أحياء في باريس تغرق بالظلام ودولة أوروبية أخرى تحذّر من القادم

غرقت أحياء في باريس، العاصمة الفرنسية بالظلام مساء أمس الخميس، وسط مخاوف من الشتاء الصعب المقبل على أوروبا، بسبب نقص إمدادات الطاقة الروسية والأزمة العالمية التي نتجت عن ذلك.

أحياء في باريس غارقة بالظلام

ونقلت وسائل إعلام عن شركة آر.تي.إي” الفرنسية المشغلة لشبكة الكهرباء، قولها إنه كان بسبب خلل فني في أحد محولات شركة “إينيديس” للطاقة.

وتزامن ذلك مع مخاوف من انقطاع الكهرباء وشل البنية التحتية في فرنسا، حيث تختبر أول موجة برد في الشتاء قدرة شبكة الطاقة على الصمود في ظل أزمة الطاقة الحالية.

وقالت متحدثة باسم إينيديس، إن عطلاً في المحول تسبب في انقطاع أحد خطوط الجهد العالي، وحذر وزراء فرنسيون من انقطاع التيار الكهربائي بسبب فجوة بين العرض والطلب، وهي حالات قالوا إنها لن تدوم أكثر من ساعتين.

وتسابق شركة “إي.دي.إف” الحكومية، وهي الشركة الأم لشركة إينيديس، الزمن لإعادة مفاعلات نووية تأثرت بمشاكل صيانة إلى العمل سريعاً.

تحذير من أسبوع خطير

ومع انخفاض درجات الحرارة إلى حدٍ كبير، خرجت تحذيرات عديدة بأن الأسبوع الحالي سيكون قاسياً للغاية بالنسبة لشبكة الكهرباء في فرنسا.

وحسب ما نقلت وسائل إعلام فرنسية تبدأ أزمة جديدة يوم الإثنين المقبل، وفي ظل الجهد الكبير الواقع على حوامل الطاقة الفرنسية توقعت شركة Ecowatt الحكومية أن يتم فصل الأحمال، كملاذ أخير.

وبحسب تقديرات شبكة النقل الفرنسية، فإن البلاد ستشهد حالات انقطاع في التيار الكهربائي، لمدة ساعتين كحد أقصى في الصباح بين الساعة 8 صباحًا و 1 ظهراً أو في المساء بين الساعة 6 مساءً و 8 مساءً، في جميع أيام الأسبوع.

ومن جانبه قال تييري سودريت، مدير العمليات والأنظمة في كهرباء فرنسا خلال مؤتمر صحفي: “سنبذل جهدنا لتخفيف نسبة التقنين الكهربائي، وفقاً لمبدأ العدالة في التوزيع، ولذلك ينبغي معاملة الريف والحضر على قدم المساواة”.

اقرأ أيضاً|| الرئيس الفرنسي ماكرون: لا داعي للذعر … قد تُقطع الكهرباء لبضع ساعات يومياً

وقبل أسبوع حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن الحكومة قد تلجأ لقطع الكهرباء لساعات محددة مطالباً الناس بعدم الذعر، وبدأت فرنسا فعلياً بعمليات تقنين للكهرباء، حيث أصبحت الأنوار تنطفئ في برج إيفل ومتحف اللوفر وغيرها من معالم سياحية مهمة بعد أن بقيت لسنوات يطلق عليها اسم “عاصمة الأنوار”، كما أن فرنسا لجأت لأول مرة بتاريخها لاقتراض الكهرباء من بلجيكا لسد النقص الحاصل بالطاقة.

السويد تحذّر من أزمة

وبعد ساعات من الظلام في باريس، حذر رئيس وزراء السويد أولف كريسترسن من أزمة الطاقة في بلاده التي تواجه خطراً حقيقياً من انقطاع التيار الكهربائي بسبب توقف أكبر مفاعل نووي بالبلاد.

وحسب وسائل إعلام في السويد، من المقرر أن توقف شركة “يونيبر إس إي”، في وقت لاحق اليوم الجمعة، وحدة “أوسكارشام – 3” على الساحل الجنوبي الشرقي للبلاد لمدة تسعة أيام، لأغراض الصيانة مما يفاقم من نقص الكهرباء.

وقالت شركة الكهرباء إن السويد ستعتمد الأسبوع المقبل على واردات من النرويج وألمانيا وبولندا لضمان وجود ما يكفي من الكهرباء للتوزيع.

وذكر كريسترسن للصحافيين: “الوضع خطير نسبياً، ولا نرغب في إثارة الفزع، لكنها مشكلة خطيرة وهناك مخاطر كبيرة”.

وأضاف “يعتبر جنوبي السويد المنطقة الأقل في إمكانيات الإنتاج على مستوى أوروبا بمقارنة بمستوى الطلب”.

اقرأ أيضاً|| زيارة ماكرون إلى أمريكا.. ملفات ساخنة وخلاف غير مُعلن وحدث لأول مرّة بعهد بايدن