الشأن السوريالفيديوسلايد رئيسي

أحداث درعا.. بيانات بريطانية وأمريكية والأهالي يطالبون اللجنة الدستورية وروسيا بعدة مطالب (فيديو)

تتواصل أحداث درعا التي شغلت الرأي العام في سوريا وبدأت تلقى صداً في الدول الغربية، حيث صدرت بيانات من مسؤولين أمريكيين وأخرى من وزارة الخارجية البريطانية، فيما أصدر لجان درعا الممثلة للأهالي بياناً يوضح مطالبهم وتفاصيل التفاوض مع قوات النظام السوري.

بيان مسؤول أمريكي حول أحداث درعا

أكد السيناتور الأمريكي بوب مينيندز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، في بيان له اليوم الأربعاء، أدانته بشدة حصار قوات النظام السوري والمليشيات التابعة لها لأهالي درعا.

وقال مينيندز : إنني أدين بشدة تفاقم الأزمة في درعا التي تهدد حياة عشرات الآلاف من السوريين الأبرياء. منذ أواخر حزيران / يونيو، فرض نظام الأسد، بمساعدة الميليشيات الموالية لإيران، حصارًا إنسانيًا على ما يقرب من 50000 مدني في درعا، وحرم مواطنيه من الطعام والدواء وحرية التنقل، في محاولة ساخرة لتأمين الأمن السياسي “الخضوع”.

وأضاف: “ليست هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام هذه التكتيكات الفظيعة لتجويع الناس وإجبارهم على الخضوع. خلال الأسبوع الماضي، فشلت محاولات الوساطة الروسية الاسمية وتصاعدت الأعمال العدائية، مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين”.

وتابع: “إنني أحث المجتمع الدولي على التنديد العلني بهذه الأعمال الوحشية، والدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، ورفض أي جهود لمزيد من التهجير القسري لمواطني سوريا من ديارهم. كما أدعو الوزير بلينكن والسفيرة ليندا جرينفيلد إلى جعل الوضع في درعا محط تركيز فوري للمشاركة الأمريكية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك المشاورات الخاصة بسوريا هذا الشهر، والنظر في فرض عقوبات إضافية على الكيانات السورية والروسية والإيرانية المتواطئة في الأعمال العدائية.

وشدد على أنه لا يمكن لروسيا أن تدافع عن سيادة سوريا واستقرارها، وفي نفس الوقت تسهل هذا العدوان الذي يعرض للخطر ليس مواطني جنوب سوريا فحسب، بل الأردن وإسرائيل أيضًا.

ودعا المسؤول الأمريكي المجتمع الدولي للتحدث علناً حول أحداث درعا واتخاذ إجراءات فورية لتهدئة التصعيد.

وزارة الخارجية البريطانية تعلّق

من جانبها نشرت وزارة الخارجية البريطانية حديث وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني، جيمس كليفرلي، الذي أدان هجمات النظام السوري على مدينة درعا.

وقال كليفري:”مدنيون، بمن فيهم أطفال، قضوا نتيجة انتهاك صارخ للقانون الدولي. الشعب السوري مستمر في المعاناة، والوصول إلى حل سياسي حقيقي هو وحده الكفيل بإحلال السلام في سوريا.”

اقرأ أيضاً|| لماذا تريد إيران السيطرة على حوران وما الموقف الروسي تجاه ذلك

بيان لأهالي درعا والمطلوبين للتهجير

من جانبها نشرت اللجان الأهلية بمحافظة درعا التي تفاوض النظام السوري بياناً بعد أن مر 40 يوماً من الحصار على أحياء درعا البلد والتهديد بعملية عسكرية كبيرة.

وقال الأهالي في البيان:” تدخل درعا البلد ومحيطها اليوم الأربعين من الحصار المطبق الذي تفرضه قوات نظام السوري والميلشيات الإيرانية الموالية لها، عقاباً لأهالي المنطقة على موقفهم الرافض للمشاركة بمسرحية الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخراً. . إن أهالي درعا البلد والمناطق المحاصرة يناشدون الدول الفاعلة في الملف السوري، بما فيها روسيا الاتحادية، الدولة الضامنة لاتفاق التسوية في درعا، وكذلك الأمم المتحدة، وبالخصوص المبعوث الدولي الخاص إلى سورية السيد غير بيدرسون؛ التحرك بالسرعة الممكنة لإنهاء الحصار فوراً، ومنع قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية الطائفية من اقتحام أو دخول المنطقة، سيما وأن النوايا الانتقامية واضحة لدى هذه الميليشيات”.

وحذر البيان من أن التصعيد الأخير في درعا يؤكد وجود مشروع للهيمنة الإيرانية على الجنوب السوري، وستؤدي في حال عدم الوقوف ضدها إلى كارثة إنسانية، وانتهاكات جسيمة متوقعة، وموجة نزوح ولجوء للأهالي تجاه الأردن والمناطق الحدودية الأخرى.

مطالبة لأعضاء اللجنة الدستورية السورية

وأكد أهالي درعا البلد والمناطق المحاصرة على رفض الانزلاق للعنف، وعلى دعمهم جهود التسوية السلمية لسورية وفق مسارات التفاوض الدولي؛ وأشاروا إلى أن استفزازات النظام السوري الحالية، والحصار المطبق عليهم، ما هو إلا دليل على غياب الإرادة بالحل السياسي من طرفهم، معتبرين أنهم لا يفهمون إلا بلغة القمع والعنف والقتل والتهجير.

وطالب أهالي درعا أعضاء اللجنة الدستورية من أبناء المحافظة، وكذلك الشرفاء والوطنيون من أعضاء اللجنة الدستورية، تعليق عضويتهم بها، حتى رفع الحصار عن درعا البلد ووقف محاولات الاقتحام من قبل النظام السوري، حتى لا يكونوا غطاء يشرعن للأسد همجيته بحق مهد الثورة السورية، وحتى لا يسمح للميليشيات السورية والايرانية الطائفية بتسوية حساباتهم الدولية التفاوضية من خلال دماء أهل درعا عموماً، ودرعا البلد خصوصاً.

وجاء في البيان “إن وفود المعارضة لمختلف مسارات التفاوض، إن كانت في جنيف أو أستانة، لديها مسؤولية تاريخية لتعلن تعليق نشاطاتها من مسارات التفاوض والانسحاب إذا لم يتم رفع الحصار عن درعا خلال مدة أقصاها 48 ساعة منذ صدور هذا البيان، وعليها الضغط على الدول الراعية لهذه المسارات، كي تحترم ما ضمنته من اتفاقات”.

اقرأ أيضاً|| بالفيديو|| نزوح جماعي لأهالي درعا وسط تحرّكات مريبة للنظام السوري وقيادي لبناني يكشف دوره بالمعارك

رسالة إلى روسيا

كذلك توجه بيان أهالي درعا المحاصرين في درعا البلد والمناطق المحيطين بها، إلى روسيا مطالبينها باحترام التزاماتها، والتحلي بالمسؤولية اللازمة بصفتها الدولة الضامنة لاتفاق التسوية بدرعا.

وقال بيان الأهالي “يحاول النظام إنهاء هذه التسوية مما يعني ضربة لجهود روسيا الاتحادية كطرف ضامن للتسويات في سورية. فلن يأمن سوري حر بعد اليوم لأي تطمينات أو ضمانات روسية إن لم يتم الحفاظ على ما تم ضمانه سابقاً”.

وأكد أهالي درعا البلد أنهم قدموا أكثر من اقتراح لتجنب مجزرة قد يروح ضحيتها الآلاف من الأبرياء، وصولاً إلى قبول التهجير نحو مناطق أخرى بعيداً عن استبداد وقمع أجهزة النظام السوري الأمنية وميليشياته الطائفية؛ لكن جميع هذ الاقتراحات قوبلت بالرفض، لأن الهدف هو النيل من كرامة مهد الثورة، حسب وصف البيان.
وأضافوا: “قالها أهالي درعا منذ اليوم الأول للثورة، «الموت ولا المذلة»، وهم لم يتوانوا يوما عن تقديم الغالي والنفيس نصرة لثورة الحرية والكرامة، فهل من مجيب من بين ممثلي الثورة في مسارات التفاوض المختلفة، وهل من مستجيب من الضامنين الدوليين الحريصين على تسوية سياسية شاملة في سورية”.

المطلوبين للنظام السوري يغادرون

على مدى أيام من جولات التفاوض حول أحداث درعا، أكد النظام السوري على مطالبه وأصر عليها ومن بينها تهجير شخصين هما محمد المسالمة ومؤيد حرفوش، رغم تأكيد أهالي درعا أن الشخصين غادرا درعا البلد لجهة مجهولة إلا أنّ النظام السوري أصر أنهم من خلايا تنظيم الدولة داعش وطالب بدخول المنطقة للبحث عنهم.

وخرج الشخصان المذكوران صباح اليوم الأربعاء، ببيان مصور، ظهرا فيه بمكان غير واضح، وقرأ خلال الفيديو المدعو محمد مسالمة “هفو” بياناً أكد أنه خرج من درعا البلد حقناً للدماء.

وشدد المسالمة على أنه خرج من المنطقة بطلب من اللجنة المركزية بدرعا الممثلة للأهالي حتى لا يكون ذريعة من قوات النظام السوري للتصعيد.

يذكر أنّ اجتماعاً هاماً أول أمس جرى في درعا بين ضباط روس وقيادات اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري وحضره وزير الدفاع في النظام السوري، العماد علي أيوب، الذي هدد باقتحام درعا وفرض سلطة النظام السوري فيها، ولا تزال المفاوضات تجري يومياً بين أهالي درعا وقوات النظام السوري في محاولة لمنع انزلاق المنطقة لحرب غابت عنها منذ عام 2018 حين سلمت المعارضة السورية سلاحها باتفاق مع روسيا ودول غربية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى