اخبار العالم

كندا والدنمارك تنهيان “حرب الويسكي” بعد 50 عاماً من النزاع.. ما قصتها؟

بعد 50 عاماً من النزاع، أنهت كندا والدنمارك “حرب الويسكي” المستمرة حول السيادة على جزيرة هانز الصحراوية وغير المأهولة في القطب الشمالي.

كندا والدنمارك تنهيان حربهما

ووقّع البلدان اتفاقاً لتقاسم جزيرة هانز الواقعة قبالة شمال غرب غرينلاند، ما أدى إلى إنشاء أوّل حدود برية بين كندا وأوروبا، وذلك خلال حفل أقيم في أوتاوا وحضرته وزيرة الخارجية الكندية ونظيرها الدنماركي.

وخلال مؤتمرٍ صحفي، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، إنّ “القطب الشمالي هو بمثابة منارة للتعاون الدولي حيث تسود سيادة القانون”.

وأضافت: “فيما يواجه الأمن العالمي تهديداً، كانت هناك حاجة أكثر من أي وقتٍ مضى إلى أن تعمل ديموقراطيات مثل كندا والدنمارك معاً، جنباً إلى جنب مع الشعوب الأصلية، لحلّ خلافاتنا وفقاً للقانون الدولي”.

جولي تابعت: “الصراع الذي أطلق عليه كثيرون تسمية (حرب الويسكي) كان أكثر الحروب ودية”.

من جانبه، قال وزير الخارجية الدنماركي ييبي كوفود: “حلّ النزاع يأتي في وقت يتعرض فيه النظام الدولي القائم على القانون للضغط، وفيما تتعرض القيم الديموقراطية للهجوم” في إشارةٍ إلى الحرب في أوكرانيا.

وأوضح “في المقابل، أظهرنا كيف يمكن حل النزاعات الطويلة الأمد سلميا”، مضيفاً أنه يأمل “في إلهام دول أخرى لاتباع المسار نفسه”.

2dd96759 dd8b 414d 991c f14442e7d861
كندا والدنمارك تنهيان “حرب الويسكي” بعد 50 عاماً من النزاع.. ما قصتها؟

“حرب الويسكي” وسبب التسمية

بدأ “الصراع” بين الدولتين منذ عام 1971، للسيطرة على جزيرة هانز.

وأرسلت كلا من أوتاوا وكوبنهاغن، رحلات استكشافية متتالية لدفن زجاجات من الكحول على صخرة صغيرة تبرز في وسط المياه، تبلغ مساحتها 1.2 كيلومتراً مربعاً فقط، وهذه سبب تسميتها بـ”حرب الويسكي”.

يذكر أن كل من كندا وغرينلاند تقعان على بعد 18 كيلومتراً فقط من جزيرة هانز، مما يسمح لهما بالمطالبة بالصخرة بموجب القانون الدولي، وفي النهاية قررتا تأجيل المفاوضات وتسوية النزاع في وقت لاحق.

لكن في عام 1984، أقدمت كندا على خطوة جريئة لتعلن ملكيتها للجزيرة عندما أنزلت القوات على الصخرة. حيث قامت القوات الكندية بزرع علم البلاد، ودفنت زجاجة من الويسكي الكندي، ثم عادت أدراجها.

لم يستطع وزير شؤون غرينلاند الدنماركي التغاضي عن مثل هذا الاستفزاز، وسافر بعد أسابيع إلى جزيرة هانز، حيث استبدل الرمز الكندي بعلم دنماركي وزجاجة من أفضل أنواع الخمور في كوبنهاغن. لكنه ذهب خطوة أبعد مما فعله الكنديون، وترك لافتة مكتوب عليها: “مرحباً بكم في الجزيرة الدنماركية”.

هكذا بدأت حرب الويسكي

على مدى 49 سنة تالية، شارك العشرات من الكنديين والدنماركيين في طقوس بالجزيرة، وترك زوار الجزيرة بحراً من الأعلام الممزقة واللافتات.

وفي عام 2018، قرر البلدان إنشاء مجموعة عمل مشتركة لحل النزاع، منهية سياسة “الاتفاق على عدم الاتفاق” التي دامت عقوداً.

وسيتم توقيع الاتفاق رسمياً بمجرد الحصول على الموافقة البرلمانية في كلا البلدين، وسيتم تقسيم الجزيرة انطلاقاً من شق يحدث بشكل طبيعي في النتوء الصخري، وفقاً لاتفاق نشرته وزارة الخارجية الدنماركية أمس الثلاثاء.

وبمجرد التوقيع، ستقيم كندا والدنمارك أطول حدود بحرية في العالم بطول 3882 كيلو متراً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى