أخبار العالمسلايد رئيسي

جزيرة الثعبان وسر هروب القوات الروسية منها.. رواية لم تكشفها موسكو

بعد أن أعلنت القوات الروسية انسحابها من جزيرة الثعبان، التي تعد واحدة من أبرز المناطق الحيوية في البحر الأسود على أنها “بادرة حسن نيّة”، كشفت الاستخبارات البريطانية الجمعة، سبب هذا التحرك والانسحاب المفاجئ، فيما اعتبرت صحف عالمية خطوة موسكو “تغيير محتمل للعبة” و”هزيمة محرجة”.

سبب انسحاب القوات الروسية من جزيرة الثعبان

قالت الاستخبارات البريطانية في تقريرها اليومي حول الحرب الروسية في أوكرانيا، إنَّ انسحاب روسيا من جزيرة الأفعى “ناجم على الأرجح عن تعرض قواتها لهجمات عسكرية وليس كبادرة حسن نية”.

ولفتت إلى أن استخدام كييف لصواريخ مضادة للسفن أدى لانسحاب روسيا من الجزيرة.

كما شددت على أن قتالاً عنيفاً يدور للسيطرة على مصفاة ليسيتشانسك النفطية في مدينة دونباس بين القوات الروسية والأوكرانية.

على صعيدٍ متصل، اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن “طرد” القوات الروسية من جزيرة الثعبان في البحر الأسود، “انتصار” لأوكرانيا و”نكسة” لروسيا، ربما تقوض سيطرتها على ممرات الشحن الحيوية للحبوب، وذلك بعد هجمات مكثّفة من قبل القوات الأوكرانية.

وقالت إنَّ “الانسحاب الروسي جاء بعد هجمات أوكرانية متواصلة –بما في ذلك بأسلحة غربية قوية وصلت حديثاً– جعلت من المستحيل على القوات الروسية الاحتفاظ بالجزيرة التي لعبت دوراً بارزاً طوال الحرب”.

وأشارت إلى أن السيطرة على الممرات الملاحية “لها تداعيات تتجاوز المعركة من أجل سيادة أوكرانيا، حيث قامت البحرية الروسية بقطع الشحن فعلياً من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، مما أوقف تدفق الحبوب والبذور الزيتية إلى بقية العالم، ورفع تكلفة الغذاء وخلق احتمالية حدوث نقص وحتى المجاعات في بعض البلدان، خاصة في أفريقيا”.

الصحيفة أضافت: “الجزيرة المحصنة ليست بالقيمة الكبيرة كما يعتقد البعض، باستثناء كونها قاعدة لعمليات البحر الأسود، وكانت هدفاً للروس منذ اليوم الأول للغزو”.

ورأت أن الانسحاب الروسي، مثال آخر على ‘تقليص” موسكو لطموحاتها العسكرية في مواجهة المقاومة الأوكرانية.

ووفقاً للصحيفة، سعت وزارة الدفاع الروسية إلى وصف الانسحاب بأنه “بادرة حسن نية” من شأنها تجنب أزمة غذاء وشيكة؛ لأن السيطرة على الجزيرة أمر حيوي لتأمين ممرات الشحن.

في المقابل، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن أوكرانيا قدمت رواية مختلفة حول عملية الانسحاب الروسي، حيث كتب القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، فاليري زالوغني، في منشور عبر فيسبوك أن “نيران المدفعية والصواريخ والضربات الجوية الأوكرانية هذا الشهر أجبرت الروس على الانسحاب”.

ونقلت عن القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني، إن القوات الروسية حاولت دون جدوى إحباط الهجوم بهجمات ليلية بطائرات مقاتلة على ساحل منطقة أوديسا”، مضيفةً أنه مع استمرار العملية العسكرية الأوكرانية، قامت القوات الروسية المتبقية على الجزيرة بإجلاء أنظمتها الدفاعية على زورقين سريعين على عجل.

تغيير محتمل للعبة

استولى الروس على جزيرة الثعبان في 24 فبراير/ شباط، أي مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وتقع على بعد 35 كيلومتراً من الساحل الأوكراني في نطاق الصواريخ والمدفعية وضربات الطائرات بدون طيار من الشاطئ.

في أبريل/ نيسان، ضعفت قدرات روسيا المضادة للطائرات في شمال غرب البحر الأسود بشكل كبير مع غرق “موسكفا”، السفينة الحربية الرائدة في أسطولها في البحر الأسود.

وبحسب “بي بي سي”، أن الانسحاب الروسي “ليس مجرد انتصار رمزي لأوكرانيا، إنه نجاح استراتيجي. بالنسبة لروسيا هذا فشل وهزيمة محرجة في نفس الوقت”.

وتابعت “لكنها لن تغير مسار الحرب بشكل جوهري. ينصب تركيز روسيا على احتلال شرق دونباس بالكامل، والتمسك بمناطق أخرى من الجنوب احتلتها في بداية الحرب”.

أهمية جزيرة الثعبان

باتت الجزيرة رمزاً في أوكرانيا، إذ انتشر في اليوم الأول من النزاع، تسجيل على نطاق واسع رد فيه حرس الحدود الأوكرانيون في جزيرة الثعبان الصغيرة “اذهبي إلى الجحيم!”، بوجه سفينة روسية حضّتهم على الاستسلام.

وحقق هذا التسجيل انتشاراً كبيراً حول العالم وشكّل عنواناً للمقاومة الأوكرانية، حتى أنه ظهر على اللافتات أثناء تظاهرات الدعم في الخارج وبات الآن موجوداً على طوابع.

توفر الجزيرة التي تبلغ مساحتها هكتارات قليلة منصة إطلاق خطيرة في كل مكان حولها، حيث تقع على مسافة نحو 50 كيلومتراً من مصب نهر الدانوب، أحد الأنهار الرئيسية في أوروبا والطريق التجاري المهم، وعلى مسافة حوالى 100 كيلومتر من أوديسا، وتسمح نظرياً بضرب كل الساحل الأوكراني.

وتقع الجزيرة على مسافة أقل من 200 كيلومتر من ميناء كونستانتا الروماني الرئيسي و300 كيلومتر من القاعدة الروسية الرئيسية في شبه جزيرة القرم في سيفاستوبول.

وفي أوقات السلم، توفر الجزيرة نطاقاً بحرياً واسعاً وتتمتع بثروات طبيعية وخصوصاً مواد نفطية.

وكان على رومانيا وأوكرانيا اللجوء إلى القضاء لتسوية النزاع بينهما للسيطرة على هذه الموارد، ففي العام 2009، أصدرت محكمة العدل الدولية حكمها وقررت أن الجزيرة أوكرانية.

روسيا تنسحب من جزيرة الثعبان التي لدغت بوتين مراراً وقالت لجيشه “اذهب للجحيم”… تابع الفيديو لتعرف أكثر عن هذه الجزيرة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى