حورات خاصة

سفين دزيي يكشف لـ”ستيب” أسباب اندلاع التظاهرات في السليمانية بالتحديد.. والدور الأمريكي في مسألتين

أجرت وكالة “ستيب الإخبارية” حواراً خاصاً مع مسؤول العلاقات الخارجية لإقليم كردستان العراق، سفين دزيي، حول عدّة محاور هامة تتعلق بالتصعيد الأخير واندلاع التظاهرات في السليمانية واتفاق سنجار.

سفين دزيي يكشف أسباب اندلاع التظاهرات في السليمانية

تحدث سفين دزيي، في هذا الحوار عن سبب اندلاع التظاهرات في محافظة السليمانية، مُشيراً إلى أن لحزب العمال الكُردستاني (PKK) يد في تحويلها إلى تظاهرات مسلحة، كما تطرق خلالها إلى الحديث عما يقدمه الاتحاد الأوروبي وأمريكا من دعم لاستمرار الحوار بين بغداد وأربيل وتطبيع الوضع في قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى.. إليكم نصّ الحوار كاملاً.

ستيب: تظاهرات السليمانية بدأت سلمية لدقائق وتحولت فور ذلك إلى عملية إحراق للمكاتب الحزبية والمؤسسات الحكومية، وسقط على إثر ذلك قتلى وجرحى. هل السبب هو تأخر الرواتب حقاً أم هناك غايات أخرى؟

سفين دزيي: كلما كان هناك تقدم واستقرار سياسي وأمنّي واقتصادي في إقليم كُردستان كلما كان هناك أطراف وأعداء يحاولون زعزعة الوضع وخلق حالة عدم استقرار سياسي أو إقامة العلاقات بين الأطراف السياسية، وبالأخص أن علاقة بغداد وأربيل سياسياً وأمنياً كانت تتحسن مؤخراً، لا سيّما بعد توقيع اتفاقية سنجار؛ تلك الاتفاقية التي كانت سبباً لأن تتدخل بعض الأطراف وتحاول عدم إتمامها (اتفاقية تطبيع الأوضاع في سنجار).

صحيح أن الوضع الاقتصادي وعدم وجود الرواتب مشكلة كبيرة بالنسبة لسكان إقليم كُردستان، لكنه لم يكن السبب الأساسي، وهؤلاء الذين خرجوا في مظاهرات هذه حقوقهم الشريعة وهو شيء طبيعي، ولكن تمّ استغلالها من قبل المعارضين أو باسم المعارضين.

ستيب: الإعلام الكُردي في الإقليم وبعض الشخصيات السياسية، أشارت إلى ضلوع حزب العمال الكُردستاني في ذلك ووجّهت له إصبع الاتهام.. ما ردّكم؟

سفين دزيي: لحزب العمال الكُردستاني يد في ذلك وبشكل واضح، لأن الاعتداء على المكاتب الحزبية والمؤسسات الحكومية بأسلحة(آر بي جي وبي كي سي والرشاشات)، أحدثت مشكلة كبيرة وردود فعل كبيرة، وحزب العمال الكُردستاني لا ينتشر فقط في السليمانية إنما في سنجار والمناطق الحدودية وكاني ماسي ويحاول فرض هيمنته واستغلال تلك الظروف والمشكلة الاقتصادية لدى الشعب لمصلحته الشخصية.

كما قلت قبل قليل، طلبات الشعب من أجل حقوقه والمظاهرات حقٌ شرعي، ولكن بالطرق السلمية وأخذ التراخيص المسبقة لكي تقوم القوات الأمنيّة بحمايتها وكي لا يتمّ استغلالها من قبل أطراف أخرى تريد مصلحتها، والكثير ممن شاركوا في المظاهرات لم تكن مشاكلهم الرواتب ولم يكونوا موظفين حكوميين وأغلبهم كانوا من فئة الأطفال والشباب بين (14 و 15 عاماً)، وكان من المفترض أن يكونوا في مدارسهم يدرسون، ولكن مع ذلك ما حدث من ردود أفعال مع القوات الأمنيّة كان يجب مراعاتها أكثر، ولكن عندما يتمّ استخدام أسلحة (PKK)، فإن حماية أمن واستقرار والمصالح العامة واجب القوات الأمنيّة، نتمنى ألا تُعاد هذه الأمور.

ستيب: لِمَ اندلعت هذه الأحداث في محافظة السليمانية بالتحديد، أي لِمَ لا تشهد باقي المحافظات الكُردية ذلك؟

سفين دزيي: وحول اندلاعها في السليمانية بالتحديد، لأن تأثير (PKK) في تلك المناطق والحركات الحرة كثيرة (منظمة سياسية موالية لحزب العمال الكُردستاني)، ويدخلون ويخرجون بحرية وأصبح لهم تأثير على الشعب في الكثير من تلك المناطق؛ لذلك شجعوهم وحرضوهم على ذلك، لكن كما قلت طلبات الشعب بالطرق الأصولية حقٌ شرعي ويجب احترامها.

ستيب: ما هو الدور الأمريكي في مسألتين: الأولى في الحوار بين الإقليم وبغداد والثاني شمول الإقليم بالمعونات الأمريكيّة السنوية للدول الحليفة لها؟

سفين دزيي: أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي، وبالأخص أمريكا دائماً تدعم الحوار بين بغداد وأربيل من أجل التوصل لحلّ المشاكل، لا سيّما الوضع الاقتصادي ومن أجل مسألة الموازنة القانونية لعام2021 المقبل، وكذلك مسألة إتمام اتفاقية سنجار وتشجع الأمم المتحدة في هذه المسألة أيضاً على استمرار الحوارات من أجل مساعدة هذه المناطق المتضررة وبالأخص سنجار.

فرنسا وأمريكا وبريطانيا وألمانيا، وعدوا بالمساعدة في حال تمّ تطبيع وضع سنجار، حيث بدأت فرنسا في الوقت الحالي بمشروع مستشفى في سنجار، وأتمنى أن يتم تطبيع الوضع في القضاء وأن يعود النازحين إلى بيوتهم وإيجاد فرص العمل لهؤلاء ووضع قوّة أمنية محلية وإدارة جديدة، وإعمار المنطقة من جديد، لتصبح مثلاً لباقي المناطق في سهل نينوى، لكن للأسف إلى الآن لم يتم التطبيع بشكل صحيح والشرطة الاتحادية ذهبت إلى القضاء ولا يزال حزب العمال الكُردستاني يتواجد هناك وهذه مشكلة أخرى يجب معالجتها.

ستيب: الحكومة الاتحادية صرحت قبل أيّام وأعلنت خلو قضاء سنجار من المجاميع المسلحة، ومنها حزب العمال الكُردستاني، هل لازال متواجداً في القضاء؟

سفين دزيي: نعم للأسف لازال حزب العمال الكُردستاني موجوداً حتى اللحظة في قضاء سنجار، ولو عاد الأمر لهم لن يخرجوا منها إطلاقاً.

ستيب: العمال الكُردستاني يقوم بعملياته في مناطق متفرقة من الحدود الفاصلة مع تركيا، وبالتالي هناك قصف تركي على مناطق تواجدها بالإقليم، ما مدى خطورة الحزب على إقليم كُردستان وأمنها؟

سفين دزيي: حزب العمال الكُردستاني موجود في المناطق الحدودية، منذ سنة 1991، وإلى الآن تمّ إخلاء مئات القرى و139 قرية أخرى تمّ إفراغها سبب وجود (PKK) فيها، ووجودها أعطى مبرراً لتركيا لكي تقوم بعملياتها الجويّة والبريّة في تلك المناطق، ولا يوجد أي مبرر لوجود العمال الكُردستاني في مناطقنا، لأن الساحة السياسية وساحة النضال ليست في إقليم كردستان إنما في تركيا، وهم تركوا تركيا وجاؤوا إلى الإقليم، ويجدون أنفسهم كبديل وفرض إدارته في الكثير من المناطق.

وجود (PKK) للأسف عندما كان يناضل باسم الكُرد في تلك المناطق كان يتم مساعدتهم، ولكن ما يفعلونه الآن ليس لخدمة القضية الكُردية في أي مكان، وتلك الحروب بينهم وبين القوات التركية ليست في خدمة أحد، ونتمنى أن يتم حلّها بالطرق السلمية وليس بإراقة الدماء سواء بإقليم كُردستان أو تركيا.

كما تعلمون قبل أعوام، كان لرئيس إقليم كُردستان، مسعود بارزاني، ورئيس الحكومة آنذاك، نيجيرفان بارزاني، دور أساسي في مسألة القضية السلمية في تركيا، نتمنى أن تحلّ القضايا سلمياً وأن يوقف العمال الكُردستاني عملياته في تلك المناطق، لأن شعب كُردستان تعب من هذه المشاكل وليسوا بحاجة إلى وضع جديد من عدم الاستقرار.

حاورته: سامية لاوند

سفين دزيي يكشف لـ"ستيب" أسباب اندلاع التظاهرات في السليمانية بالتحديد.. والدور الأمريكي في مسألتين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى