أخبار العالمسلايد رئيسي

تقرير أمريكي: دولة أوروبية إلى جانب العرب يمكن أن تنقذ أوروبا من بوتين

كشفت صحيفة فايننشال تايمز، عن دور دولة أوروبية إلى جانب العرب، في محاولة إنقاذ القارة “العجوز” من أزمة الطاقة خلال الشتاء القادم، بعد التحذيرات من نقص الإمدادات الروسية التي تحاول الدول الأوروبية الاستغناء عنها تماماً.

دولة أوروبية تنقذ القارة

وقالت الصحيفة في تقرير، إن دور النرويج قد برز بوضوح أزمة الطاقة بتعويض النقص في إمدادات الغاز الروسي، لكن الوقت قد حان لمطالبتها بالمزيد.

واعتبر التقرير أنه في “خضم أزمة الغاز سطع نجم النرويج.. وتصدرت المشهد وفعلت ما بوسعها لتبقى الإنارة مشتعلة في أرجاء أوروبا، فقد زادت من إنتاجها لتعويض ما يمكن من الإمدادات الروسي”.

وتشير الصحيفة إلى صعود أسعار الغاز عالمياً، وهذا ألقى بظلاله على أشياء كثيرة فحتى المصانع هدأ ضجيجها، حسب وصفها.

وتؤكد أنه هناك ثمة من يرى أن الوقت قد حان لمطالبة النرويج بفعل المزيد، وهو أمر ربما كان ضرباً من الخيال في يوم من الأيام، إلا أنها تعتبر أنه يجب أن توافق النرويج على خفض اسعار بيع غازها.

وتضيف ” قبل أن تعلو صيحات الاحتجاج من أوسلو وقبل أن تتدفق شكاوى أنصار اقتصاد السوق، يجدر القول إن هذا ليس اقتراحاً رسمياً، وإنما هي آراء يهمس بها في جلساتهم الخاصة مدراء تنفيذيون رفيعو المستوى في مجال النفط والغاز من خارج النرويج، وبما أن الأمر كذلك فهي تستحق أن نتعرف عليها”.

أزمة الطاقة

وتشرح الصحيفة أن” أوروبا، سواء أرادت الاعتراف بذلك أم لا، فهي في الواقع متورطة في حرب اقتصادية نتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا” حسب وصفها.

وتوضح أن العقبة الأكبر التي يمكن أن توقف الدعم الأوروبي لكييف.. هي تحويل أزمة الطاقة إلى أزمة اقتصادية، وتحويل اهتمام الناخبين الغربيين للشأن الداخلي، حيث أن أسعار الغاز لم تعد مرتفعة فحسب، بل إنها تحولت بسرعة إلى” سلاح اقتصادي”.

اقرأ أيضاً|| أزمة إنسانية تهدد دولة أوروبية.. والرعاية الصحية تحذر

وتنقل الصحيفة عن مصادرها أن النرويج تجني أموالاً طائلة من بيع الغاز بسعر يكافئ 400 دولار لبرميل النفط، معتبرةً أن هذا الرقم ضخم لدرجة تحير العقل، لكنها تشير إلى أنه مهما كانت الأرباح عالية ليس في مصلحة النرويح أن تنظر لجيرانها وهم يقعون الواحد تلو الآخر في مستنقع ركود اقتصادي عميق، أو أن ترى الجرأة الروسية وقد تزايدت لدرجة التحرك نحو حدود الاتحاد الأوروبي.

وتتابع الصحيفة: “الأرقام الصعبة تترك أثراً في النفس لذا سنورد بعضها. الحصة الأكبر من الغاز النرويجي تذهب عبر خط أنابيب إلى أوروبا، وهي يشكل نحو ربع إمدادات القارة الأوروبية. في حين أن نصيب المملكة المتحدة وحدها من هذا الغاز يشكل 40 في المائة من الغاز النرويجي”.

النرويج ربحت الملايين

وتبيّن الأرقام أنه في مايو توقعت الحكومة النرويجية أن تصل عائداتها من النفط والغاز لهذا العام إلى 100 مليار يورو، والحديث يدور عن دولة بتعداد سكان لا يتجاوز 5.4 نسمة، ما يعني أن حصة الفرد الواحد تبلغ حوالي 18 ألف يورو، وهذا يمثل أكثر من إجمالي الإنفاق العام لحكومة المملكة المتحدة للفرد خلال عامي 2020/21.

وتؤكد الصحيفة أنه قد تضاعفت أسعار الغاز منذ ذلك الحين، واليوم يتم تداوله باسعار تفوق عشر مرات متوسط أسعار العقد الماضي. ومن الواضح أن النرويج لديها مجال مالي كبير. فيما كانت عائدات النفط والغاز أقل من 30 مليار يورو العام الماضي.

تفاصيل الأرقام توضح أنه إذا وافقت أوسلو على وضع حد أعلى للأسعار بما يكافئ 150 – 200 دولارًا لبرميل النفط، هذا بدوره يشكل أكثر من متوسط ما حققته النرويج في النصف الأول من هذا العام، عندما استطاعت شركة Equinor عملاق الطاقة المدعومة من الحكومة أن تحقق أرباحاً قياسية.

الخيار الصعب

وتنقل الصحيفة عن الخبير الاقتصادي أسلاك بيرج، قوله: “أي تخفيض في السعر سيكون من الصعب على أسلو تقبله من الناحية السياسية، لكن النزويح مع ذلك لديها مصلحة في المساهمة في استقرار الاقتصاد الأوروبي ودعم أوكرانيا.

وأعتبر الخبير أن “الخيار الذي قد يكون منطقيًا لكلا الطرفين هو الالتزام بعقود طويلة الأجل بأسعار أقل بكثير من السعر الحالي، لكن أعلى بكثير من المتوسط التاريخي”.

شاهد أيضاً|| أوروبا تعود لعصور الفحم والأوروبيون يستعدون للهجرة.. هكذا انقلبت القارة رأسا على عقب

ويضيف: “ليس من السهل أن تجد حلاً سحرياً، فمن ناحية ثانية من المهم أن تظل أسعار سوق الغاز الأوروبية مرتفعة من أجل جذب الشحنات اللازمة من الغاز الطبيعي المسال قبل أن تذهب إلى آسيا. كما ان هناك مخاطر من استقرار الأسعار تحت تأثير عوامل السوق”.

الصحيفة تقول أيضاً: “النرويج بدورها معرضة لتقلبات الاقتصاد العالمي، مدفوعة بأسعار الطاقة المتقلبة، هذا الخطر قائم أكثر مما قد يظن البعض، فقد خسر صندوق النرويج للثروة السيادية البالغة قيمته 1.2 تريليون دولار، في النصف الأول من هذا العام 14.4 في المائة، وهذا يشكل 174 مليار دولار، وهذا يساوي أكثر مما يمكن أن تحققه الحكومة من أسعار النفط والغاز القياسية”.

ويتابع التقرير: تدرك النرويج أيضًا وجود تهديد لحجم الطلب على الغاز على المدى الطويل بسبب الأزمة. لذلك فهي راغبة في بناء اقتصاد طاقة مستقبلي معتمد على مصادر الطاقة المتجددة، وعلى التعاون الوثيق مع جيرانها أيضًا.

تبادل المنفعة

وترى الصحيفة أنه من الأهمية بمكان بالنسبة لأوروبا أن تتجنب الوقوع في فخ الاستحواذ على مواردها القومية وإدارة ظهرها لجيرانها، لأن هذه سيصب في مصلحة بوتين، حسب وصفها.

وتؤكد أنه لا ينبغي لأحد أن يقترح معاملة النرويج باعتبارها مستفيدة من الأزمة ونسيان مساهمتها في أمن الطاقة الأوروبي.

وتختم الصحيفة “إن فتح المجال لأقصى حد والسماح بالحد الأعلى من التدفق يستحق التقدير. وقد يكون القيام بذلك بسعر يساعد في تهدئة معاناة الاقتصادات الأوروبية في مصلحة النرويج أيضًا”.

يذكر أنّ الدول الأوروبية توجهت للبحث عن مصادر بديلة للطاقة الروسية، حيث عقدت اتفاقات مع دول عربية مثل السعودية والإمارات والجزائر، وغيرها لسد الحاجة خلال الشتاء القادم الذي تحذر التقارير من أنه قد يكون “كارثياً”.

تقرير أمريكي: دولة أوروبية إلى جانب العرب يمكن أن تنقذ أوروبا من بوتين
تقرير أمريكي: دولة أوروبية إلى جانب العرب يمكن أن تنقذ أوروبا من بوتين.. دولة أوروبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى