أخبار العالمسلايد رئيسي

بوتين يتحدث عن “حرب خاطفة” ضد روسيا ويتغاضى عن “هزيمة كارثية”

رغم العقوبات “غير المسبوقة” على روسيا، وتكاليف الحرب المستمرة على أوكرانيا منذ نحو 7 أشهر، فضلاً عن الهزيمة الكبرى التي تعاني منها موسكو الآن بخسارتها أكثر من 3000 كيلومتراً مربع، وهي مناطق سيطرت عليها خلال 6 أشهر ماضية في شرق أوكرانيا، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرى أن “شن حرب عابرة” ضد موسكو لم ينجح وأن بلاده قادرة على مواجهة الضغوطات الغربية.

بوتين والحرب الخاطفة

واعتبر بوتين أن “تكتيكات الحرب الاقتصادية الخاطفة، والهجوم الذي كانوا يعتمدون عليه ضد روسيا لم ينجح وهذا واضح بالفعل للجميع ولهم أيضاً.

وقال الرئيس الروسي في كلمة خلال اجتماع حكومي حول الشؤون الاقتصادية، اليوم الاثنين، إن التضخم بعد بلوغه الذروة في أبريل الماضي تراجع ووصل بتاريخ 5 سبتمبر الجاري إلى 14 بالمئة، وهناك مؤشرات لبلوغ المؤشر مستوى 12 بالمئة هذا العام.

وأضاف أن انكماش الناتج المحلي الإجمالي تباطأ إلى 4.3 بالمئة تزامناً مع انتعاش النشاط الاقتصادي، لافتاً أن الاقتصاد الروسي يسير على مسار النمو. وأكد الرئيس الروسي على أن عملية التخلي عن الدولار أمر حتمي لروسيا.

وأشار إلى أن روسيا تواجه عدواناً على الصعيد التكنولوجي والمالي، لكن الحرب الخاطفة الاقتصادية ضدها لم تنجح.

أرقام رسمية “غير واقعية”

لكن تصريحات بوتين وأرقامه الرسمية، تقابله تقارير ووقائع على الأرض تفترض أن تأثير العقوبات الغربية على اقتصاد روسيا كبير ويتجاوز بكثير الأرقام الرسمية.

وكان تقرير لجامعة يال، أفاد بأن العقوبات الغربية نجحت في “شلّ الاقتصاد الروسي تماماً وعلى جميع المستويات”.

وبحسب التقرير الذي أعده باحثون من جامعة يال، فإن “مغادرة الشركات العالمية لروسيا والعقوبات تشل الاقتصاد الروسي على المديين القصير والطويل”، خصوصاً أن موسكو تجد صعوبات بالغة في توفير “قطع غيار ومواد أولية أو تقنيات أساسية”.

ورسم الباحثون صورة قاتمة بقولهم إن “على الرغم من أوهام الاكتفاء الذاتي وتعويض الواردات.. توقف الإنتاج المحلي الروسي تماماً وليس لديه القدرة على تعويض الشركات والمنتجات والمهارات المفقودة”.

وجادلوا أيضاً بأن الشركات التي غادرت البلاد “تمثل حوالى 40% من ناتج روسيا المحلي الإجمالي، مما أدى إلى إلغاء تقريباً كل الاستثمارات الأجنبية خلال العقود الثلاثة الماضية”.

وقال الباحثون إنهم لاحظوا وجود خطاب سردي مفاده أن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية على روسيا منذ غزو أوكرانيا أدت إلى “حرب استنزاف اقتصادية تعيث فساداً في الغرب بالنظر إلى المرونة المفترضة للاقتصاد الروسي”. وأضافوا “هذا خطأ ببساطة”، متحدثين عن نشر “إحصائيات ينتقيها” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

تهديد لروسيا

تأتي أرقام بوتين حول “استقرار وتعافي” الاقتصاد الروسي، في وقت منيت قواته بهزيمة كبرى في معاقل استراتيجية حول مدينة خاركيف شمال شرق أوكرانيا، حيث استعادت كييف المساحة التي سيطرت عليها روسيا على مدى 6 أشهر، وذلك في غضون 3 أيام فقط، ما يعني أن بوتين الآن أمام معركة جديدة بتكاليفها الباهظة، إذا ما فكّر جدياً في القيام بها.

الهجوم المفاجئ الذي بدأ قبل ستة أيام، يمكن أن يكون تداعيات كارثية محتملة على القوات الروسية، حيث يعني الاختراق أن الأوكرانيين الآن في وضع يسمح لهم بتهديد خطوط الإمداد الحيوية لروسيا، وفق صحيفة “ديلي تليغراف”.

وبحسب الصحيفة، استفاد المجهود الحربي الأوكراني بشكل كبير من الدعم العسكري الذي تلقته كييف من دول الناتو مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، و”على النقيض من ذلك، يبدو الجيش الروسي محبطًا وغير قادر على حشد رد فعال ضد الهجوم الأوكراني، وهو وضع لا يبشر بالخير بالنسبة لحلم بوتين بإعادة توحيد أوكرانيا مع روسيا الأم”.

مواضيع ذات صِلة : تحوّل في ميدان المعركة.. كييف تستعيد أكثر من 20 بلدة شرق أوكرانيا وموسكو صامتة

وقالت الصحيفة إنه “إذا تمكن الأوكرانيون من الحفاظ على المكاسب العسكرية الرائعة، التي حققوها خلال الأيام القليلة الماضية، فسيجد بوتين نفسه قريبًا مُحدّقا في هاوية هزيمة كارثية”.

شاهد أيضاً : حلف الناتو “ديني” للقضاء على يأجوج ومأجوج بقيادة بوتين والصين..إمبراطورية الشر 3

بوتين يتحدث عن "حرب خاطفة" ضد روسيا ويتغاضى عن "هزيمة كارثية"
بوتين يتحدث عن “حرب خاطفة” ضد روسيا ويتغاضى عن “هزيمة كارثية”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى