أخبار العالم

لماذا ترفض إدارة بايدن إرسال طائرات “النسر الرمادي” المسيّرة تحديداً إلى كييف؟

رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية، قدمت ولا تزال تقدم جميع أنواع الأسلحة لأوكرانيا بهدف الصمود أمام الهجوم الروسي ومواجهة قوات بوتين، لكن لماذا ترفض إدارة بايدن إرسال طائرات “النسر الرمادي” المسيّرة تحديداً إلى كييف حتى الآن؟

إدارة بايدن وطائرات “النسر الرمادي”

نشرت مجلة الإنترسبت الأمريكية تقريراً بعنوان “هل سيرسل بايدن طائرات مسيرة متقدمة إلى أوكرانيا؟”، ورصد التقرير الجوانب المتعددة للموقف الأمريكي من تلك الحرب، التي تراها واشنطن في إطار صراع “جيواستراتيجي” أوسع مع روسيا والصين، وباقي العالم في حقيقة الأمر.

وفي هذا السياق، شهدت صناعة الحرب عامين كبيرين للغاية، إذ تضافر الهجوم الروسي على أوكرانيا وتصاعدت التوترات مع الصين ليُسرّعا من وتيرة الإنفاق العسكري الأمريكي الشرسة بالفعل، وتزيد معها مبيعات الأسلحة والعقود الدفاعية.

ولا شك، بحسب التقرير، في أن الشهية للأسلحة الأقوى والتقنيات الأكثر تطوراً كانت “إيذاناً بعصرٍ ذهبي جديد لصناع الحرب الأمريكيين”.

وأضافت المجلة: “يمكن القول إن الحرب الأوكرانية منحت صناعة الدفاع فرصةً لاختبار أحدث ابتكاراتها على أرض معركةٍ حقيقية ضد دولةٍ قوية، مع الميزة الجيوسياسية الإضافية التي تتمثل في إضعاف قدرات الحرب واستنزاف مخزون الأسلحة الروسية”.

لماذا ترفض إدارة بايدن إرسال طائرات "النسر الرمادي" المسيّرة تحديداً إلى كييف؟
لماذا ترفض إدارة بايدن إرسال طائرات “النسر الرمادي” المسيّرة تحديداً إلى كييف؟

قصة المسيّرات التي ترفض إدارة بايدن منحها لكييف

بحسب التقرير الأمريكي، شهدت واشنطن خلال الأشهر الماضية، معركةً صامتة تختمر حول مسألة سماح إدارة بايدن لأوكرانيا بشراء طائرات النسر الرمادي “إم كيو-1 سي”، التي ستكون أكثر الطائرات المسيرة المسلحة تقدماً في الحرب الأوكرانية حتى اليوم.

إذ تستطيع تلك الطائرات إطلاق أربعة صواريخ هيلفاير عالية القدرة أو ثماني ذخائر ستينغر، وتُمثل الخليفة غير الرسمي لطائرات بريداتور المسيرة التي شاركت في مهمات مكافحة الإرهاب الأمريكية داخل الشرق الأوسط وأفغانستان وأفريقيا، خاصةً في عهد الرئيسين أوباما وترامب.

لكن الفارق بين طائرتي بريداتور (المفترس) وريبر (الحاصد) من ناحية وطائرة النسر الرمادي من ناحيةٍ أخرى يكمن في أن الولايات المتحدة لم توافق على تصدير الأخيرة من قبل مطلقاً، حتى لدول الحلفاء، إذ سيتطلب تصديرها موافقة عددٍ من الكيانات الحكومية، التي تشمل الجهات التنظيمية في وزارتي الخارجية والدفاع.

وتتمتع طائرات النسر الرمادي بتقنية استخبارات واستطلاع متطورة، كما تستطيع البقاء في الجو لمدةٍ تتجاوز 24 ساعة، مما يجعلها سلاحاً مثالياً لفرض رقابةٍ مستمرة على الهياكل التي يُعتقد أنها تؤوي “أهدافاً عالية القيمة”، أو لتنفيذ هجمات بعيدة المدى في مناطق الحرب غير المعلنة أو “مناطق حظر الوصول”، وذلك دون الحاجة لاستخدام الطائرات الحربية أو الصواريخ الجوالة المُطلقة من البحر أو حتى القوات البرية.

وتستطيع طائرات النسر الرمادي أن تُمكِّن أوكرانيا نظرياً من تنفيذ ضربات جوية في عمق الأراضي الروسية.

ولم تُخفِ شركة جنرال أتوميكس المصنعة للطائرة رغبتها في إرسال بعض نسخها إلى أوكرانيا، حيث قال سي مارك برينكلي، المتحدث باسم الشركة: “إذا كنتم تعتقدون أن راجمات الصواريخ هيمارس أحدثت فارقاً في الحرب، فعليكم أن ترسلوا طائرات النسر الرمادي إلى سماء أوكرانيا وستلاحظون الفارق بحق”.

ورفضت إدارة بايدن والبنتاغون الموافقة على بيع تلك الطائرات المسيرة لأوكرانيا حتى اليوم، وذلك بدعوى المخاوف حيال احتمالية سقوط إحداها في يد الروس حاملةً معها الأنظمة التقنية المتقدمة، التي تشمل نظام الاستهداف متعدد الأطياف من إنتاج رايثيون.

أمريكا زودت أوكرانيا بطائرات انتحارية

في السياق، زودت الولايات المتحدة أوكرانيا ببعض طائرات كاميكازي الانتحارية أمريكية الصنع، وتشمل هذه القائمة طائرات الشفرات التي يستخدمها الجيش ومشاة البحرية الأمريكية، ويمكن حملها داخل حقيبة ظهر، وتستطيع تنفيذ هجمات قصيرة المدى ضد الأفراد والمركبات والطائرات الصغيرة.

وحصلت أوكرانيا على 700 طائرة شفرات، التي تُعتبر بمثابة صاروخ صغير يمكن التحكم فيه عن بعد، وجرى تصميمها بنموذج يحاكي رؤوس أرض-جو الحربية من طراز جافلين.

كما أرسلت الولايات المتحدة أكثر من 1800 طائرة مسيرة “انتحارية” من طراز شبح العنقاء، الذي يعمل بطريقةٍ مشابهة لطائرات الشفرات، وعلاوةً على الطائرات المسيرة المسلحة الصغيرة، زوّدت واشنطن نظيرتها كييف بطائرات مسيرة من طراز بوما (الفهد) وسكان إيغل (النسر الماسح) لأغراض المراقبة والاستطلاع.

لماذا ترفض إدارة بايدن إرسال طائرات "النسر الرمادي" المسيّرة تحديداً إلى كييف؟
لماذا ترفض إدارة بايدن إرسال طائرات “النسر الرمادي” المسيّرة تحديداً إلى كييف؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى