اخبار العالمسلايد رئيسي

قواعد روسية لأول مرّة على حدود أمريكا.. أزمة صواريخ كوبا جديدة في الأفق

سربت تقارير إعلامية، اليوم السبت، تفاصيل حول إقامة روسيا قواعد عسكرية في كوبا ما سيجعلها القواعد العسكرية الروسية الأكثر قرباً من الأراضي الأمريكية، في رد مباشر جديد لموسكو على اقتراب حلف شمال الأطلسي الناتو من حدودها، ما أعاد للأذهان أزمة صواريخ كوبا أو أزمة الكاريبي كما تسميها روسيا.

قواعد روسية لأول مرّة على حدود أمريكا.. أزمة صواريخ كوبا جديدة في الأفق

– أزمة صواريخ كوبا تعود للواجهة

وفقاً لما نقلته وسائل إعلام عن مصادر إعلامية كوبية لم تسمها، فإن اعتزام روسيا التوجه صوب جزيرتهم لإقامة قاعدة عسكرية فيها، بموجب مقتضيات الأزمة الأوكرانية الراهنة، سعياً إلى الاقتراب من خاصرة ميامي الأمريكية، قسم آراء وتقديرات الشارع المحلي الكوبي بين اتجاهين مختلفين.

أحدهما يعبّر عن “الخشية من أن تطوراً من هذا النوع يمكن أن يعيد إلى الأذهان تداعيات أزمة نصب الصواريخ السوفيتية في الجزيرة عام 1962″، على خلفية واقعة “خليج الخنازير” التي أدت، ذلك الوقت، إلى إفشال المحاولة الأمريكية الرامية للإطاحة بنظام الرئيس فيدل كاسترو.

أما الاتجاه الآخر، فيتجلّى من خلال إشارات مباشرة إلى أن “تلاشي الآمال التي علّقها الكوبيون على إمكانية رفع الحصار عن بلادهم، في أعقاب انقلاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على إنجازات سلفه باراك أوباما، في هذا المجال، أثناء زيارته التاريخية لهافانا ولقائه مع الرئيس السابق راؤول كاسترو في شهر مارس / أذار عام 2016، بات يحتم عليهم وضع رهاناتهم كاملة على اللاعب الروسي”.

ونقلت “سكاي نيوز” عن المصدر الإعلامي الكوبي الذي رفض الإفصاح عن اسمه قوله: “إن الولايات المتحدة فشلت في قراءة المستجدات التي طرأت على الساحة الداخلية الكوبية بعد انتخاب ميغيل دياز كانيل، -الرجل الذي وصل إلى السلطة من جيل مختلف عن جيل الثورة الكوبية التاريخي- رئيساً للدولة في أبريل 2018”.

وأضاف: أن “دياز كانيل كان في إمكانه طيّ حقبة حكم الأخوين فيدل وراؤول كاسترو التي استمرت ستة عقود (1959-2018) لولا تراجع الولايات المتحدة عن قرار رفع الحصار بسبب إصراره على تبني سياسة الإصلاحات الاقتصادية الرصينة”.

– تواجد روسيا العسكري في كوبا

لم تكن هذه المرة الأولى التي أُثير فيها الحديث عن خيارات روسيا العسكرية في كوبا، إذ تم الحديث بجدية عن هذا الخيار في كل من موسكو وواشنطن منذ أواخر العام الفائت وبدايات العام الحالي، قُبيل اندلاع الأزمة الأوكرانية.

وكان الدبلوماسي الروسي، سيرغي أكسيونوف، قد كتب في نهاية العام الماضي، مقالاً في صحيفة “سفوبودنايا بريسا”، عن الطريقة التي ستجعل الولايات المتحدة تُبعد صواريخها النووية عن حدود روسيا، متسائلاً “عما إذا هافانا ستوافق على هذا الأمر؟”.

ومما جاء في المقال حينها أن “نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قال إن تصرفات الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو تؤدي إلى تكرار تجربة أزمة الصواريخ الكوبية”.

وأشار في المقال إلى أن الخبير العسكري أليكسي ليونكوف، عبّر عن اعتقاده بأن موسكو يمكن أن تنشر قدرات عسكرية معيّنة في المنطقة المجاورة مباشرة للساحل الأمريكي، قائلاً: “من شأن نشر قوات روسية في المنطقة الكوبية، على أساس دائم، والزيارات العسكرية المنتظمة قبل اندلاع الأعمال القتالية، في ما يسمى بفترة ما قبل الحرب، أن توقف رغبة الولايات المتحدة في اللعب بالحرب معنا”.

كما نشرت مجلة “ماليتاري ووتش” الأمريكية في منتصف يناير الماضي، مقالاً تحدثت فيه عن أن الوجود الدائم للوحدة العسكرية الروسية في كوبا أو في بلدان أخرى من أمريكا اللاتينية يشكل للولايات المتحدة وشركائها متاعب خطيرة.

– أكثر خطورة على البيت الأبيض

وفي هذا الخصوص، حذر خبراء المراقبة العسكرية من عودة النفوذ العسكري الروسي إلى كوبا، ونقلت المجلة الأمريكية، قولهم: إن “عودة نفوذ موسكو في كوبا ستكون أكثر خطورة على البيت الأبيض من أزمة الكاريبي، والتهديد الرئيسي الذي يظهر هو قدرة القوات الجوية الروسية على توجيه ضربة ساحقة للولايات المتحدة بسرعة فائقة”، حسب وصفها.

وحاول خبراء المراقبة العسكرية توقع ما ستؤدي إليه عودة قواعد القوات المسلحة الروسية إلى كوبا، وأشاروا إلى أن “قاذفات القنابل الروسية من طراز Tu-160 قد تم نشرها بالفعل في فنزويلا ومن المحتمل أن تظهر أنواع أخرى من الطائرات هنا”.

كما اتفق الخبراء أيضاً على أن “ظهور منشآت عسكرية في كوبا يمكن أن تردع الناتو بشكل أكثر فاعلية مما كان يمكن لروسيا أن تفعله على طاولة المفاوضات”، خاصةً وأن روسيا أرجعت حربها ضد أوكرانيا بسبب محاولة الناتو وضع قواعد روسية على حدودها وبالتالي من الممكن أن ترد حالياً بطريقة قد تشعل مواجهة مع الناتو بمكان جديد.

اقرأ أيضاً : العدو اللدود للولايات المتحدة وبلد السيجار الفاخر .. كوبا وقصة الانعزال عن العالم

– موقف السلطات الكوبي

في الجهة المقابلة، كشف مصدر صحفي روسي عن “ارتياب موسكو من تفعيل حضورها العسكري في كوبا يكمن في أن السلطات الكوبية لم تُصدر حتى الآن موقفاً واضحاً من الأزمة الأوكرانية الراهنة”.

وقالت “سكاي نيوز”، نقلاً عن المصدر الروسي: “إن التردّد الكوبي في إعلان موقف صريح من الأزمة الأوكرانية، معطوفاً على تداعيات العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على روسيا، من شأنه أن يُعيق طموحات موسكو في التوجه مجدداً صوب البحر الكاريبي”.

واكتفى بالقول: “إن الرقابة العسكرية الروسية باتت مركزة في الوقت الحالي على الهواتف المحمولة للحيلولة دون إعطاء المزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع”.

والجدير ذكره أن الأزمة الأوكرانية أعادت الأزمة القديمة للواجهة، فالحضور العسكري الروسي في أمريكا اللاتينية يعود إلى ما قبل اندلاع الأزمة الأوكرانية الراهنة بسنوات، فمنذ نهاية عام 2017، تحدّث رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي فيكتور بونداريف عن وجوب إعادة تكوين القواعد العسكرية الروسية في كوبا وفيتنام، حتى ولو تم ذلك “بشكل افتراضي بحت”.

وأزمة صواريخ كوبا هي أزمة أرعبت العالم أجمع، كونها خلقت مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي المتحالف مع كوبا في أكتوبر 1962 ضمن أحداث الحرب الباردة، وتعتبر هذه الأزمة أقرب أزمة كادت أن تؤدي لقيام الحرب النووية.

2654123

وتعود جذور أزمة صواريخ كوبا إلى عام 1962 عندما اتفق السوفييت حينها مع نظام فيديل كاسترو على نشر صواريخ في كوبا لردع واشنطن عن أي محاولة لغزو بلاده، قبل أن يقرر كينيدي حديث العهد بالسلطة في أمريكا حينها فرض حصار على كوبا؛ لمنع وصول الصواريخ السوفييتية.

إلا أن السوفييت حينها هددوا بكسر الحصار البحري عبر عملية عسكرية ما حبس أنفاس العالم مدة 13 يوماً قبل إعلان البلدين التوصل لاتفاق إزالة مواقع إطلاق الصواريخ إذا وافقت الولايات المتحدة على رفع الحصار، ووعدت بعدم غزو كوبا، مع إزالة قواعد صواريخ من تركيا، لتنتهي أزمة كادت أن تغير وجه التاريخ.

قواعد روسية لأول مرّة على حدود أمريكا.. أزمة صواريخ كوبا جديدة في الأفق
قواعد روسية لأول مرّة على حدود أمريكا.. أزمة صواريخ كوبا جديدة في الأفق

اقرأ أيضاً : أسطول عسكري روسي يتحرّك.. أقوى 3 دول بالعالم بساحة حرب واحدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى