الشأن السوري

من قمة شنغهاي.. بوتين يبشر بأمرٍ مهم وتساؤلات حول مزحته القديمة مع أردوغان

مع انطلاق قمة “منظمة شنغهاي للتعاون” بمدينة سمرقند في أوزبكستان، وسط تصاعد التوتر بين روسيا والغرب، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ”مراكز النفوذ الجديدة”، فيما دعا نظيره الصيني شي جينبينغ، إلى نظام دولي جديد أكثر عدلاً، بينما كشف أردوغان هدف بلاده وسط تساؤلات حول ما إذا كانت أنقرة ستنضم للمنظمة.

بوتين يبشر بمراكز النفوذ الجديدة في قمة شنغهاي

خلال كلمة ألقاها في قمة شنغهاي الإقليمية، اليوم الجمعة، قال الرئيس الروسي: “الدور المتعاظم لمراكز النفوذ الجديدة يتضح بشكل متزايد”، مشدداً على أن التعاون بين بلدان منظمة شنغهاي، يستند خلافاً للدول الغربية، إلى مبادئ “مجردة من أي أنانية”.

ولمح بوتين مجدداً إلى اتفاقية الحبوب التي سمحت بفك الحصار عن الموانئ الأوكرانية قبل نحو شهرين، برعاية أممية وتركية، معتبراً أن الأولوية يجب أن تكون للدول الفقيرة والنامية.

كما أكد استعداد بلاده لتقديم الأسمدة والحبوب الروسية لتلك الدول بلا مقابل، مشيراً إلى أن موسكو مستعدة للعمل من أجل حل الكثير من المشاكل في العالم أهمها الطاقة والغذاء.

وأعلن أن أوروبا لم تلغِ سوى بعض العقوبات الجزئية المفروضة على الأسمدة الروسية، قائلاً إنَّ هناك 300 ألف طن من تلك الأسمدة عالقة في المواني الأوروبية.

من قمة شنغهاي الصين تدعو لنظام دولي

في سياقٍ متصل، دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى نظام دولي “أكثر عدلاً وعقلانية”.

وشدد شي على ضرورة أن يتعاون القادة ويعملوا معاً للتشجيع على قيام نظام دولي يسير في اتجاه أكثر عدلاً وعقلانية، وفق ما أوردته وكالة فرانس برس.

اجتماع بوتين وشي

ويوم أمس الخميس، كان الرئيسان الروسي والصيني اجتمعا على هامش تلك القمة، ووجه بوتين انتقادات لاذعة إلى المحاولات الأمريكية لإرساء عالم أحادي القطب، بشكل وصفه بـ”قبيح”.

فيما دعا شي إلى ضرورة تضافر جهود “القوى العظمى” بهدف إرساء استقرار دولي أكبر وحل المشاكل.

أردوغان يكشف هدف بلاده

في كلمته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “هدفنا تأسيس حزام سلام في منطقتنا وخارجها عبر نهج دبلوماسي مبادر يولي أولوية للإنسان وقيمه”.

وأضاف: “بصفتنا شريكاً محاوراً منذ 10 أعوام في منظمة شنغهاي للتعاون، باتت المنظمة واحدة من نوافذنا المنفتحة على آسيا”.

وتابع: “موقعنا كجسر بين الشرق والغرب يوفر إمكانات فريدة ونحن مستعدون للتعاون في كافة المجالات ومنها الأمن والاقتصاد والطاقة والنقل والزراعة والسياحة”، وفق ما نقلته وكالة الأناضول التركية.

ويشارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأول مرة كضيف شرف بقمة دول منظمة شنغهاي للتعاون، في سمرقند عاصمة أوزبكستان التاريخية.

هل تتحول مزحة أردوغان وبوتين لحقيقة؟

في تموز/ يوليو 2012، كشف أردوغان عندما كان رئيساً للوزراء عن مزحة بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي.

وذكر أردوغان أن بوتين سأله مازحاً: “أنتم تزعجوننا ما بين الفينة والأخرى.. ماذا تفعلون في الاتحاد الأوروبي؟”، فأجابه أردوغان ممازحاً: “أدخلونا إلى منظمة شنغهاي وسنراجع انضمامنا إلى الاتحاد الأوروبي”.

الكاتب التركي سيدات إرغين، ذكر في تقرير على صحيفة “حرييت”، أنه ليس من الصعب تخمين أن بوتين في عقله الباطني، يفضل تركيا خارج الاندماج مع الغرب لصالح روسيا.

وشهد عام 2012 الذي أدلى فيه أردوغان بتصريحاته، نالت تركيا صفة “شريك في الحوار” ضمن المنظمة عام 2012.

وفي كانون الثاني/ يناير 2013، انتقد أردوغان الاتحاد الأوروبي بسبب عرقلة انضمام بلاده إليه، وفي رده على تساؤل بشأن توجه تركيا للانضمام إلى شنغهاي بدلاً من الاتحاد الأوروبي قال: “خماسية شنغهاي أقوى وأفضل”.

وفي عام 2016 عندما أصبح أردوغان رئيسا للبلاد، قال إن تركيا لا تحتاج إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي “بأي ثمن” ويمكنها بدلاً من ذلك أن تصبح عضوا في منظمة شنغهاي للتعاون.

وتابع: “أعتقد أنه إذا انضمت تركيا إلى خمسة شنغهاي فإنها ستتمكن من التصرف براحة أكبر بكثير”.

وشدد الكاتب التركي على أن مشاركة أردوغان شخصيا في القمة تحمل رمزية هامة في وقت تعاني فيه العلاقات مع العالم الغربي أزمة مشاكل كبيرة.

منظمة شنغهاي

يشار إلى أن منظمة شنغهاي للتعاون التي تضم الصين وروسيا والهند وباكستان والجمهوريات السوفيتية السابقة في آسيا الوسطى، أنشئت في 2001 كأداة للتعاون السياسي والاقتصادي والأمني، منافسة للمنظمات الغربية.

وأعضاء منظمة شنغهاي للتعاون: الصين وروسيا وقرغيزستان وطاجيكستان وكازاخستان وأوزبكستان والهند وباكستان وإيران حديثًا، أما البلدان المراقبة فهي: أفغانستان، منغوليا، بيلاروسيا، والدول المشاركة في الحوار: تركيا وأذربيجان وسريلانكا وأرمينيا وكمبوديا ونيبال والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى