح عن اسمها وخبراء يوضحون لماذا يفضل البعض إخفائه

يشهد العالم اليوم احتفالاً بواحدة من أعظم المراتب التي أعطيت لإنسان، عيد الأم، حيث يرتبط هذا اليوم بذكريات الطفولة والعائلة، وبحنين الغياب والفقدان، وتختلط فيه الكثير من المشاعر الإنسانية والقيم الأخلاقية والاجتماعية.

الجدل في عيد الأم

إلا أنه لهذا اليوم وجه آخر يترقبه ويرصده البعض، ويشغل حيزاً كبيراً من الجدل على منصات التواصل، وهو نشر اسم الأم في مثل هذه المناسبة أو السؤال عنه في بعض الظروف الأخرى، باعتباره من الأسئلة المحرجة تبعاً للعادات والتقاليد العربية.

وكل عام تطلق مجموعات ناشطة من مستخدمي موقع “تويتر” حملة عبر سؤال مفاده “ما هو اسم أمك” مطالبين بعدم الخجل أو استشعار الحرج في كل مرة يطرح هذا السؤال.

 

 

بالمقابل يفتخر البعض باسم أمه ويتغنى به أحياناً ولو كان في موقع المسؤولية، كما فعل حاكم دبي الشيخ، محمد بن راشد آل مكتوم، الذي نشر عبر حسابه على تويتر مقطع فيديو، إهداء إلى كل الأمهات، استهله بعبارة “اسمها لطيفة بنت حمدان بنت زايد آل نهيان”، مستذكراً علاقته مع والدته الراحلة.

اقرأ أيضاً: علماء دين مصريين يوضحون حكم من يحتفل بــ عيد الأم ويستهين بالسؤال عنها بقية العام

كما وجه الشيخ، مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، أمس السبت، رسالة إلى والدته بمناسبة عيد الأم، ذاكراً اسمها، وذلك عبر حسابه في منصة “تويتر”، وبدأ رسالته بالقول: “إلى أمي الغالية، الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، إلى من أنارت لي ولإخوتي هذه الحياة، وعلمتنا فيها أجمل معانيها”.

إخفاء اسم الأم

من جانبها، تقول الناشطة النسوية اللبنانية، علياء عواضة، إن “هذه الظاهرة ليست جديدة، وهي منتشرة في بعض مجتمعات دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط، حيث يعتبر السؤال عن اسم الام شتيمة”.

اقرأ أيضاً: تعرف على عيد الام عبر العصور من الفراعنة إلى العصور الحديثة

وأضافت عواضة أن “البعض يرتبك حتى من قول مصطلح الأم ويفضل الوالدة، وهذا نتيجة المجتمع الذكوري، الذي ينسب كل شيء للأب”.

وأوضحت أنه “في غالبية الدول العربية، عائلة الأم لا تدون على أي شهادة ميلاد أو ورقة ثبوتية، في تكريس النسب للأب باعتباره المسؤول عن التكاثر والعائلة”.

واعتبرت الناشطة أن “المنظومة الأبوية المتحكمة في جميع مفاصل حياتنا، هي من أنتجت هذه الموروثات المهينة للمرأة”.

كسر المحظورات المتوارثة

بدوره، شدد الباحث الاجتماعي، الدكتور مصطفى محمد راشد، على أن “ذكر اسم الأم أو حتى الأخت بات عيباً بمجتمعات عربية عدة أبرزها في مصر، وهذه الفكرة تنبع من تفكير ذكوري يعتبر أن اسم النساء معيباً”.

اقرأ أيضاً: في يوم المرأة العالمي.. قضايا اجتماعية عدّة يبرزها نجوم الفن ورواد مواقع التواصل الاجتماعي

و أشار راشد إلى أن “هذه الثقافة غير مرتبطة بأي دين، والأم مُعظمة، ويجب تقديرها وعدم الخجل بها أو باسمها لاعتبارات ذكورية وقيم متشددة”، لافتاً إلى أنه “في القرآن الكريم سورة باسم السيدة مريم، فالاسم لا يجب إخفاؤه بحجة الالتزام الديني والشرع”. 

وأكد راشد على “أهمية حث الأطفال منذ الصغر على التباهي بأمهاتهم وكسر المحظورات المتوارثة”.

وقديماً استخدم البعض ما يسمى بعلم الحرف لإجراء حسابات دقيقة باستخدام اسم الشخص مع اسم والدته، وتسخير تلك الحسابات لأغراض مسيئة عُرفت بالسحر الأسود في بعض المجتمعات، مما زاد المخاوف من الإفصاح باسم الأم كي لا يُستغل لدى ضعاف النفوس ومن يمتلكون تلك المعارف السرية لإيذاء الآخرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى