روسيا ترد على بابا الفاتيكان بعد ما قاله عن الجنود المسلمين في قواتها

انتقدت وزارة الخارجية الروسية، مساء أمس الإثنين، تصريحات بابا الفاتيكان بعد حديثه عن الجنود المسلمين في القوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا.

روسيا ترد على بابا الفاتيكان

ونقلت قناة “روسيا اليوم” الإخبارية الروسية، عن المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، قولها: “لم يعد هذا خوفاً من روسيا، إنه تحريف ولا أعرف حتى أي مستوى”.

وكتبت زاخاروفا في وقت لاحق على تيليغرام: “نحن أسرة واحدة مع البوريات والشيشان وممثلين آخرين لدولتنا متعددة الجنسيات والأديان”.

وجاء حديث زاخاروفا رداً على تصريحات بابا الفاتيكان حول الجنود المسلمين والبوريات في القوات الروسية المقاتلة بأوكرانيا.

انتقاد الأقليات بالقوات الروسية

وكان قد قال البابا فرنسيس لمجلة أمريكية إن الجنود الذين كانوا “أشد قسوة” هم بشكل عام من الشيشان والبوريات، حسب وصفه.

كما وصف مجاعة هولودومور، التي سببها الكرملين في أوكرانيا في ثلاثينيات القرن الماضي، بأنها إبادة جماعية، وذلك بأحدث انتقاد من بابا الفاتيكان لروسيا، رغم أنه حاول عدم انتقاد روسيا منذ بدء الحرب والبقاء في حالة حياد.

وكان البابا فرنسيس قد سُئل خلال مقابلة أجرتها معه مجلة “أميركا” اليسوعية عن ما بدا تردداً في إدانة روسيا مباشرة بسبب الحرب، ورد قائلاً إنه تلقى “معلومات كثيرة عن قسوة القوات”.

وأضاف: “بشكل عام، ربما كان أشدهم قسوة هم من ينتمون إلى روسيا ولكن لا يقتدون بالتقاليد الروسية، مثل الشيشان والبوريات وغيرهم”، مشيراً إلى أن “الدولة الروسية هي من يغزو”.

ومن المعروف أن الشيشان مجموعة عرقية تنتمي لجمهورية الشيشان، في جنوب غربي روسيا، معظمهم من المسلمين، بينما البوريات، فهم مجموعة عرقية مغولية الأصل تنتمي لجمهورية بورياتيا، في شرقي سيبيريا، تتبع من حيث التقليد لمعتقدات البوذية والشامانية.

أوضح موقف للفاتيكان من الحرب

وأكد بابا الفاتيكان أنه تحدث مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عدة مرات هاتفياً، كما تواصل مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من خلال سفير الكرسي الرسولي.

ورداً على انتقادات بعدم إدانته الرئيس بوتين بشكل مباشر في ما يبدو، قال البابا فرنسيس: “أسعى أحياناً إلى عدم التحديد حتى لا أسيء بل أدين بشكل عام، رغم أنه من المعروف جيداً من أدين. ليس من الضروري أن أحدد اسماً ولقباً”.

وأضاف البابا في وقت لاحق خلال المقابلة: “الجميع يعرفون موقفي، مع بوتين أو بدون بوتين، بدون تسميته”.

محاولة للوساطة وإنهاء الصراع

وجاءت التصريحات بعد أقل من ساعات على ترحيب روسيا برسائل من الفاتيكان حول التوسط لإجراء مفاوضات بين موسكو وكييف.

ونقلت وسائل إعلام عن الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أمس الإثنين، قوله: “بالطبع، نرحب بهذه الإرادة السياسية”. لكنه استبعد حصول هذه الوساطة بسبب “مواقف كييف”.

وجاء ذلك بعد أن أعلن البابا فرانسيس قبل 10 أيام أن الفاتيكان كان على استعداد لفعل أي شيء ممكن للتوسط في وضع حدّ للصراع بين روسيا وأوكرانيا.

والأحد نقلت وسائل إعلام عن رئيس أساقفة الفاتيكان بول ريتشارد غالاغر، قوله: إن الكرسي الرسولي مستعد لتوفير مكان لإجراء مفاوضات السلام بشأن أوكرانيا.