أخبار العالم

“خطر” يهدد فرنسا بعد ضربة “ساحقة” تلقاها ماكرون في الانتخابات الفرنسية الثانية

فشل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والائتلاف الحاكم الذي يقوده بفرنسا، بتحقيق نتائج تمكّنه من قيادة البلاد بشكل مطلق، وفق الأغلبية البرلمانية، فيما وصف بأنه “ضربة ساحقة” تلقاها بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، فيما حقق اليمين المتطرف نتيجة وصفها الإعلام الفرنسي بأنها “تاريخية”، ما يضع الدولة أمام “خطر حقيقي” وفق محللين وساسة فرنسيين.

ضربة لماكرون في الانتخابات الفرنسية الثانية
ضربة لماكرون في الانتخابات الفرنسية الثانية

 ماكرون يخسر الانتخابات الفرنسية الثانية 

 

وأظهرت وزارة الداخلية الفرنسية نتائج الانتخابات الفرنسية الثانية، بعد انتخابات الرئاسة، والتي تبيّن أن معسكر ماكرون، المنتمي لتيار الوسط، حصل على 245 مقعداً فقط، من أصل 577 في الانتخابات البرلمانية؛ إذ يتطلب الحصول على الأغلبية المطلقة الحصول على 289 مقعداً. 

والمفاجأة التي حملتها نتائج هذه الانتخابات البرلمانية هي تحقيق حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف، بزعامة مارين لوبان منافسة ماكرون، انتصاراً تاريخياً بعد حصوله على 89 مقعداً، حسب تقديرات أولية أوردتها محطة “فرانس 24″. 

وعلى إثر ذلك أعلنت لوبان عن فرحتها وسعادتها بفوز حزبها بعدد قياسي من المقاعد، وقالت إن “الشعب الفرنسي قال كلمته وتجاوز جميع العقبات”. 

اقرأ المزيد|| أقصى اليمين الفرنسي يحقق تقدماً في الانتخابات البرلمانية.. ولوبان تصف النتائج بـ”التسونامي” 

خطر يحدث بفرنسا 

 

وتناولت وسائل إعلام فرنسية الحديث عن خطر يحدق بالدولة الفرنسية على إثر هذه النتائج، حيث كانت رئيسة الوزراء الفرنسية، إليزابيث بورن، قالت عقب الانتخابات البرلمانية، أمس الأحد، إن النتيجة التي خسر فيها ماكرون أغلبيته المطلقة تشكل “خطراً” على البلاد. 

ونقلت ذات الوسائل عن بورن قولها: إن “النتيجة تمثل خطراً على فرنسا في ضوء التحديات التي يتعين علينا أن نواجهها”، وأضافت في كلمة بثها التلفزيون أن حكومتها ستتواصل الآن مع الشركاء المحتملين؛ سعياً لحشد أغلبية تدعمها. 

وذكرت التقارير الفرنسية أن وزراء من حكومة بورن فشلوا بالنتائج الانتخابية من تحقيق مقعد برلماني، وبالتالي فإنهم سيقدمون استقالتهم، مثل وزيرتَي البيئة والصحة. 

وأعادت خسارة ماكرون للأغلبية المطلقة إلى الأذهان ما حدث في عام 1998، عندما وجد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران نفسه في وضع مماثل؛ حيث فاز بعدد مقاعد قليل في الانتخابات التشريعية.

وبحسب خبراء فإن من شأن عدم تحقيق أي حزب للأغلبية المطلقة أن يكون بداية لفترة مما وصف بـ”عدم اليقين السياسي”، حيث تتطلب درجة من تقاسم السلطة بين أحزاب لم تكن لها خبرة في الحياة السياسية الفرنسية خلال العقود الماضية، أو قد يؤدي إلى شلل مطول وربما إعادة للانتخابات البرلمانية. 

أما عن الحلول التي قد يلجأ إليها ماكرون، فيرى الخبراء بأنه قد يسعى مع حلفائه إما إلى تحالف مع الجمهوريين، أو يديرون حكومة أقلية سيتعين عليها التفاوض على القوانين مع الأحزاب الأخرى على أساس كل حالة على حدة، وما يثير الريبة وفق التقارير الفرنسية بأن أحزاباً وصلت إلى البرلمان الفرنسي وهي جديدة على السُلطة ولم يسبق لها ذلك. 

 

عاملة نظافة في البرلمان الفرنسي 

 

ومن المفاجآت التي حملتها الانتخابات الفرنسية، وصول عاملة نظافة سابقة إلى قبة البرلمان لأول مرة بتاريخ البلاد. 

وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن راشيل كيكي، عاملة النظافة السابقة، التي تنتمي إلى تحالف اليسار، حققت فوزاً لافتاً على وزيرة الرياضة السابقة، روغزانا  مارسيننو، مرشحة حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. 

وبحسب المعلومات الواردة من قناة “فرانس 24″، فإن السيدة التي ولدت في ساحل العاج، كانت قد عملت لسنوات عدة عاملة نظافة في فنادق بالعاصمة الفرنسية باريس قبل أن تصل للبرلمان الفرنسي. 

كما أنها اعتبرت الشخصية التي كانت وراء الإضراب التاريخي الذي نظمته عاملات النظافة في فندق “إبيس” من يوليو/تموز 2019 إلى مايو/أيار 2022، وهو أطول إضراب شهدته فرنسا في هذا القطاع.  

ونقلت القناة الفرنسية تصريحات سابقة لها، قولها إنها “لم تكن تفكر ولو يوماً واحداً أن تدخل المعترك السياسي، بحثاً منها أن تصبح ممثلة للفرنسيين، وأن تدافع عن مصالحهم وحقوقهم في الجمعية الوطنية الفرنسية المقبلة في حال فازت بالانتخابات”. 

يُشار إلى أن الانتخابات التشريعية الفرنسية تجري كل 5 سنوات لاختيار أعضاء الجمعية الوطنية، وهي الغرفة الثانية في البرلمان الفرنسي إلى جانب مجلس الشيوخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى