حورات خاصةسلايد رئيسي

المصالحة السعودية الإيرانية.. ماهي رسائل محمد بن سلمان لطهران و3 ملفات مترابطة ستؤثر في المنطقة كلها

يجري الحديث مؤخراً عن تقاربات سياسية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط لا سيما ما تحدثت عنه وسائل إعلان أمريكية عن المصالحة السعودية الإيرانية وبوادر اتفاق غير مسبوق بين البلدين.

وكانت قد كشفت تقارير أمريكية عن اجتماعات جرت في إبريل الماضي بين أطراف سعودية وإيرانية بهدف التفاوض، ما لبثت أن تأكدت تلك المعلومات بعد التصريح اللافت لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بآخر ظهور له، وحديثه عن العلاقة بين الرياض وطهران.

وللحديث عن مآلات المصالحة السعودية الإيرانية والرسائل التي وجهها “بن سلمان” خلال ظهوره الأخير، ورد الفعل الإيراني، ومدى ارتباط ذلك بملفات عالقة بالمنطقة عموماً، التقت وكالة ستيب الإخبارية كل من الدكتور عبد الله عبد المحسن العساف، أستاذ الإعلام السياسي في السعودية، والدكتور محمد صالح الحربي، الباحث والخبير السياسي والعسكري.

 

المصالحة السعودية الإيرانية وطوي الخلافات

اصطدم الطرفان السعودي والإيراني بالعديد من الملفات بالمنطقة لا سيما منذ اندلاع ثورات الربيع العربي، حيث وقفت إيران إلى طرف فيما اتجهت السعودية للطرف الآخر، فكيف للطرفين أن يلتقيا اليوم؟

يقول الدكتور عبد الله العساف: ” الإمكانية متوافرة متى توافرت الإرادة الصادقة لدى الجانبين، والسعودية أرسلت أكثر من مرة رسالة سلام إلى إيران، ولكن النظر في بنيوية النظام الإيراني كما رسمه الخميني، يجده قائم على ضرورات الصراع المستمر بصفته الضمانة الوحيدة لديمومة النظام وبقائه وحجته للامتداد داخل دول المنطقة”.

ويضيف: ” الخلاف السعودي الإيراني ليس خلافاً نمطياً أو تقليدياً، كما هو بين بقية الدول على قطعة أرض أو حصة من الثروات، أو غيرها من الخلافات التي تنشأ عادة بين الدول المتجاورة، ما سيطرح على جدول الأعمال سيكون مختلفاً، ولن يكون التوصل للحلول أمراً يسيراً، بناءً على فلسفة الحكم في إيران، وعقليتها المتحجرة وخبرتها طويلة النفس في مارثون التفاوض”.

ويؤكد أن الخلاف جوهري حيث أن السعودية تنظر إلى جوهر الخلاف من زاوية الأمن المحلي والخليجي والعربي، وإيران تريد الإقرار بتمددها وسيطرتها على أربعة عواصم عربية، والتسليم لها بذلك.

ويشير الدكتور العساف إلى أنه حتى الآن لا يوجد ما يثبت قيام المحادثات بين الطرفين سوى الأنباء الصحفية الغير المؤكدة، معتبراً أن الحوار بين إيران والسعودية ليس بحاجة لوساطة إقليمية، فالسعودية لديها تجارب حوار مباشر مع إيران في أثناء رئاسة خاتمي ورفسنجاني، وما تمخض عنهما من اتفاقيات أمنية لم تلتزم بها إيران، ويتحدث عن أن هاتين الفترتين هما العصر الذهبي للعلاقات السعودية الإيرانية الحديثة.

ويتابع: ” يجب النظر إلى أن كلفة السلام أقل بكثير من أكلاف الحرب، فإيران لا تستطيع إزاحتنا من الجغرافيا، ولا إخراجنا من التاريخ، ونحن كذلك، والسعودية بلد سلام وليس في دستورها (القران الكريم) ما يدعوها للاعتداء على الأخرين والتدخل في شؤنهم، على العكس من دستور إيران الطويل والمتعدد المواد التي لا تؤمن بالحدود الصلبة بين الدول، وتجيز التدخل في شؤون الأخرين، بل إنها لا ترى وجودها إلا على جماجم الأخرين”.

 

رسائل الأمير محمد بن سلمان لإيران

كان ظهور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأخير على وسائل إعلام وحديثه عن رؤيته لمستقبل البلاد والمنطقة، متضمناً رسائل ووصفت بالأكثر إيجابية تجاه إيران، تلاها جولة لوزير خارجية إيران إلى دول خليجية هي (عُمان والكويت والعراق) وترحيب بها.

يقول الدكتور العساف: ” كلمة سمو ولي العهد جعلت الباب موارباً أمام إيران، والخطوة الأخرى هو قيام إيران بخطوة مباشرة معززةً بما يبني الثقة بين الجانبين التي هما بأمس الحاجة لها قبل انطلاق أي حوار”.

ويضيف: “أبرز رسائل الأمير كانت أن السعودية بلد سلام ومستعدة له ومرحبة به لكل من أقبل راغباً، وفي المقابل هي دوله تدافع عن أمنها ومقدساتها ومكتسباتها، وأن أمنها خط أحمر غير قابل للتفاوض والتهاون”.

ويتعبر أستاذ الإعلام السياسي السعودي أن الأمر بات مرتبطاً بمصداقية إيران وتعديل سلوكها المرتبط بأيديولوجيتها، أي تتغير الفكر ثم يتغير السلوك.

ويستطرد: “جربنا إيران وخبرناها كثيراً، فهي تجيد الانحناء أمام العواصف السياسية، وفي هذه المرحلة لديها تفاوض جديد مع خمسة زائد واحد وخسرت أوراقاً تفاوضية مهمة كمقتل “سليماني وفخري زادة” وتدمير مفاعل نطنز، وحصول الموساد على 3000 وثيقة تخص البرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى تردي الحالة الاقتصادية والصحية والأمنية والاجتماعية المتفجرة، لذا تسعى لتبييض صفحتها والتماسك للعودة مجدداً كما كانت”.

 

تأثير المصالحة السعودية الإيرانية على ملفات المنطقة

ترتبط ملفات إيران بعضها ببعض، هي حيث تفاوض في فيينا على الملف النووي ولعب بذات الوقت بسياسة أمن واستقرار دول عربية في المنطقة وتهدد من خلالها البقية لاسيما من خلال تواجدها في العراق وسوريا واليمن ولبنان.

يقول الدكتور محمد الحربي: ” هناك 3 ملفات هامة لا يمكن إلا أن تكون مترابطة هي (ملف الصواريخ وملف النووي وملف زعزعة أمن واستقرار المنطقة من خلال أذرع إيران)، والملف اليمني هو جزء لا يتجزأ من الملف النووي الإيراني ومجموعة العمل المشركة الكاملة، حيث أن الملفات باتت متداخلة ومتراكبة.

ويضيف: ” الرياض طالما طلبت إشراكها في الملف النووي الإيراني والتي بدأت منذ 2015، حيث كان هناك خطأ كبير بعدم إشراك دول الخليج بالمفاوضات مع طهران وهي المعنية جغرافياً وجيوسياسياً بهذا الملف”.

ويؤكد أن إيران تستعمل الحوثيين وشركائها بالمنطقة كورقة مفاوضات في فيينا بين الريبة والحذر، معتبراً أنه لا يمكن التعويل على إيران ونظامها السياسي بمثل هكذا مفاوضها، فتاريخها منذ عام 1979 وهم يعملون بالدبلوماسية الناعمة ويلعبون على الوقت والمتناقضات.

ويتابع: “بالنسبة إلى المصالحة السعودية الإيرانية فهناك إجراءات فنيّة وتكتيكية بين البلدين إلا ان الكل ينتظر الإجراءات الاستراتيجية بعيدة المدى”.

وعن تأثير الملف اليمني كأكثر الملفات المعقدة بين البلدين يوضّح بأن السعودية أعلنت وقف إطلاق بشكل أحادي في اليمن منذ منتصف العام الفائت استجابة للدعوات الدولية، باستثناء الأمور الدفاعية، مشدداً على أن الحوثيين لا يملكون زمام المبادرة والحل بيد شخصين من جنرالات الحرس الثوري هم (حسين إيرلو ورضا شهلاني).

 

وتبقى قضية المصالحة السعودية الإيرانية بانتظار الجولة المباشرة من الجلسات بين الطرفين والتي يتوقع عقدها في بغداد، ورغم أن البعض لا يعوّل عليها لارتباطها بملفات إيران المتشابكة من مفاوضات النووي في فيينا مروراً بانتخابات الرئاسة في إيران وما ستنتجه صناديق الاقتراع وصولاً إلى ملفي اليمن وسوريا ولو أن الأخيرة قد تكون هامشية.

المصالحة السعودية الإيرانية.. ماهي رسائل محمد بن سلمان لطهران و3 ملفات مترابطة ستؤثر في المنطقة كلها
المصالحة السعودية الإيرانية.. ماهي رسائل محمد بن سلمان لطهران و3 ملفات مترابطة ستؤثر في المنطقة كلها

حوار: جهاد عبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى