بارزاني: الأزمة عميقة
وقال بارزاني في كلمة له خلال افتتاح معرض يوثّق سلسلة كتب عن مشروع وثائقية "ثورات بارزان"، أمس السبت، إن الأزمة السياسية في العراق "عميقة بالنسبة إلى بغداد وإقليم كردستان". وتأتي تصريحات أعلى مرجعية في إقليم كردستان، والتي تُعد الأولى على هذا المستوى، بعد أيام من إعلان مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري وتحالف "إنقاذ وطن" (كان يضم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني، وتحالف "السيادة" السني بزعامة محمد الحلبوسي) الانسحاب من الساحة السياسية بسبب ما وصفها "تضحية من أجل الوطن" بعد الفشل المتكرر بتشكيل حكومة. وفي الوقت الذي تبدو فيه الأزمة بين الإقليم وبغداد مركبة، بين ما هو سياسي وما هو حكومي، فإن بارزاني دعا إلى أن يكون "الدستور هو الحكم بين الطرفين"، مبيناً أنه "ينبغي عدم التعدي على صلاحيات الإقليم". وحول العملية السياسية الحالية، قال بارزاني إنه "رغم إجراء الانتخابات فإن، مع الأسف، النتائج لم تتمخض عن تشكيل الحكومة.. لا أخفي عليكم أن الأزمة عميقة بالنسبة للإقليم ولبغداد". وأضاف "كنا نعتقد أنه بعد المصادقة على الدستور العراقي سوف تُحدد حقوق الجميع، ووقتها قلنا إن هذا الدستور لا يخلو من النواقص، ولكن مقارنةً مع دول الجوار هو شيء جيد، ولكن للأسف لم يُطبق". وأوضح بارزاني "حالياً، إذا كان الدستور حكماً فنرحب به، ولكن إذا كانوا يريدون الاستيلاء مرة أخرى على صلاحيات الإقليم، فهذا أمر غير مقبول". وأوكل الحزب الديمقراطي الكردستاني مهمة إجراء المفاوضات المقبلة مع قوى "الإطار التنسيقي" بعد انسحاب الصدر، إلى فؤاد حسين وزير الخارجية الحالي، والقيادي في الحزب الديمقراطي، وبنكين ريكاني وزير الإسكان والإعمار السابق. ومن الواضح من تصريحات بارزاني عمق الهوة بين الطرفين، لا سيما بعض قوى "الإطار التنسيقي"، خصوصاً الفصائل المسلحة الموالية لإيران والتي طالما اتُهمت بأنها من تقف خلف الضربات الصاروخية التي وُجهت إلى أربيل في مراحل مختلفة.