فجّرت احتجاجات ورفعت مستوى العقوبات.. 10 معلومات عن التعبئة وما تعنيه لجيش بوتين
أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، بأول تعبئة جزئية في بلاده منذ الحرب العالمية الثانية، بعد انتكاسة كبيرة في ساحة المعركة بأوكرانيا، وذلك في محاولة للتغلب على المد العسكري، في صراع يعتبره فاصلاً بين الشرق والغرب، وهو إعلان أشعل مظاهرات غاضبة في مدن روسية، وأدى لفرض المزيد من العقوبات الغربية على روسيا.
تصف روسيا رسمياً التعبئة حتى الآن بأنها جزئية سيتم فيها استدعاء 300 ألف جندي من قوات الاحتياط على مدى أشهر، بدلاً من استدعاء كامل يعتمد على قوة احتياطية هائلة يبلغ قوامها 25 مليوناً، حسبما قال وزير الدفاع الروسي.
تفاصيل تعبئة بوتين
خطة التعبئة التي عرض موقع الكرملين بعضاً من بنودها في مرسوم وقعه بوتين، فيما كشف وزير دفاعه عن أجزاء أخرى، تنص على استدعاء فوري لـ 300 ألف جندي من قوات الاحتياط الذين خدموا في السابق بالجيش الروسي ولديهم خبرة قتالية أو مهارات عسكرية متخصصة. ولن يشمل ذلك الطلاب أو المجندين الذين يخدمون لفترات إلزامية مدتها 12 شهرا في القوات المسلحة.
لم يكشف الجيش الروسي عن القائمة الدقيقة للتخصصات، لأنها ستكشف عن المجالات الروسية التي ينقصها أفراد، لكنه يتطلع إلى جنود شغلوا في الماضي سائقي دبابات وخبراء مفرقعات والقناصة.
قال منتقدون لهذه الخطة، إن صياغة مرسوم التعبئة والتفاصيل المتعلقة بمن سيشمله ومن يستبعده تُركت غامضة عن عمد، فيما يبدو أنها لمنح السلطات مساحة واسعة من الحرية عند تنفيذه. ولم يتضح ما إذا كانت تفاصيل أخرى قد حُجبت عن عمد أيضاً مثل عدد 300 ألف الذي لم يرد في المرسوم، لكنه جاء في مقابلة أجراها وزير الدفاع سيرغي شويغو.
ستكون المهمة الرئيسية لجنود الاحتياط، وفقاً لشويغو، هي تعزيز خط الجبهة في أوكرانيا، والذي يتجاوز طوله حالياً ألف كيلومتر. كما لا يمكن نشر جنود الاحتياط فعلياً في أوكرانيا على الفور لأنهم بحاجة أولا إلى تنشيط أو تدريب جديد والاطلاع على الطريقة التي تنفذ بها روسيا ما تصفه بأنها “عملية عسكرية خاصة”. ويتوقع محللون عسكريون غربيون ألا يروا تحركاً قبل أشهر.
الجنود المحنكون الذين يخدمون حالياً في القوات المسلحة ستُمدد عقودهم تلقائياً إلى أن تقرر السلطات إنهاء فترة التعبئة المؤقتة. وهذا يعني أنه أصبح من الأصعب جداً أن يترك مثل هؤلاء الجنود الخدمة.
وأثناء الخدمة، لا يمكن الخروج من الجيش أو قوة الاحتياط إلا لأسباب تتعلق بالسن والصحة. وكانت البرلمان الروسي وافق قبل يوم واحد على مشروع قانون يشدد العقوبات على جرائم مثل الهروب من الخدمة العسكرية أو إلحاق الضرر بممتلكات عسكرية أو العصيان إذا ارتكبت أثناء التعبئة أو القتال. وبحسب مشروع القانون، يصبح استسلام العسكريين الروس طوعاً جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة عشر سنوات.
وسيحصل جنود الاحتياط على حوافز مالية، كما أن مستوى أجورهم سيتساوى مع أجور العسكريين العاملين بصفة دائمة في القوات المسلحة الروسية والذين يتقاضون رواتب أكبر بكثير من متوسط الرواتب في روسيا. وقد تجذب هذه الحوافز بعض سكان الأقاليم حيث تقل الأجور عادة عنها في المدن الكبرى.
هروب جماعي
وأثار إعلان التعبئة فزع بعض جنود الاحتياط المحتملين على ما يبدو، فسارعوا إلى مغادرة البلاد، ووفقاً لبيانات مبيعات تذار الطيران، فإنها نفذت بسرعة، تذاكر الرحلات المغادرة لروسيا.
واعتُقل مئات الأشخاص الأربعاء، في مظاهرات عمت أنحاء البلاد احتجاجاً على إعلان بوتين التعبئة للقتال في أوكرانيا. وأحصت منظمة “أو في دي – إنفو” توقيف 1054 شخص في تظاهرات في 38 مدينة روسية عقب الخطاب الذي وجهه بوتين.
ووصفت الاحتجاجات بأنها الأكبر منذ تلك التي أعقبت إعلان بوتين قراره شن عملية عسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
وجدد نشطاء من تحالف “فينسا” أو “الربيع” المناهض للحرب، دعوة المواطنين إلى الاحتجاج على إعلان التعبئة في وسط المدن والبلدات، ومن المرجح أن تفرق السلطات أي احتجاجات من هذا القبيل.
وقال تحالف فيسنا في بيان، إن التعبئة “تعني الإلقاء بآلاف الروس من آبائنا وإخوتنا وأزواجنا في مفرمة الحرب”. وأضاف “الآن تحل الحرب داخل كل بيت وكل أسرة”.
عقوبات أوروبية جديدة
من جهة أخرى، اتفق زعماء الدول الأوروبية على فرض عقوبات جديدة تستهدف روسيا، وأبدوا مزيداً من الدعم والتضامن مع أوكرانيا، حيث توعدوا بدعمٍ عسكري إضافي.
وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن دول التكتل السبع والعشرين اتخذت قراراً سياسياً بتطبيق إجراءات جديدة تتعلق بقطاعات وأفراد. كما اتفق الوزراء على مواصلة مد أوكرانيا بالمزيد من السلاح.
مواضيع ذات صلة: دول رفعت الجاهزية وأخرى جهزت الرد.. هكذا تلقت بلدان غربية إعلان تعبئة بوتين