اخبار العالمسلايد رئيسي

الغارديان تكشف “بؤرة الأموال الروسية”… محامون وشركات يمنعون انهيار ثروات المليارديرات الروس في دولة غربية

قالت صحيفة “الغارديان”، أمس الأحد، إن شبكة من المحامين وشركات مختصة بالعلاقات العامة تعمل على حماية الأموال الروسية وثروات المليارديرات الروس في بريطانيا، والتي فرضت عقوبات على روسيا بسبب الغزو على أوكرانيا.

بريطانيا بؤرة الأموال الروسية

وذكرت أنه على مر السنوات الماضية، كثيراً ما ظهر اسم، أليستير تولوش، أو عنوان شركته للمحاماة في وثائق السجلات المالية لشركات الاستثمار الروسية، وأملاك فاحشي الثراء الروس، وحتى الحيازات التابعة لمسؤولين من النخبة المقربة للكرملين.

وأشارت الصحيفة إلى أن تولوش هو أحد أوثق المحامين علاقةً بنخبة الأثرياء الروس في بريطانيا.

وبناءً على “وثائق باندورا” أجرى الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، في أكتوبر/تشرين الأول 2021،تحقيقاً كشف أن مكتب تولوش للمحاماة ساعد نائب وزير المالية الروسي السابق، أندري فافيلوف، والمصرفي الروسي، فيتالي زوغين، في إدارة شركات تابعة لهما، في ملاذات ضريبية خارج الحدود.

وكذلك تشير سجلات ملكية شركة “دي إس تي غلوبال” ووثائق الإيداعات المالية، إلى وجود صلات لها بسياسيين آخرين سابقين في الكرملين ورجال أعمال روس، منهم، إيغور شوفالوف، نائب رئيس الوزراء الروسي السابق، الذي فرضت عليه الحكومة البريطانية عقوبات الأسبوع الماضي لعلاقته بالكرملين.

وأكدت الصحيفة أن تولوش يتولى أيضاً الوصاية على مؤسسات خيرية عديدة تابعة لأثرياء روس، ومن بينها “مؤسسة ماموت” الخيرية، المرتبطة بالملياردير الروسي، ألكسندر ماموت، الذي يتخذ من موسكو مقراً لإدارة أعماله.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أنه في العام 2014 طرد ماموت الصحفيةَ الروسية، غالينا تيمتشينكو، محررة موقعه الإخباري الروسي Lenta.ru، لأنها نشرت مقابلة أُجريت مع قومي أوكراني يميني متطرف، واستبدل مكانها صحفياً موالياً للكرملين.

وبدوره، قال تولوش: “نحن نلتزم التزاماً تاماً بلوائح المملكة المتحدة. وبطبيعة الحال، فإننا في ظل الظروف الحالية ندقق تدقيقاً شديداً فيما يخص التعامل مع الأشخاص من روسيا، ونتوخى التحري بعدلٍ عن كل شخص نتعامل معه”.

علاقات بريطانيا مع النخبة الروسية

قالت الصحيفة في تقريرها إن الانتقادات لروابط بريطانيا بالنخبة الروسية، تزعم أن لوائح المملكة المتحدة كانت شديدة التساهل، لأن السياسيين البريطانيين لطالما أحجموا عن أي شيء قد يعوِّق العلاقات والروابط التي نشأت مع روسيا.

ونتيجة لذلك فإن عاصمة بريطانيا، لندن، التي أطلق عليها بعض المنتقدين اسم “لندنغراد” لفرط علاقاتها مع روسيا، أصبحت بؤرة للأموال الروسية، ومركزاً لتقديم خدمات المحاماة والعلاقات العامة وغيرهما من الخدمات لنخبة الأثرياء الروسية.

وبحسب الصحيفة البريطانية، في حفلة أقامها حزب المحافظين في يونيو/حزيران 2013، كُشف أن شركة العلاقات العامة “نيوسنشري ميديا” التي تتخذ من لندن مقراً لها، دعت إلى الحفلة شخصيتين مقربتين من النخبة الحاكمة الروسية، هما فاسيلي شستاكوف، النائب في مجلس الدوما الروسي وصديق فلاديمير بوتين، وأندريه كليامكو، الملياردير الروسي، والتقطت صورٌ لكلا الرجلين مع رئيس الوزراء بريطانيا آنذاك ديفيد كاميرون.

من جانبه، قال متحدث باسم شركة “نيوسنشري ميديا”، إن الشركة “تستنكر استنكاراً صريحاً العمل العسكري في أوكرانيا، والشركة ليست متعاقدة مع أي ملياردير روسي أو شركات روسية مملوكة للدولة، ولم نعمل قط مع أي أفراد خاضعين لعقوبات رسمية”.

كذلك تأتي شركة الخدمات “كوينتيسنشيالي” في بريطانيا من بين الشركات الأخرى التي استفادت من صلات لها بالنخب الروسية، وقد شارك في تأسيس الشركة، بن إليوت، زعيم حزب المحافظين البريطاني.

الأموال الروسية في البنوك

وكشفت وثائق مسربة أيضاً في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أن بنكاً له صلات وثيقة بالكرملين استثمر مبلغ 185 مليون دولار في شراء أسهم بشركة تويتر.

وتضمنت الوثائق المسربة وقتها أن شركة الاستثمار “دي إس تي غلوبال”، التي أسسها الملياردير الروسي المولد، يوري ميلنر، استحوذت على تلك الأسهم بتمويل من بنك “في تي بي” الذي يسيطر عليه الكرملين الروسي، ويخضع الآن لعقوبات في المملكة المتحدة.

وقال ميلنر في ذلك الوقت إن “الزعم بأن استثمار شركته الذي يعود إلى مايو/أيار 2011 ربما استُخدم لفرض نوعٍ من النفوذ على وسيلة التواصل الاجتماعي (تويتر) نيابةً عن روسيا، ليس إلا قصة خيالية”، وأضاف أن شركته كانت “مستثمراً سلبياً” ليست معنية بالمشاركة يوماً بيوم في إدارة الشركات التي تستثمر فيها.

وبدورها، قالت شركة “دي إس تي غلوبال” إن شركتها الدولية الأم، التي لها مكاتب في لندن ونيويورك وبكين، لم تجمع رؤوس أموال استثمارية من شركات روسية محدودة (limited partners) منذ عام 2011.

مواضيع ذات صِلة : أنا لا أعض ممّا تخاف؟.. الرئيس الأوكراني يتحدى بوتين ويدعوه إلى مواجهة مباشرة معه ويكشف أسماء الدول المستهدفة بعد أوكرانيا

ودفع الغزو الروسي على أوكرانيا أكثر من 1.5 مليون أوكراني للفرار من البلاد، كما دفع الغرب إلى فرض عقوبات واسعة النطاق على روسيا بهدف شل اقتصادها، ومن بينها بريطانيا.

شاهد أيضاً : أوكراني نفته روسيا سبع سنوات بسبب قصيدة كُتبت بنصف ساعة تحولت إلى نشيد رسمي لأوكرانيا

الغارديان تكشف "بؤرة الأموال الروسية"... محامون وشركات يمنعون انهيار ثروات المليارديرات الروس في دولة غربية
الغارديان تكشف “بؤرة الأموال الروسية”… محامون وشركات يمنعون انهيار ثروات المليارديرات الروس في دولة غربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى