في أكتوبر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، نجاح التجارب الأولى لـ صاروخ “تسيركون” فرط الصوتي “الذي انطلق من الغواصة النووية” سيفرفينسك.

بوتين يعلن اختبار صاروخ “تسيركون” بنجاح

وقال البيان الروسي إنّ الصاروخ الذي أطلق على هدف بحري افتراضي في المنطقة المائية لبحر “بارنتس”، أكمل تحليقه وفق كافة المعايير الموضوعة له، وضرب الهدف بدقة.

في 29 من شهر آب / أغسطس الماضي، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، عن خطط روسيا لتحديث الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتحديداً زيادة مداها وسرعتها ودقتها.

وأشار الوزير الروسي إلى أنّ أهم القضايا في الوقت الحالي هي تكييف الناقلات مع هذا النوع الجديد من الأسلحة، وهي تأكيدات لوصفٍ سابقٍ أطلقه على أنظمة تفوق سرعة الصوت على أنّها “العمود الفقري لقوات الردع غير النووية الروسية”.

أسلحة تسببت في ثورة عسكرية 2021.. هددت دول عظمة وقلبت الموازين

يفوق سرعة الصوت 9 مرات

وتبلغ سرعة صاروخ “تسيركون” القصوى حوالي 9 ماخ (الماخ هي نسبة سرعة الجسم إلى سرعة الصوت، إذ تبلغ الماخ 1225 كم/ ساعة عند مستوى سطح البحر)، والتي تزيد عن 10000 كم / ساعة على ارتفاع 20 كيلومتراً).

ووفقاً لرواية الروسية، فإنّ الغرض الرئيسي من صاروخ “تسيركون” هو استهداف سفن العدو السطحية من مختلف الفئات، من الفرقاطات إلى حاملات الطائرات، وأهداف أخرى قريبة في دائرة نصف قطر التدمير.

الخصائص التي تفوق سرعة الصوت (الخصائص فرط الصوتية) لهذا الصاروخ تجعل من المستحيل تجنبه أو الكشف عن إطلاقه في الوقت المناسب، فضلاً عن أنّ هذه الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت باستطاعتها أيضاً أن تنهي “عصر حاملات الطائرات”، وتحد من قدرات الخصم الافتراضي على تنظيم دفاع جوي مضاد للصواريخ في دائرة نصف قطرها 1000 كيلومتر، وهو مدى إطلاق هذا الصاروخ.

وفي ظلّ تجدد الاتهامات المتبادلة ما بين موسكو وكييف بالدفع بحشودٍ عسكرية على جانبي الحدود، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجاح تجربة إطلاق صاروخ “تسيكرون” المضاد للسفن والذي يتجاوز سرعة الصوت بنحو 9 أضعاف.

وخلال جلسة مشتركة عقدها مجلس الدولة ومجلس العلوم والتعليم، صرّح الرئيس الروسي بأنّه قد تمّ إطلاق رشقة من صواريخ “تسيركون” فرط الصوتية، فجر أمس الجمعة، مشيراً إلى أنّ اختبارها تمّ بصورةٍ “ناجحة ومثالية”.

أقوى جيوش العالم 2021.. تعرّف على أقوى جيش وأضعفها على الإطلاق

تطوير صاروخ روسي آخر تفوق سرعته الصوت

وتعتزم روسيا تطوير صاروخ روسي آخر تفوق سرعته سرعة الصوت هو صاروخ “غريملين”، الذي من المقرر إجراء اختباراته في عام 2023، وبدأت أعمال تطوير هذا الصاروخ بالفعل منذ عام 2018، ولم يتم الكشف عن خصائصه الفنية حتى الآن، إلا أن مداه سيكون 1500 كيلومتراً، وسرعته 6 ماخ، كما لم يُعرف بعد ما إذا كان سيتم تجهيزه برأس حربي نووي أم لا.

أول إعلان لموسكو  حول إطلاق رشقاتٍ من هذه الصواريخ

وبحسب عدد من وسائل الإعلام الروسية، فهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها موسكو عن إطلاق رشقاتٍ من صواريخ “تسيركون”، في حين لم تكشف وزارة الدفاع الروسية عن أي معلومات إضافية حتى الآن، إلا أنّ أول إطلاقٍ رسمي لـ “تسيركون” يعود إلى أكتوبر 2020.

وكانت قد أُجريت اختباراتٌ أخرى مغمورة في القطب الشمالي (المنطقة الروسية القطبية) ، ولا سيما من الفرقاطة الأدميرال “جورتشكوف” ومن غواصة مغمورة، فيما كان آخر اختبار إطلاق لهذا الصاروخ في 16 ديسمبر الحالي.

وخلال الآونة الأخيرة، ضاعفت روسيا تصريحاتها حول تطوير أسلحة جديدة اعتبرها بوتين على أنّها أسلحة “لا تقهر” مثل صاروخ “تسيركون”، وذلك ضمن سلسلة تصريحاته الأخيرة التي أطلقها في وقتٍ تشهد بلاده توتراً مع دولٍ غربية عديدة على رأسها الولايات المتحدة بسبب أوكرانيا.

الحد الأقصى لصاروخ “تسيركون”

يُشار إلى أنّه من المتوقع أن يتمّ تثبيت صاروخ “تسيركون” على سفن وغواصات الأسطول الروسي في مختلف بقاع الأرض، فيما تبذل روسيا بشكلٍ موازٍ مساعٍ لتطوير أسلحتها الخاصة لاستخدامها في الفضاء.