الشأن السوريسلايد رئيسي

أنهى حياته أثناء الصلاة في الكنيسة.. وفاة الخوري جورج حوش تهز سوريا ومخاوف من عودة زمن الاغتيالات

شهدت سوريا، يوم أمس الأربعاء، حادثة غريبة، لم يسبق وأن حصلت في “تاريخ المسيحية المشرقية”، حيث أعلنت وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري عن “انتحار الخوري جورج حوش، بإطلاق النار على نفسه في كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذوكس” بشكل مفاجئ وصادم.

وفاة الخوري جورج حوش تثير الجدل

وأصدرت الوزارة بياناً قالت فيه إن: “حوش أطلق النار على نفسه من مسدسه الخاص، بسبب ضغوطات نفسية واجتماعية”.

وذكر البيان أنه وبعد إرسال دورية من “فرع الأمن الجنائي” إلى الكاتدرائية “شوهد الخوري جورج حوش جالسا على كرسي، ومصاب بطلق ناري في الصدر والمسدس ملقى على الأرض بجواره”.

وأضاف البيان أن “هيئة الكشف الطبي والقضائي حضرت بعد ذلك، وتبيّن أن سبب الوفاة صدمة رضية نازفة تالية لطلق ناري نافذ بالصدر باتجاه الظهر”.

هل هو انتحار أم قتل

تفاعل السوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع تفاصيل الحادثة بعدم التصديق، حيث شكك كثيرون بالرواية الرسمية، معتبرين أن ما حصل “جريمة قتل وليس انتحاراً”، وكذلك “رسالة ترهيب”.

وأثارت هذه الحادثة منذ الإعلان عنها، في الساعات الماضية، الكثير من الغرابة والتساؤلات، فيما أصدرت “أبرشية اللاذقية وتوابعها للروم الأرثوذكس” بياناً جاء فيه أن “الخوري جورج حوش أنهى حياته بإطلاق النار على نفسه داخل كاتدرائية القديس جاورجيوس”.

وأضافت “الأبرشية” في البيان: “قد أتى هذا التصرف المستغرب، نتيجة ضغوطات نفسية واجتماعية متراكمة”.

وكان “الأب جورج” في قرية حلوز بريف إدلب الغربي، قبل أن ينتقل منها إلى مدينة اللاذقية، في أثناء المعارك التي أفضت إلى انسحاب قوات النظام السوري من تلك المنطقة.

وتعتبر كاتدرائية “القديس جاورجيوس” من أقدم وأكبر الكنائس لطائفة الروم الأرثوذكس في مدينة اللاذقية، ووفق الإعلامي السوري، أيمن عبد النور فإن “الخوري كان قد أوقفت خدمته بما يشبه تقاعده قبل 8 أشهر تقريباً”.

وبينما يقول عبد النور إن “الأمور المتعلقة بالحادثة غير واضحة” حتى الآن، تعتقد الباحثة والأكاديمية السورية، الدكتورة سميرة مبيض أن “الترويج لرواية إطلاق الأب جورج الرصاص على نفسه هو ساذج يتبنى أكاذيب النظام السوري، والتي تكررت عند اغتيالات عديدة قام بها”.

وتتابع مبيض: “كيف بالأحرى إذا كان اغتيال رجل دين مسيحي والنظام يدّعي حماية المسيحيين، وبالأخص لوقوعها في اللاذقية وضمن حرم الهيكل، أي لا يمكن حصولها بشكل اعتباطي”.

وتضيف الأكاديمية السورية: “هي ترتبط بجهة أمنية ولها هدف واضح، وهو ترويع المسيحيين في المنطقة وتهجيرهم أو دفعهم لليأس والتوجّس”.

وأضافت: “يؤكد ذلك كيفية إخراج المشهد الإجرامي الذي يحاكي مشاهد عديدة قام بها النظام في أحياء وبلدات مسيحية بالتواطؤ مع التنظيمات الإرهابية للتنكيل بالمسيحيين وترهيبهم باستمرار”.

وبدوره، كتب جورج أنطون عبر “فيس بوك”: “قضية (انتحار) الأب جورج حوش غريبة جداً، وقد تكون السابقة الوحيدة في التاريخ أن يقوم رجل دين بقتل نفسه”.

وأضاف أنطون الخميس: “الغريب بالقصة أيضاً أن رجل دين يملك مسدساً. رجل دين يدخل الكنيسة وبحوزته مسدس. من المتعارف عليه أن من ينتحر يطلق الرصاصة على رأسه وليس في صدره. من يريد الانتحار ينتحر في بيته وليس في الكنيسة”.

وتابع: “من أكبر المعاصي في جميع الديانات ومنها الديانة المسيحية للشخص العادي هو الانتحار فلا يصلى عليه ولا يُدخل جثمانه من باب المقبرة، فكيف لرجل دين عرف بطيبته وإيمانه ومساعدته للجميع أن يرتكب هذه المعصية الكبرى!”.

من جهته قال سليمان يوسف وهو باحث وناشط آشوري سوري مهتم بقضايا الأقليات وحقوق الإنسان إنه “ثمة شكوكاً وتساؤلات كثيرة تطرح نفسها حول حقيقة انتحاره أم هناك جريمة قتل؟”.

مواضيع ذات صِلة : حسين الجسمي مدح بيروت فانفجرت.. وكنيسة تنهار على راهب ببث مباشر ودول تهرع للمساعدة

وأوضح يوسف: “لم يحصل في تاريخ المسيحية المشرقية أن كاهناً انتحر داخل هيكل الكنيسة وأثناء الصلاة”.

شاهد أيضاً : أذكى العرب وأكثرهم دهاء… صرع الروم بذكائه وأصبح يعرف باسم أرطبون العرب عمرو بن العاص

أنهى حياته أثناء الصلاة في الكنيسة.. وفاة الخوري جورج حوش تهز سوريا ومخاوف من عودة زمن الاغتيالات
أنهى حياته أثناء الصلاة في الكنيسة.. وفاة الخوري جورج حوش تهز سوريا ومخاوف من عودة زمن الاغتيالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى