أخبار العالمسلايد رئيسي

إفلاس ألمانيا ومجاعات قد تفتت كل أوروبا..تصريحات برلين السوداوية تخيف القارة العجوز

عرضت الحرب الروسية الأوكرانية الكثير من الدول في أوروبا للخطر، وعلى رأسها ألمانيا، التي سعت للموازنة بين دورها السياسي، وحماية اقتصادها من الانهيار، إلا أن تصريحات كثير من ساستها اليوم أظهر نظرة سوداوية وصلت حد التنبؤ بإفلاس ألمانيا كمقدمة لانهيار كل أوروبا إضافة لمجاعات لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.

– ألمانيا مهددة بالإفلاس

وفقاً لما كشفته التقارير الصحفية، فإن أكبر اقتصاد أوروبي يعيش مرحلة تاريخية، في ظل ركود متوقع في حال قطع إمدادات الغاز من روسيا، حيث ارتفعت معدلات التضخم بشكل كبير.

ولعل ما زاد القلق الألماني، هو حديث رئيس مجلس إدارة “كومرتس بنك”، مانفريد كنوف، الذي أكد أن إمدادات الطاقة في ألمانيا معرضة للخطر، وهو ما ينذر بخطر انتشار حالات الإفلاس في البلاد.

وقال موقع “هاندلزبلات”، نقلاً عن كنوف “إن إمدادات الطاقة في ألمانيا مهددة، وسلاسل الإمداد تنكسر، بالإضافة للتضخم المرتفع في البلاد”.

وأضاف: “ولكن لا ينبغي لنا أيضاً أن نخدع أنفسنا، من المرجح أن تزداد حالات الإفلاس في أسواقنا”.

وفي السياق، طالبت وزيرة التنمية الألمانية، سفنيا شولتسه، بضرورة وقف استخدام النباتات الغذائية ونباتات الأعلاف في إنتاج مواد الوقود الحيوي.

وقالت في تصريحات لصحيفة “بيلد آم زونتاج”: “إن السبب في ذلك هو الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية”، مشيرةً إلى أن ” الرسالة المريرة هي أننا مهددون بأكبر مجاعة منذ الحرب العالمية الثانية ستسفر عن ملايين القتلى”.

وتشهد ألمانيا، حالياً ارتفاعاً في أسعار الطاقة، بالإضافة إلى ارتفاع التضخم، وذلك بسبب فرض عقوبات على روسيا بعد بدء عملية خاصة لنزع السلاح من أوكرانيا، ما أثر بشكل أساسي على القطاع المالي وتوريد منتجات التكنولوجيا الفائقة.

اقرأ أيضاً: ألمانيا تتجنب حرب عالمية ثالثة ومواجهة نووية مع روسيا وأداة روسية تثير غضب الحقوقيين

– الاعتماد الألماني على الغاز الروسي

في البداية، كانت برلين، من أشد المعارضين داخل الاتحاد الأوروبي لحظر استيراد الغاز الروسي، وذلك نظراً لاعتمادها الكبير عليه، لكن المشهد تغير تماماً، بعد أن أعلنت مؤخراً استعداداها لقبول حظر فوري لإمدادات النفط والغاز الروسي.

وبحسب”فوربس”، فإن ألمانيا هي من أكبر زبائن النفط الروسي، وتعتمد برلين على ثلث وارداتها من النفط الروسي، و45 % من مشترياتها من الفحم، و55 % من واردات الغاز من روسيا.

وتوقعت المعاهد الاقتصادية الألمانية أن يؤدي الوقف الفوري لواردات الطاقة الروسية، إلى “ركود حاد” في البلاد وتراجع النمو إلى 1.9 % خلال العام الجاري.

– أزمة التضخم

أفادت تقارير صحفية ألمانية، أن مؤشر التضخم العام في ألمانيا ارتفع إلى 7.3 % في مارس / أذار 2022، من 5.1 % في فبراير / شباط، و4.9 % في يناير / كانون الثاني 2022.

وساهم عدم اليقين في أسواق الطاقة وقلة المعروض من الغاز الطبيعي بالإضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية، في ارتفاع أسعار الطاقة.

والجدير ذكره أن 9 خبراء في الطاقة شاركوا بعمل دراسة للوضع في حال تم الاستغناء عن الغاز الروسي ولم يتم تعويضه بالكامل من قبل موردين آخرين، ووجدوا أنه سيتعين على الأسر والشركات قبول انخفاض بنسبة 30 % في الإمدادات، وسينخفض إجمالي استهلاك الطاقة في ألمانيا بنحو 8 %، وذلك حسبما ذكرته “رويترز”.

كما وجدوا أنه من الممكن أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2 إلى 3 % وستكلف العقوبات كل ألماني ما بين 80 و1000 يورو سنوياً، اعتماداً على كمية الغاز الروسي التي يمكن استبدالها.

وورأى الخبراء المشاركين في الدراسة، أنه من أجل حماية المستهلكين الألمان من ارتفاع الأسعار ولتشجيع التحول إلى الطاقة المتجددة، سيتوجب على الحكومة أن تقدم دعماً كبيراً، قد يستنزف الخزينة الألمانية.

اقرأ أيضاً: من أنقاض الركام قام … الجيش الألماني يتجهز للعودة للصدارة فمن سيوقفه؟!

وجاء الحديث عن انهيار ألمانيا وأوروبا وحدوث مجاعة بعد ساعات قليلة من تصريحات للرئيس الألماني، فرانك-فالتر شتاينماير، الذي اعتبر فيها أن بوتين دمر حلم أوروبا بالعيش في سلام، وأن الحرب في أوكرانيا هي “فاصل تاريخي” يُجبر الأوروبيين على رؤى مؤلمة.

وخلال المؤتمر الاتحادي لاتحاد النقابات الألمانية بالعاصمة الألمانية برلين، قال شتاينماير: “كنا على يقين تماماً أن السلام والحرية والرخاء تعد أموراً بديهية”.

وتابع: “هذه الحرب كشفت لنا بطريقة وحشية أنه يتعين علينا حماية ديمقراطيتنا والدفاع عنها، داخلياً وخارجياً”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى