الشأن السوريسلايد رئيسي

المساعدات إلى سوريا يوقفها فيتو روسي و24 ساعة تفصل عن “الكارثة”

مجدداً استخدمت روسيا حق الفيتو ضد قرار إدخال المساعدات إلى سوريا عبر الحدود، لتعطل تمديد القرار الأممي في مواجهة جديدة مع الغرب تعيد ملف سوري للصراع من البوابة الإنسانية لتضع ملايين السوريين بـ”خطر” يزيد معاناتهم المتفاقمة منذ عقد من الزمن.

فيتو ضد قرار المساعدات إلى سوريا

واستخدمت روسيا حق النقض، الفيتو، اليوم الجمعة ضد محاولة لتمديد موافقة مجلس الأمن الدولي لمدة 12 شهراً على تسليم مساعدات من الأمم المتحدة لحوالي أربعة ملايين شخص في شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة من معبر حدودي مع تركيا.

وحظي القرار، الذي أعدته أيرلندا والنرويج، بتأييد 13 صوتا، بينما امتنعت الصين عن التصويت. ويحتاج أي قرار إلى موافقة تسعة أصوات وعدم استخدام روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا حق النقض.

وتطرح روسيا قراراً مختلفاً يدعو إلى تمديد إيصال المساعدات لمدة 6 أشهر وعن طريق المعابر التي تسيطر عليها الحكومة السورية، إلا أنّ المشروع الروسي رفض من الدول الغربية.

وتنتهي صلاحية التفويض يوم الأحد، وهو ساري المفعول منذ عام 2014 ويسمح بنقل مساعدات عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية-التركية.

دعوات أممية لتفادي الكارثة

والإثنين الماضي، دعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، إلى تمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا.

وفي عام 2014، سمح مجلس الأمن الدوليّ بعبور المساعدات إلى سوريا عبر أربع نقاط حدودية لا تخضع لسيطرة دمشق، لكنّه ما لبث أن قلّصها مطلع عام 2020، بضغوط من روسيا والصين، لتقتصر على معبر باب الهوى، وتضغط روسيا من أجل وقف العمل بهذه الآلية لعدم مرورها عبر  حكومة دمشق.

والأسبوع الماضي دعت 32 منظمة غير حكومية مجلس الأمن الدولي إلى تمديد العمل بالآلية الحالية لإيصال المساعدات إلى سوريا.

وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، حذرت المنظمات، وبينها المجلس النروجي للاجئين و”أوكسفام” و”أنقذوا الأطفال”، من أنّ “حجم الأزمة يتطلب إعادة تفويض المساعدات عبر الحدود لـ12 شهراً على الأقل”.

وأضافت أن “من شأن أي شيء أقل من ذلك أن يبين للسوريين أن المجلس مستعد لقبول المعاناة غير الضرورية والخسائر في الأرواح”.

روسيا تنفذ وعيدها

والشهر الماضي أكد دميتري بوليانسكي، المندوب الروسي بمجلس الأمن بأن روسيا لن تسمح بتمرير القرار.

وقال: لا يمكننا تجاهل الحقيقة المتمثلة في أن هذه الآلية في حال تسمية الأمور بمسمياتها تنتهك سيادة سوريا ووحدة أراضيه.

وحذّر بوليانسكي من مساعي الدول المؤيدة لتمديد آلية إيصال المساعدات إلى سوريا عبر الحدود لأنها لا تفضي إلى نتائج إيجابية

اقرأ أيضاً || ملف سوريا يُطرح للتفاوض بأروقة مجلس الأمن.. روسيا تلوّح وأمريكا تتعهد

واستخدمت روسيا حق النقض الفيتو أكثر من 18 مرة في مجلس الأمن بقضايا تخص الملف السوري، كانت كلها داعمة لحكومة النظام السوري.

أزمة خطيرة

وفي 10 من كانون الثاني الماضي، مدّد مجلس الأمن الدولي التفويض الخاص بإيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدة ستة أشهر أخرى، وذلك دون تصويت جديد في المجلس.

وجاء تمديد التفويض حينها بعد شد وجذب، انتهى بلقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في جنيف وبحث الملف، لتوافق روسيا على تمديد القرار بعدها بشكل مؤقت.

إلا أنّه هذه المرة فإن الخلافات مشتعلة بين البلدين بعدة ملفات منها الملف الأوكراني والمواجهات بعدة قضايا منها الطاقة بالأسواق الأوربية.

محاولات غربية للحل

والشهر الفائت ناقش وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

وانعقد في بروكسل مؤتمر لدعم سوريا، دعت خلاله الدول المشاركة إلى دعم الشعب السوري من خلال زيادة وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوصول إلى حل سياسي وضمان العدالة والمساءلة عن الفظائع المرتكبة بحق السوريين.

اقرأ أيضاً || “كابوس جوع” يتجدد.. المساعدات إلى سوريا رهينة مخطط روسي واستغلال تركي للمنطقة الآمنة

وأعلنت سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أن الولايات المتحدة ستقدم 808 مليارات دولار كمساعدات إنسانية جديدة للشعب السوري، وهو أكبر إعلان عن المساعدات الإنسانية تصدره الولايات المتحدة في مؤتمر بروكسل.

يذكر أنّ الحكومة السورية أرسلت برفقة الهلال الأحمر عدة قوافل مساعدات إلى مناطق غرب سوريا مؤخراً دخلت عبر المعابر المشتركة مع المعارضة، وتم توزيعها هناك وسط انتقادات لهيئة تحرير الشام التي تحكم إدلب، بسبب سماحها للنظام السوري بعملية الترويج للمشروع الروسي ذاته الذي تطرحه موسكو بمجلس الأمن.

المساعدات إلى سوريا يوقفها فيتو روسي و24 ساعة تفصل عن "الكارثة"
المساعدات إلى سوريا يوقفها فيتو روسي و24 ساعة تفصل عن “الكارثة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى