أخبار العالم

“خطر استراتيجي”.. أمريكا متخوفة من ملف قد تسرّبه السعودية لروسيا إذا استمرت الخلافات

مع تصاعد الخلافات السعودية الأمريكية، سلط مشرعون أمريكيون الضوء على “خطر استراتيجي” على الولايات المتحدة قد تسببه المملكة في حال استمر الخلاف، وازداد التقارب بالمقابل مع روسيا.

 

تحذير من خطر استراتيجي 

 

وحذر السيناتور ريتشارد بلومنتال، عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي من احتمال مشاركة السعوديين تكنولوجيا دفاعية أمريكية مع روسيا، وهو ما اعتبر بمثابة “خطر استراتيجي” على الأمن القومي الأمريكي. 

 

وقال ريتشارد: إنه “سيبحث بشكل أعمق مخاطر هذا الاحتمال” خلال المناقشات مع البنتاغون، لاسيما بعد الخلاف الناتج عن قرار منظمة أوبك بلس الأخير.

 

ونقلت صحيفة الغارديان عن المسؤول الأمريكي قوله:  “أريد بعض التأكيدات في هذا الشأن، وإذا كانت هناك مخاطر، فأنا أريد تحديد ما يمكن فعله للتخفيف من هذه المخاطر على الفور”.

 

وشدد بلومنتال أيضاً على أن أحد مجالات اهتمامه الأساسية تصب في مجال التأكد من أن روسيا لن تستفيد من التكنولوجيا الحساسة التي تمت مشاركتها مع الرياض. 

 

وقال السيناتور: “سوف نتشاور مع البنتاغون، ونتحدث معهم بصراحة شديدة حول تقييمهم للمخاطر في نقل التكنولوجيا في أنظمة الأسلحة المتقدمة التي تم صنعها بالفعل. أنا لا أقدم إلى أي استنتاجات ولكن يجب أن تأخذ هذه القضية على محمل الجد”.

 

وأكد أنه “يؤيد مقترحات لنقل الأسلحة الموجودة حالياً في المملكة العربية السعودية وتلك المرتقب نقلها مستقبلاً إلى الحلفاء لأوكرانيا”.

 

وأشار بلومنتال إلى أنه لم يقترح تكفل الولايات المتحدة بتدريب القوات الأوكرانية في أوكرانيا، ولكن من الممكن القيام بذلك خارج البلاد.

 

القرار الذي قصم ظهر الصداقة

 

كان قرار خفض إنتاج النفط أحدث علامة على تدهور العلاقات السعودية الأمريكية، رغم نفي البلدين أن الأمور بينهما تتدهور بسببه.

 

وجاء القرار قبل أيام ليدق أسفيناً بين البلدين معلناً توجيه “صفعة” ثانية لمساعي الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي حاول الضغط على السعودية والإمارات وباقي دول الخليج لرفع إنتاج النفط.

 

وكانت الضربة الأولى لبايدن حين زار السعودية خلال انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي، وهناك رفضت دول الخليج الرضوخ لطلب بايدن وعاد خالي الوفاض.

مواضيع ذات صِلة|| السعودية تكشف سبب ارتفاع النفط في أمريكا وليس لقرار “أوبك” علاقة فيه

واليوم الإثنين عاد مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، لينقل على لسان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قوله إنه سيتصرف “بشكل منهجي” في إعادة تقييم العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية عقب قرار خفض إنتاج النفط الأسبوع الماضي.

 

وأوضح سوليفان، أن بايدن ليست لديه خطط للقاء ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في قمة زعماء مجموعة العشرين في تشرين الثاني المقبل، ولا توجد تغييرات “وشيكة”، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.

 

السعودية ترد

 

ورغم التصريحات الأمريكية المتكررة ودعوات بعض المشرّعين بانتهاج سياسة أكثر صرامة ومحاسبة السعودية على ذلك القرار الذي وصفه بايدن بأنه “عدائي”، إلا أنّ المملكة أكدت أنه قرار اقتصادي بحت وليس له أي علاقة بالسياسة.

 

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، إنها شعرت بضرورة إظهار “الرفض التام” للتصريحات التي “وصفت القرار بانحياز المملكة إلى طرف في النزاعات الدولية وأنه كان لدوافع سياسية ضد الولايات المتحدة الأمريكية”.

شاهد الفيديو|| “نوبك” أمريكي لمعاقبة “أوبك” السعودية وروسيا… واشنطن ترد والرياض ترفع درجة التحدي

وأكدت المملكة أنها في الوقت الذي تسعى فيه للحفاظ على متانة علاقاتها مع جميع الدول الصديقة، فإنها تؤكد رفضها لأي إملاءات أو أفعال أو جهود لتشويه أهدافها النبيلة لحماية الاقتصاد العالمي من تقلبات السوق النفطية.

 

ودافع وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود، عن القرار في 5 من الشهر الجاري، في تصريح للتلفزيون السعودي، قائلًا: إن مصلحة بلاده تأتي أولًا، ثم مصالح الدول الحليفة، مشيرًا إلى أن القرار يراعي مصالح الجميع “لتنمية الاقتصاد العالمي”.

 

وشددت وزارة الخارجية السعودية، في بيانها، على أن قرار “أوبك +” اعتُمد بالتوافق، آخذين في الاعتبار توازن العرض والطلب، وبهدف كبح تقلبات السوق، حسب وصفها.

وتشهد علاقة السعودية وأمريكا أجواء مشحونة منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن السُلطة، حيث وجه انتقادات لاذعة للمملكة لا سيما في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. 

"خطر استراتيجي".. أمريكا متخوفة من ملف قد تسرّبه السعودية لروسيا إذا استمرت الخلافات
“خطر استراتيجي”.. أمريكا متخوفة من ملف قد تسرّبه السعودية  خطر استراتيجي – لروسيا إذا استمرت الخلافات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى