عند أعلى مستوياته منذ 40 عام.. التضخم في الولايات المتحدة يفاجئ العالم
صدمت بيانات التضخم في الولايات المتحدة، اليوم الجمعة العالم أجمع، إذ جاءت مرتفعة وأعلى من توقعات الخبراء، ووصلت إلى أعلى مستوياتها منذ 40 عاماً الماضية، الأمر الذي قلب الأسواق العالمية.
– التضخم في الولايات المتحدة
وفقاً لنشرات اقتصادية، فإن بيانات التضخم أظهرت أن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة تسارعت في مايو / أيار إلى أعلى مستوياتها منذ عام 1981.
وجاء في مؤشر أسعار المستهلك لشهر مايو الصادر عن مكتب إحصاءات العمل زيادة سنوية بنسبة 8.6% الشهر الماضي، بارتفاع من 8.3% في أبريل.
وبحسب تقديرات جمعتها وكالة “بلومبرج”، فإن الاقتصاديين كانوا يتوقعون زيادة بنسبة 8.3% في مايو، على أساس شهري ارتفع أوسع مقياس للتضخم بنسبة 1.0%، مقارنة بـ 0.3٪ في أبريل.
وجاءت هذه البيانات، لتؤكد صعوبة الموقف التضخمي الذي تواجهه الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يطرح تصرفات أعنف من جانب الفيدرالي على الطاولة الاقتصادية.
ولهذه البيانات أهمية كبيرة، لأن التضخم غير المسبوق الذي يشهده العالم ككل هو الشاغل الأكبر للتنظيميين في الولايات المتحدة بشكل خاص وللعالم بشكل عام.
اقرأ أيضاً : تراجع حاد بسعر الليرة التركية مقابل الدولار.. وخبراء يكشفون الأسباب
– مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي
وفي هذا السياق، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين على أساس سنوي بنسبة 8.6%، فيما توقع الخبراء أن يثبت عند 8.3% كما سجل في شهر إبريل الماضي.
وسجل مؤشر أسعار المستهلكين على أساس شهري زيادة بنسبة 1.0%، فيما توقع الخبراء أن يرتفع بـ 0.7%.
فيما سجل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي السنوي ارتفاعاً بنسبة 6% وهو أعلى من المتوقع عند 5.9%، وكان أكبر المساهمين في القفزة الأخيرة، في هذا التضخم هو المأوى والبنزين والطعام، وفقاً لـ BLS.
وباستثناء الغذاء والطاقة، سجل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي على أساس شهري صعوداً بنسبة 0.6% وهو أعلى من المتوقع 0.5%
– تحرك قوي للأسواق
انعكست صدمة بيانات التضخم الأمريكي على الأسواق العالمية، حيث لامس الدولار مستويات الـ 103.9 أمام سلة من العملات الأجنبية بزيادة 0.7%.
في حين، هبط الذهب إلى مستويات الـ 1834 دولاراً للأونصة خاسراً ما يقارب الـ 1% من قيمته.
كما خسرت الفضة 1.6% من قيمتها لتسجل 21.455 دولاراً، وهبطت عملة البيتكوين إلى أسفل مستويات الـ 30 ألف دولار هبوطاً بأكثر من 1.6%.
أما عوائد سندات الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل ارتفعت اليوم الجمعة، بعد صدور بيانات تضخم أكثر من المتوقع مما أثار القلق بشأن ركود محتمل.
وقفز سعر الفائدة لأجل عامين أكثر من 8 نقاط أساس ليتداول فوق 2.9٪. ارتفع عائد سندات الخزانة القياسي لأجل 10 سنوات لفترة وجيزة قبل التخلي عن تلك المكاسب، وتم التداول في آخر تعاملات عند حوالي 3.03٪.
تحركت أسعار الفائدة قصيرة الأجل أكثر بسبب حساسيتها العالية لرفع أسعار الفائدة الفيدرالية.
ولعل التضخم بات داء العصر الذي يهدد سكان العالم في كل مكان ويشكل تحدياً قوياً أمام الحكومات التي باتت عاجزة عن كبح جماحه.
فلم تكن بيانات التضخم الأمريكية وحدها الصادمة، حيث وصل التضخم في النرويج إلى أعلى معدل منذ 34 عاماً أيضاً مدفوعاً بارتفاع تكاليف المواصلات، كما ارتفع
التضخم السنوي في التشيك إلى 16% ليكون أعلى معدل منذ 1993.
وتعليقاً على بيانات التضخم الأمريكي، قال كبير المحللين الماليين في بانكرات، جريج ماكبرايد: “إن الزيادات كانت في كل مكان تقريباً – ليس هناك مكان للاختباء”.
أضاف: “مع استمرار ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة والمأوى بأسرع وتيرة منذ عقود، لا يزال أي تخفيف لميزانيات الأسرة بعيد المنال”.
والجدير ذكره أن مؤشر أسعار المستهلك لشهر مايو / أيار جاءت قبل أن يستعد الاحتياطي الفيدرالي لزيادة أسعار الفائدة في اجتماع وضع السياسة الأسبوع المقبل.
