اخبار العالمسلايد رئيسي

قرار مفاجئ بشأن الغاز الروسي “يصدم” أوروبا ويربك حساباتها بتوقيت “حساس”

صدر قرار روسي مفاجئ، مساء اليوم الجمعة، بشأن الغاز الروسي المصدر إلى دول أوروبا، يمكن أن يربك الحسابات الأوروبية الباحثة عن حل لنقص الطاقة قبل فصل الشتاء.

قرار مفاجئ بشأن الغاز الروسي

وذكرت وسائل إعلام روسية، أن شركة “غازبروم” تحدثت عن وجود عطل في التوربين الوحيد الذي يعمل في خط أنابيب الغاز “السيل الشمالي-1″، وتم إيقافه تماماً حتى يتم تصحيح الخلل.

وأرسلت الشركة رسالة إلى شركة “سيمنز” حول أعطال محرك خط أنابيب الغاز “السيل الشمالي-1” وضرورة قيامها بإصلاحه.

وقالت “غازبروم” في بيانها على “تيليغرام” إنه خلال أعمال الصيانة الروتينية على وحدة ضخ الغاز الروسي في محطة بورتوفايا، والتي نفذت بالاشتراك مع ممثلي شركة “سيمنس”، تم الكشف عن تسرب للزيت مع خليط من مركب مانع التسرب في منافذ كابلات أجهزة الاستشعار.

وأكدت أنه تم اكتشاف تسرب زيت في أماكن أخرى أيضاً وجرى كتابة التقرير حول تسرب الزيت وتم التوقيع عليه من قبل ممثلي شركة سيمنس.

وأردفت الشركة أنه تم تلقي تحذير من الخدمة الفيدرالية الروسية للرقابة بأن الأعطال والأضرار المكتشفة لا تسمح بالتشغيل الآمن الخالي من المخاطر لمحرك التوربينات. ومن الضروري اتخاذ التدابير المناسبة وتعليق تشغيل التوربينات.

وأوضحت وسائل إعلام روسيا أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا تعطل أعمال صيانة توربينات “سيمنس” المثبتة على خط أنابيب “السيل الشمالي-1″، حسب وصفها.

متوقف منذ 3 أيام

وتوقف توريد الغاز الروسي إلى أوروبا منذ 3 أيام، بسبب وجود أعطال بخط السيل الشمالي، حيث أكدت وسائل إعلام أن روسيا كانت بصدد إعادة ضخ الغاز اليوم السبت.

وتقول شركة غازبروم الروسية محتكرة تصدير الغاز الطبيعي الروسي إن توربينا واحدا يعمل في نقطة دخول خط “نورد ستريم1” ويحتاج إلى الصيانة الفنية كل 1000 ساعة أي حوالي 42 يوماً حتى يستمر الضخ عبر الخط. ومن المنتظر إجراء عملية الصيانة التالية للخط في منتصف تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

وبحسب وكالة بلومبرغ للأنباء، فإنه في ظل وجود توربين واحد يعمل على الخط، يصبح “سلامة الخط كله تحت التهديد”.

اقرأ أيضاً|| روسيا تعاقب أوروبا.. قطع الغاز 72 ساعة متتالية ومخاوف من “أزمة كارثية”

وقد رفض المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، ديمتري بيسكوف، استبعاد إمكانية أن تسبب أعمال الصيانة في خط غاز “نورد ستريم 1” مزيداً من الاضطراب في عمليات توريد الغاز الطبيعي لأوروبا.

وقال بيسكوف، في تصريح بموسكو اليوم الجمعة، إنه لا توجد احتياطات تقنية، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء “إنترفاكس” الروسية.

وأضاف المتحدث: “هناك توربين واحد فقط يعمل”، مشدداً على أن شركة “غازبروم” الروسية العملاقة ليست مسؤولة عن عدم ضمان الاعتماد على “نورد ستريم 1”.

بيانات سابقة طمأنت

ورغم أن بياناً روسياً للشركة المشغّلة للخط، قال في وقت سابق اليوم، إنه من المتوقع استئناف تشغيله اعتباراً من الساعة الثانية من صباح غد بتوقيت برلين، وبطاقة 20% من القدرة التشغيلية الطبيعية للخط، وهو نفس معدل التشغيل قبل توقفه للصيانة يوم 31 أغسطس المقبل، إلا أنّ البيان اللاحق عاد وأربك الحسابات.

وكان ألكسندر نوفاك نائب رئيس وزراء روسيا قد أشار أمس إلى أن بلاده ملتزمة بجدول تشغيل خط نورد ستريم1 الذي ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا مباشرة.

وعلى إثر التصريحات الروسية الأولى تراجع سعر الغاز الطبيعي الهولندي وهو الغاز القياسي للسوق الأوروبية في تعاملات ظهيرة اليوم بنسبة 12% إلى 90.212 يورو لكل ميجاوات/ساعة تسليم الشهر المقبل. واتجه الغاز نحو تسجيل أكبر تراجع أسبوعي للسعر على الإطلاق. كما تراجع الغاز الطبيعي البريطاني تسليم الشهر المقبل بنسبة 16% أيضاً.

أصعب شتاء على الأبواب

ينتظر أوروبا أصعب شتاء يمر عليها منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك بعد الخفض التدريجي لضخ الغاز الروسي عبر خط “نورد ستريم 1” إلى نسبة 40% من طاقته الاستيعابية ثم 20%، قبل أن تعلن شركة “غازبروم” الروسية وقف الضخ بشكل كامل.

اقرأ أيضاً|| بعد أن حذرت فرنسا من شتاءٍ قاسٍ.. شركة إنجي تكشف مفاجأة حول نسبة الغاز المخزن

وتتجه الأنظار حاليا إلى الدول الأوروبية ومخزونها من الغاز، فيما إذا كان يكفي لفصل الشتاء المقبل أم لا.

ووفق موقع موقع “إيه جي إس آي” (AGSI)، المتخصص في تتبع مخزون الغاز في العالم، فإن الدول الأوروبية الكبرى بلغت مستوى مطمئنا من التخزين كما هو الحال بالنسبة لفرنسا وألمانيا وإيطاليا، بخلاف دول أوروبا الشرقية التي تعاني من نقص حاد في مخزون الغاز.

ارتفاع أسعار الغاز

وفي الوقت الذي أوقفت فيه روسيا ضخ الغاز للدول الأوروبية، ارتفعت وبشكل قياسي صادرات الغاز الروسي نحو الصين، وذلك عبر خط “سيبيريا” الذي يصل إلى شرق الصين، وزادت نسبة ضخ الغاز بحوالي 61% مقارنة بسنة 2021.

ومنذ يوليو/تموز الماضي ارتفعت الصادرات الروسية من الغاز نحو الصين بحوالي 300% بالمقارنة مع المعدل العادي خلال السنوات السابقة.

وكان قد أدى القرار الروسي في وقف ضخ الغاز نحو الدول الأوروبية، إلى بلوغ سعره في السوق العالمية خلال أغسطس/آب الماضي حوالي 3100 دولار لكل ألف متر مكعب من الغاز، وهو ما يعادل ارتفاعا في الأسعار بنسبة 610% مقارنة بنفس الفترة خلال العام الماضي.

قرار مفاجئ بشأن الغاز الروسي "يصدم" أوروبا ويربك حساباتها بتوقيت "حساس"
قرار مفاجئ بشأن الغاز الروسي “يصدم” أوروبا ويربك حساباتها بتوقيت “حساس”.. الغاز الروسي “يصدم” أوروبا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى